لكبيرة التونسي (منطقة الظفرة) 

ضمن أجواء شتوية رائعة، تتألق الحرف التراثية الإماراتية في قلب منطقة الظفرة بقرية ليوا النابضة بالحياة، بمهرجان ليوا الدولي 2025، والمتواصل وسط إقبال كبير حتى 4 يناير المقبل، ويحتفي بالثقافة والموسيقى والفنون الإماراتية، إلى جانب المغامرات والأنشطة الترفيهية المتميزة.
يعيش زوار «قرية ليوا» رحلة ثقافية وتراثية إلى زمن الأجداد، حيث مارسوا الحرف التقليدية التي أعانتهم على العيش، واستثمروا الطبيعة بفعل ذكائهم، ويحرصون على نقلها للأجيال في متحف حي يشكل لوحة بصرية تأسر الحضور، وتطلعه على جانب من التراث الغني والروح الحيوية لدولة الإمارات، ويعكسون فن عيش الأولين وعاداتهم وتقاليدهم، تعبيراً عن فخرهم واعتزازهم بهويتهم التي يعملون على غرسها ونقلها للأجيال وللعالم أجمع، تقديراً لما قدمه الأجداد في سبيل الوطن وهذه الأرض الطيبة.
تُوفر القرية هذا العام تجارب غامرة ضمن 6 مناطق، منها «سوق»، الذي يحتفي بالحرف اليدوية والمنتجات المحلية، بالإضافة إلى أنشطة عائلية وثقافية تسلط الضوء على تراث أبوظبي الغني وطبيعتها الآسرة، والثقافة الإماراتية الأصيلة، ما يسهم في عكس ألق التراث الإنساني والاجتماعي للدولة، والتعريف بالجذور والأصالة الإماراتية.
وحول مشاركتها في قرية ليوا، أوضحت عتيجة عبدالله مبارك المنصوري، خبيرة تراثية تعمل على حرفة «التلي»، أنها سعيدة بتجربتها ضمن فعاليات المهرجان والقرية التي تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، وتحظى باهتمام هذا الجيل من الشباب والأطفال الذين يحرصون على الاضطلاع على هذا الموروث الثقافي والتراثي، مؤكدة أن المرأة الإماراتية، أسهمت في صنع زينتها من ملابس وأزياء ومواد تجميلية معتمدة على فطرتها وذكائها، حيث استثمرت ما تجود به الطبيعة، كما يستعرض جناحها الذي يتضمن العديد من الحرف التراثية ومنها «سف الخوص»، و«الحناء»، و«السدو»، وصنع البهارات (الإبزار الأولي)، مؤكدة أن جميع الحرفيات يحرصن على نقل خبراتهن للأجيال، وتعرفهم بموروثهم الأصيل، وتحثهم على استدامته للمستقبل.
وأكدت فاطمة آل علي التي تعرّف الجمهور بأسرار الحناء القديمة، وكيف كانت تستخدم علاجاً وزينة، أنها تنقل طريقة إعداد الحناء الطبيعية ونقوشها، وكيف كان يتم تحضيرها من دون إضافة أي مواد كيماوية، خصوصاً بعدما أدرجت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، «الحناء»، رسمياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، باعتبارها أحد أعرق عناصر التراث الثقافي في دولة الإمارات وأشهرها، حيث تعد الحناء من الرموز المتجذرة بعمق في تراثنا، ورمزاً من رموز الفرح والإبداع والفن، ما يعزِّز احتفالات المجتمع ومناسباته ومهرجاناته عبر الأجيال، ويتماشى هذا الإنجاز مع أهداف الدولة واستراتيجيتها الأوسع نطاقاً، لتعزيز الحفاظ على الهوية والتقاليد الإماراتية على مستوى عالمي. 
وتستعرض أشواق التميمي «البزار» (بهارات لوَّل)، والمكونات التي كانت تقتصر عليها، ومنها القرفة والكزبرة الناشفة والكركم والفلفل الأسود والفلفل الأحمر الحار المجفف والكمون، مشيرة إلى أن العديد من الشباب يطور هذه الحرفة ويضيف عليها، ويتخذ منها مشروعاً تجارياً، ما يسهم في استدامة هذه الحرفة للأجيال القادمة.