عبدالله أبوضيف (القاهرة وام)
أعلنت دولة الإمارات نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 25 أسيراً من الجانب الأوكراني و25 أسيراً من الجانب الروسي بمجموع 50 أسيراً ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تم تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 2.583 أسيراً.
وتقدمت وزارة الخارجية بالشكر لروسيا الاتحادية وأوكرانيا على تعاونهما في جهود الوساطة الإماراتية، وإنجاح عملية تبادل الأسرى، مما يدل على تقديرهما لدور دولة الإمارات في دعم الجهود الدبلوماسية كافة لإنهاء الأزمة بين البلدين. ونوهت الوزارة إلى أنه بنجاح الوساطة الجديدة، يبلغ عدد الوساطات الإماراتية التي تم إتمامها منذ بداية العام الماضي 11 وساطة، وهو ما يعكس الثقة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين. وأكدت وزارة الخارجية أن دولة الإمارات تعتزم الاستمرار في تقديم كل ما من شأنه إنجاح الجهود التي تعمل على الوصول إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، والتخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى. تجدر الإشارة إلى أن جهود الوساطة الإماراتية نجحت حتى الآن في إتمام 11 عملية تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا، كما نجحت في ديسمبر 2022 في تبادل مسجونَيْن اثنين بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية.
بدورها، أعلنت روسيا، اليوم، نجاح جهود وساطة دولة الإمارات العربية المتحدة لإنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة مع أوكرانيا. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الوساطة الإماراتية أسفرت عن عودة 25 أسيراً روسياً من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، مقابل تسليم مثلهم إلى كييف، في صفقة تعزز الجهود الدبلوماسية المستمرة لتخفيف التوتر بين البلدين.  واعتبر خبراء سياسيون من الجانبين أن دولة الإمارات أحرزت تقدماً دبلوماسياً لافتاً بإتمام صفقة تبادل الأسرى رغم التوترات السياسية والتصعيد العسكري المستمر، ليتجاوز العدد الإجمالي للأسرى المتبادلين أكثر من ألفي أسير. ووصف الخبير الأوكراني في الشؤون السياسية فاديم ألكسندر دور الإمارات بأنه نموذج للدبلوماسية الناجحة والسعي لتحقيق السلام، مؤكداً أن الدولة تمكنت من الحفاظ على استقلالية موقفها ودعم المفاوضات الإنسانية رغم تعقيدات النزاع، مما ساهم في بناء جسور التواصل بين موسكو وكييف.

وأكد أن الدولة تمكنت من الحفاظ على استقلالية موقفها ودعم المفاوضات الإنسانية رغم تعقيدات النزاع، وأشار إلى أن الجهود الإماراتية لم تقتصر على الجانب الإنساني فقط، بل شكلت منصة لتعزيز التفاهم بين الطرفين وتهيئة الأجواء لمحادثات أكثر استقراراً مستقبلاً.
 من جانبه، أشاد المحلل السياسي الروسي أندري أونتكوف بالنجاح الدبلوماسي الإماراتي، مؤكداً أن الإمارات باتت الوسيط الأكثر فعالية بين روسيا وأوكرانيا. وأشار إلى أن جهود الإمارات ساهمت في تهدئة الأجواء السياسية المتوترة، مما جعلها محل ثقة من الأطراف المتنازعة. وأوضح أونتكوف أن قدرة الإمارات على إبرام صفقة تبادل جديدة رغم التصعيد تعكس نجاحاً دبلوماسياً يُحتذى به، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يعكس مرونة واستقلالية النهج الإماراتي في الوساطة الدولية. وأوضح أن قدرتها على إبرام صفقة تبادل جديدة رغم التصعيد تعكس نجاحاً دبلوماسياً يُحتذى به.
وعلى مدار العام الماضي، نجحت الإمارات في إتمام سبع عمليات تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب صفقة تبادل تاريخية بين الولايات المتحدة وروسيا في ديسمبر 2022. وأوضح المحلل السياسي المصري عمرو الديب أن الإمارات حققت تقدماً دبلوماسياً ملموساً بفضل حيادها، وعدم انخراطها في النزاعات المسلحة، مؤكداً أن هذا الحياد جعلها وسيطاً موثوقاً قادراً على دفع المفاوضات نحو حلول سلمية مستدامة. وأشار الديب إلى أن جهود الإمارات في فض النزاعات الإقليمية والدولية تعكس التزامها الراسخ بالسلام والاستقرار، معتبراً أن هذه الوساطات تمنح أملاً كبيراً في إمكانية إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.