آمنة الكتبي (دبي)
تستعد دولة الإمارات لإطلاق 3 أقمار اصطناعية خلال يناير الجاري، هي: «MBZ-SAT» و«العين سات - 1»، والقمر «HCT-Sat 1» في إنجاز جديد يضاف إلى سجل الإمارات الحافل في مجال الفضاء، ويعكس هذا الإطلاق رؤية الإمارات الطموحة لتعزيز مكانتها قوة إقليمية وعالمية في علوم الفضاء والتكنولوجيا. وخضعت جميع الأقمار الاصطناعية لاختبارات دقيقة لضمان جاهزيتها للعمل في ظروف الفضاء القاسية، بما في ذلك اختبارات الفراغ الحراري، والاهتزازات، وتحمل الصوت، كما سيتم الإطلاق باستخدام صاروخ «فالكون 9» من شركة «سبيس إكس»، وهي خطوة تعكس التعاون الدولي في مجال الفضاء.
كما تمثل هذه الأقمار خطوة أخرى في مسيرة الإمارات نحو تحقيق طموحاتها الفضائية، مع التركيز على تطوير تقنيات متقدمة تخدم البشرية. وتعكس هذه الجهود رؤية القيادة الرشيدة لدفع عجلة التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في الكفاءات الوطنية والمشاريع الفضائية المستقبلية.
ويعد القمر الصناعي «MBZ-SAT» أبرز الأقمار الثلاثة، حيث تم تطويره بأيدٍ إماراتية بالكامل، ما يجعله إنجازاً وطنياً يعزز مكانة الإمارات عالمياً في صناعة الأقمار الاصطناعية، ويهدف القمر إلى تقديم صور فائقة الدقة للاستخدام في مجالات عديدة مثل التخطيط العمراني المستدام، ومراقبة التغيرات البيئية، ودعم الزراعة وإدارة الموارد المائية، بالإضافة إلى المساهمة في مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل من خلال تحليل الأضرار وإعادة الإعمار.
ويمتاز «MBZ-SAT»» بكاميرا متطورة يمكنها تصوير مناطق تقل عن متر مربع بدقة فائقة. كما يوفر معالجة سريعة للبيانات ومشاركتها مع المستخدمين عالمياً على مدار الساعة، مما يعزز قدراته في رسم الخرائط وتحليل البيانات.
كما يعد مشروع «العين سات - 1» ثمرة تعاون مشترك بين الجامعة وشركائها الدوليين، حيث يهدف إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة لدراسة وتحليل البيئة الأرضية، وتوفير بيانات دقيقة تسهم في فهم التحديات البيئية والبحث عن حلول مبتكرة. ويمثل هذا المشروع نقطة انطلاق أخرى لمزيد من الإنجازات في مجال الفضاء، ويسهم في تطوير مهارات الشباب الإماراتي وتحفيزهم على الابتكار. ويهدف القمر الاصطناعي «العين سات - 1» إلى إجراء قياسات إشعاعية وتحليل الغطاء النباتي، مما سيوفر بيانات علمية دقيقة تدعم الأبحاث في مجالات متعددة، ويعزز مكانة الجامعة على الصعيدين المحلي والدولي.
ثمرة تعاون
يعد القمر الاصطناعي «HCT-Sat1» ثمرة تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء، وكليات التقنية العليا، ويعد القمر من نوع «كيوب 1»، وقد عمل 25 طالباً من كليات التقنية العليا على تطوير الحمولة الخاصة بالقمر الاصطناعي تحت إشراف وتوجيه فريق المركز، كما عمل مركز محمد بن راشد للفضاء على تصميم قمر اصطناعي مدمج بحجم 1U، وبأبعاد «10 سم 10x سم 10x سم»، وفقاً للشروط المنصوص عليها في مذكرة التفاهم، وشمل هذا المشروع مجموعة واسعة من المهام، بدءاً من عمليات التجميع والتكامل وصولاً إلى إجراء اختبارات صارمة للقمر الاصطناعي. كما يتولى مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية إطلاق الحمولة، وضمان توفير خدمات الاتصالات الأساسية.
تجربة تعليمية شاملة
يهدف المشروع لتنفيذ تجربة تعليمية شاملة تمكن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، من خلال التدريب، من فهم منهج «كيوب سات» المتميز. كما يقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بتعزيز عملية التعليم والتطوير في هذا المجال المتخصص، وسيدعم دمج تقنيات الفضاء في البرامج التعليمية، ويفتح آفاقاً جديدة لتفاعل الطلاب مع الشركات الرائدة في مجال الفضاء، والهيئات الحكومية ذات الصلة، كما يتماشى هذا تماماً مع مهمة المساهمة في برنامج الإمارات الوطني للفضاء، وتعزيز ثقافة الابتكار والتقدم التكنولوجي.
ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء، مسؤوليات تصميم وتصنيع وتشغيل الأقمار الاصطناعية المتقدمة والمخصصة لأغراض رصد الأرض، ويلعب برنامج الإمارات للأقمار الاصطناعية دوراً رائداً ومحورياً في تحقيق أهداف الدولة فيما يتعلق بمجال علوم الفضاء وقطاع التكنولوجيا، وتتمحور استراتيجية المركز حول الابتكارات العلمية، والتقدم التكنولوجي بوصفها أدوات مهمة لدعم مسيرة التقدم القائمة على المعرفة في إطار تحقيق هذا الهدف الوطني.