هالة الخياط (أبوظبي)
وضعت هيئة البيئة- أبوظبي حلقات تعريفية على 53 فرخاً من العقاب النساري خلال موسم التكاثر للعام الجاري.
واستهدفت «الهيئة»، 31 عشاً نشطاً في أبوظبي، مستخدمة أحد أنظمة الترقيم العالمية لهذه الطيور، وهي حلقة زرقاء داكنة على الساق اليمنى تحمل رمزاً أبجدياً رقمياً فريداً، مما يساعد على تتبع حركة انتشارها وبقائها على قيد الحياة بعد مغادرة العش.
ودعت الهيئة الجمهور العام في حال رؤية أحد الطيور ذات الحلقة الزرقاء، التقاط صورة للطائر دون إزعاجه، ومشاركتها مع فرقها عبر إرسال الصورة والملاحظات عبر البريد الإلكتروني osprey@ead.gov.ae لمساعدة فرقها في دراسة مسارات هذا الطائر وحمايته.
وتساهم الجهود التي تقوم بها فرق «الهيئة» في الحفاظ على هذا الكائن وضمان استمراريته في سماء أبوظبي.
وتعد طيور العقاب النساري من أبرز الطيور الجارحة في دولة الإمارات، إذ تحلق فوق سواحل الدولة، وتعتمد بشكل شبه كامل على الأسماك للبقاء على قيد الحياة.
وتنفذ هيئة البيئة - أبوظبي، برنامجاً مكثفاً لحماية طائر العقاب النساري، المعروف محلياً باسم الدمي، وتنفذ مسوحات بشكل مستمر على مستوى الإمارة لرصد تجمعات تكاثره ومراقبة حركته من خلال ترقيم الطيور بالتحجيل، وتركيب منصات تعشيش اصطناعية.
وفي الوقت الذي يصنف فيه العُقاب النساري على أنه مهدد بالانقراض وفقاً لقائمة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة المحلية، إلا أن إمارة أبوظبي تحتضن أكبر تجمع مسجل لتكاثر العقاب النساري، حيث أظهرت المسوحات الأخيرة (2023-2024) أن أبوظبي تحتضن 100% من تعداد تكاثر العقاب النساري في الدولة، بواقع 127 زوجاً من الطيور، وهي الأكبر في منطقة الخليج العربي، وتمثل 15% من تعداد هذا الطائر في شبه الجزيرة العربية.
وأوضحت هيئة البيئة - أبوظبي، أن العقاب النساري يتمتع بالحماية بموجب القانون الاتحادي رقم 24 لعام 1999، الذي يحظر صيد أو قتل أو إمساك الطيور، أو جمع بيضها، أو صغارها، أو التسبب بالضرر لمواقع التكاثر. 
والهيئة ملتزمة بمراقبة وإنفاذ تدابير الحماية لضمان الحفاظ على هذا النوع المهم من الطيور وموائله الطبيعية. 
وبينت «الهيئة» أن وجود العقاب النساري على طول المناطق الساحلية يعتبر مؤشراً جيداً على صحة وجودة النظم البيئية البحرية، لاسيما أنه يتغذى فقط على الأسماك، وينتشر في الموائل البحرية فحسب، مع وجود عدد قليل جداً في المناطق الداخلية. 
ويتكاثر العقاب النساري في دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من ديسمبر إلى مارس، وعادةً ما يعشش على الأرض في أعشاش ضخمة، حيث يبني كل زوج متكاثر عشاً كبيراً أو أكثر باستخدام النباتات الجافة الموجودة في موقع التعشيش. ويتم بناء الأعشاش أيضاً على نتوءات صخرية ساحلية أو هياكل مهجورة أو أي منصة مرتفعة كبيرة بما يكفي لاستيعابها.
وسجلت مسوحات الهيئة وجود 300 عش في المواطن الساحلية وجزر أبوظبي القريبة من الساحل، وتعد المستنقعات الملحية وغابات القرم والمسطحات الطينية والجزر القريبة من الساحل الموائل الرئيسية لتكاثر العقاب النساري. 
ولفتت الهيئة إلى أن أبرز التهديدات التي يتعرض لها العقاب النساري تتمثل في الافتراس، خاصة بوساطة الثعلب الأحمر الذي يشكل تهديداً، خاصة للطيور التي تعشش على الأرض، كما يمكن أن تؤثر التدخلات البشرية في مواقع التعشيش خلال موسم التكاثر بشكل سلبي على عملية التكاثر.
وتعمل هيئة البيئة بشكل وثيق للحفاظ على هذا النوع على المستوى العالمي مع أمانة معاهدة الأنواع المهاجرة التي تستضيف مكتبها الإقليمي في أبوظبي منذ عام 2009، الذي يعتبر مقراً لمذكرة التفاهم المتعلقة بالمحافظة على الطيور الجارحة المهاجرة في أفريقيا وأوروبا-آسيا.