دينا جوني (دبي)

نظّمت مؤسسة عبدالله الغرير، أمس، قمة الابتكار والتحوّل في التعليم العالي، التي ناقشت دور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والعمل الخيري الاستراتيجي في تشكيل مستقبل التعليم، بحضور نخبة من الخبراء الدوليين في التعليم العالي والمسؤولين. 
وافتتح عبدالعزيز الغرير، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز الغرير، القمة بالتأكيد على التزام المؤسسة بالتعليم كمحفّز للتحول، وقال: «منذ انطلاقتنا في المؤسسة، نستثمر في الناس والمجتمع من خلال التعليم لأنه يشكّل أقوى تأثير يمكننا إحداثه. فالتعليم ليس مجرد نقل للمعرفة، بل هو بوابة للفرص ومحرك للابتكار ودافع للتقدم. ويُحدث العمل الخيري الاستراتيجي تحولاً حقيقياً عبر بناء أنظمة بيئية، تدعم ازدهار الأفراد والمجتمعات. ومع احتضان دولة الإمارات لعام المجتمع، تؤكد المؤسسة التزامها ببناء نظام تعليمي أكثر ذكاء واستدامة، يجمع بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام».
وتأتي القمة في وقت يشهد تحوّلات عميقة في كيفية الوصول إلى المعرفة وتقديمها وتطبيقها. وفي ظل التحديات الناجمة عن التحولات الرقمية المتسارعة، واتساع فجوة المهارات، وارتفاع التفاوتات التعليمية، يسعى المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية، ومجالات العمل والحكومات لبناء نظام تعليمي مرن، وشامل، ومواكب لاحتياجات القوى العاملة المستقبلية.
وقال الدكتور إبراهيم الحجري، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، في تصريحات على هامش القمة: إن الجامعة تسعى إلى تطوير التعليم ومهارات الخريجين، ليكونوا جاهزين لسوق العمل المستقبلي، الذي يحتاج إلى قدرات ذات إمكانيات عالية في استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات والقطاعات، لافتاً إلى أن الجامعة قد عملت بالفعل على طرح بكالوريوس العلوم في الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تأسيس معهد الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية وإطلاق برنامج الذكاء الاصطناعي لمراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وأشارت الدكتورة سونيا بن جعفر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالله الغرير، إلى أن القمة تهدف إلى جمع مختلف الأطراف في العملية التعليمية في قطاع التعليم العالي، لفتح نقاش شفاف حول إعادة خلق مستقبل التعليم، بناء على التغيرات المتسارعة الحاصلة اليوم، والتي ستغير شكل التعليم وسوق العمل، وحتى طريقة العيش التي اعتاد الأفراد عليها. 
ودعت بن جعفر إلى التحرّك الجماعي، مشددةً على الحاجة الملحّة إلى إعادة تصور التعليم في عالم سريع التغيرّ، قائلة: إن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية يعيدان تعريف طرق التعلّم والعمل، ولكن بغياب الرؤية الاستراتيجية، قد يوسّعان الفجوة التعليمية. فالكثير من الشباب، خصوصاً في المجتمعات المهمّشة والضعيفة، يواجهون أنظمة تعليمية لا تؤهلهم للمستقبل، ولا يمكننا الاكتفاء بردود الفعل، بل علينا بناء نماذج تعليمية مرنة وشاملة قادرة على التنبؤ بالتغيير وتوسيع الفرص للجميع. إنّ الحاجة إلى التحرّك هي أكثر إلحاحاً اليوم من أي وقت مضى، ويجب أن تكون الحلول جريئة.
واستعرضت جلسات اليوم موضوعات رئيسة مثل دمج الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في التعليم، والاستعداد لسوق العمل في ظل الأتمتة المتسارعة، ودور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في جَسْر الفجوة بين المؤسسات الأكاديمية ومجالات العمل.