يشهد معرض "عرب بلاست 2025"، المنعقد في دبي، تسليط الضوء على تأثير السياسات البيئية والذكاء الاصطناعي، في توجيه مستقبل الصناعات البلاستيكية والبتروكيماوية؛ إذ تستعرض العديد من الشركات من حول العالم خلاله حلولها التي تسهم في دفع عجلة الاستدامة، ومجالات تبني التكنولوجيا.
وأكد مسؤولو شركات خلال المعرض، الذي يستمر حتى 9 يناير الحالي، أن التكنولوجيا والسياسات البيئية أصبحتا عاملين رئيسيين في إعادة تشكيل القطاع، ما يعزز تبني ممارسات أكثر استدامة ويحفز الابتكار في جميع مراحل الإنتاج وإعادة التدوير.

وأشاروا إلى أن السياسات البيئية العالمية ستسهم في وضع معايير موحدة لإعادة التدوير، ما يعزز استدامة الصناعة، حيث أكدوا أهمية المعرض الذي يختتم أعماله غداً، باعتباره منصة لمناقشة الفرص المستقبلية بين الشركات، وعقد الصفقات.
وأكد المهندس خالد الكعبي، المدير التنفيذي لمجموعة "إيكو بوليمرز" و"إيكو باتش للبلاستيك"، تأثير السياسات البيئية العالمية على قطاع البلاستيك، لافتاً إلى أن هذه المادة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، لكنها تحمل تحديات بيئية تتطلب حلولاً مبتكرة.
وأشار إلى أن الحل المستدام الأمثل يكمن في تعزيز إعادة التدوير وفصل النفايات، موضحاً أهمية استخدام مواد معاد تدويرها وفق معايير صحية صارمة لضمان سلامة الاستخدام، خاصة عند الارتباط بالمنتجات الغذائية، مؤكدا أهمية وعي المستهلكين المتزايد بأهمية شراء منتجات صديقة للبيئة في دفع الشركات لتبني تقنيات وإجراءات أكثر استدامة.
وأفاد بأن دولة الإمارات سباقة في تبني قوانين بيئية متقدمة لهذه الصناعة منذ سنوات، مشيرا إلى إمكانية تحسين العمليات الصناعية، خصوصا وأن استخدام التكنولوجيا حالياً يشمل العديد من المجالات، مثل تقنيات التعبئة والتغليف والروبوتات، الأمر الذي يسهم في تقليل التكاليف ورفع الكفاءة.
وأكد أهمية معرض "عرب بلاست"، في تعزيز مكانة الشركات الإماراتية في السوقين المحلي والدولي، وفي تحقيق رؤية الدولة نحو اقتصاد أكثر استدامة وتطوراً، باعتباره منصة لعرض المنتجات والتواصل مع العملاء الحاليين والجدد، وعقد لقاءات أولية يتم استكمالها لاحقاً من خلال فرق المبيعات والتسويق.
من جانبه أكد بسار جاداوالا، المدير العام لـ"فام ريسايكلينغ"، أهمية الدور الذي تلعبه التكنولوجيا والسياسات البيئية في دفع عجلة الاستدامة في قطاع إعادة تدوير البلاستيك، موضحا أن التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي ضرورية للغاية للقطاع، لأنها توفر إمكانية تتبع مصدر النفايات البلاستيكية، ما يساعد على تقليل المواد التي تذهب إلى مكبات النفايات.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يسهم في خفض التكاليف وتقليل الاعتماد على العمالة اليدوية، ما يجعل العمليات أكثر كفاءة واستدامة، مشيرا إلى أن هناك سياسات عالمية في طور الإعداد، تتعلق بإعادة تدوير البلاستيك، بغرض وضع سياسة موحدة لإعادة التدوير تحت مظلة الأمم المتحدة، يتوقع أن يتم اعتمادها قبل نهاية العام الحالي، من شأنها أن تدفع الجميع لتبني إستراتيجيات وأعمال تعتمد إعادة التدوير، وبالتالي خفض الكلف والأسعار في المستقبل.
بدوره تطرق شانو آد، مسؤول شركة "شيبورا ماشين" اليابانية العالمية، إلى تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا عامة على قطاع تصنيع البلاستيك، موضحاً أنه يسهم في تطوير أنظمة أتمتة تقلل الحاجة إلى العمالة اليدوية في عمليات التجميع، والتغليف، والفصل.
وأشار إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تُتيح التحكم عن بُعد بتشغيل وإيقاف الآلات ومراقبة أدائها، ما يعزز كفاءة العمليات ويقلل التكاليف التشغيلية، مؤكدا أن المعرض يمثل فرصة لإجراء مناقشات أولية مع عملاء جدد وحاليين، خصوصاً فيما يتعلق بمشاريع التوسع، مثل إنتاج المكونات خفيفة الوزن المستخدمة في تغليف المواد الغذائية.