دبي (الاتحاد)
شهد سمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال زيارة سموّه إلى مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، وفي تمام الساعة 11:09 مساءً بتوقيت الإمارات، إطلاق «محمد بن زايد سات»، القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة، والذي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا، بالولايات المتحدة الأميركية على متن صاروخ فالكون 9، إذ يعد القمر الأكثر تطوراً، خطوة كبيرة في مسيرة دولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، إذ تم تطويره بالكامل بأيادٍ إماراتية في مركز محمد بن راشد للفضاء.

ويمثل القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» علامة فارقة في مسيرة الإمارات بمجال تطوير الأقمار الاصطناعية، حيث تم تطويره على يد فريق من المهندسين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، بعد أن تم الإعلان عنه في عام 2020 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فيما اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، القمر الاصطناعي للإطلاق في مايو من العام الماضي.
وبوزن 750 كيلوجراماً، وأبعاد تصل إلى 3 × 5 أمتار، يمثل القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» نقلة نوعية في تقنيات رصد الأرض. يتميز القمر بتطوير شامل في جميع أنظمته، بما في ذلك نظام التصوير الذي يضم واحدة من أكثر الكاميرات دقة في العالم، فضلاً عن سرعة في نقل البيانات بشكل أسرع بأربع مرات مقارنة بالإمكانات الحالية. كما يتمتع بنظام دفع كهربائي متقدم، وهو ما يساعده على توفير صور بدقة عالية، بالإضافة إلى بيانات دقيقة لدعم الأبحاث والتطبيقات العملية.

القمر الاصطناعي قادر على التقاط صور بدقة أعلى بكثير من الإمكانات الحالية، مع زيادة في إنتاج الصور بمقدار عشرة أضعاف. ويعتمد في ذلك على نظام جدولة ومعالجة متكامل يتيح تسليم الصور المعالجة في غضون ساعتين من وقت التقاطها. يُسهم القمر في العديد من المجالات مثل مراقبة البيئة، وإدارة البنية التحتية، ودعم الجهود الإنسانية في حالات الكوارث، مما يتيح للجهات المحلية والدولية اتخاذ قرارات دقيقة بناءً على بيانات محدثة وموثوقة.
وأسهم القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» في تعزيز النمو الاقتصادي لدولة الإمارات من خلال التعاون مع الشركات المحلية. فقد تم إنتاج 90% من الهياكل الميكانيكية للقمر الاصطناعي داخل الدولة، إضافة إلى جزء كبير من المكونات الإلكترونية.
 شاركت في هذا المشروع شركات إماراتية بارزة مثل ستراتا، وإي بي آي، وروكفورد زيلريكس، وهالكون، فوالكون، والإمارات العالمية للألومنيوم، التي قدمت خبراتها في مراحل التصنيع المختلفة. ويساهم هذا التعاون في تعزيز قدرات دولة الإمارات في مجال تكنولوجيا الفضاء، كما يعمل على نقل المهارات والمعرفة المتخصصة إلى الكوادر الوطنية، مما يعزز مكانة الإمارات كمنافس رئيسي في قطاع الفضاء العالمي.

وقال معالي الفريق طلال حميد بالهول، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: «كل الشكر لقيادتنا الرشيدة على دعمها المتواصل ورؤيتها الثاقبة التي كانت حجر الأساس في تحقيق هذا الإنجاز الكبير. نفخر اليوم بالإعلان عن نجاح مهمة جديدة تتمثل في إطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات، لتكون خير بداية لعام جديد مليء بالإنجازات الواعدة في مركز محمد بن راشد للفضاء. هذا الإنجاز ليس مجرد دليل على كفاءاتنا، بل هو مؤشر لما يحمله المستقبل لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال استكشاف الفضاء. فكل مهمة جديدة تمهد الطريق لإنجازات ريادية تُرسّخ مكانة الإمارات كقوة رائدة في تشكيل مستقبل علوم وتكنولوجيا الفضاء».
وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة نجحنا في إطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات، الذي يمثل إنجازاً تاريخياً يعكس التطور الكبير الذي تحققه دولة الإمارات في قطاع الفضاء، ويؤكد مواصلة ريادتها في هذا المجال عالمياً. هذا الإنجاز يعكس أيضاً التزامنا الثابت بتعزيز مكانة الدولة في السباق الفضائي العالمي، كما يعكس تضافر جهود أبناء الإمارات الذين لا يدخرون وسعاً في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة. نحن نواصل العمل بجد على تعزيز قدراتنا الفضائية، بما يسهم في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة الهادفة إلى نقل دولة الإمارات إلى آفاق جديدة في مجالات الفضاء والابتكار».

دعم مستمر 
قال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «ممتنون لقيادتنا الرشيدة على دعمهم المستمر ورؤيتهم الحكيمة التي كانت دافعاً رئيساً وراء هذا الإنجاز العظيم. إطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات يعد نقطة فارقة في تاريخ صناعة الفضاء الإماراتية، حيث يعكس مستوى التميز الذي وصلت إليه الدولة في هذا المجال. فقد تم تطوير القمر الاصطناعي وفقاً لأعلى المعايير العالمية، وبمشاركة جهود إماراتية متميزة من جانب الشركات الإماراتية المحلية، وهذا يجسد حرصنا المستمر على أن نكون في طليعة الدول التي تساهم في دفع عجلة الابتكار العالمي. القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات ليس مجرد مشروع تقني، بل هو منصة لتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تسهم في تحسين نوعية الحياة، ومواكبة تطلعاتنا الكبيرة في خدمة الإنسانية».
جهد جماعي
أشار عامر الصايغ الغافري، مدير مشروع محمد بن زايد سات، إلى أن «القمر الاصطناعي» هو نتاج جهد جماعي مستمر من فريق من المهندسين الإماراتيين الذين عملوا بإصرار وتفانٍ على إنجاح هذا المشروع الوطني الكبير، بالتعاون مع شركات محلية وطنية. نحن في مركز محمد بن راشد للفضاء نؤمن بأن هذا القمر الاصطناعي سيشكل علامة فارقة في العديد من المجالات الحيوية، مثل مراقبة البيئة، وتطوير حلول للبنية التحتية، بالإضافة إلى دعم عمليات الإغاثة في حالات الكوارث.

تقنيات
القمر الاصطناعي يمثل أيضاً خطوة مهمة نحو توظيف تقنيات الفضاء المتطورة لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات، ويجسد التزامنا المستمر بتقديم حلول تكنولوجية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز رفاهية الإنسانية.
وسيتم تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته من قبل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث ستعمل الفرق المختصة على إدارة العمليات وتحليل البيانات المرسلة من القمر الاصطناعي إلى الأرض.