إيهاب الرفاعي (أبوظبي)
تشارك دولة الإمارات شقيقتها دولة قطر الاحتفال بيومها الوطني الذي يوافق الـ18 من ديسمبر كل عام؛ في إطار ما يجمع البلدين من روابط وثيقة، ووشائج قربى، ووحدة التاريخ، وإرث ثقافي واجتماعي عريض.
وتنطلق هذه الخطوة من الحرص البالغ على تعزيز العلاقات بين البلدين باعتبارهما جزءاً أصيلاً وركناً راسخاً ضمن البيت الخليجي.
وتزداد العلاقات الثنائية رسوخاً بحكم العادات والتقاليد، والمصاهرة، والجيرة، هذا إلى جانب وحدة الدين واللغة والمصير المشترك، كما يتشابه الموروث الشعبي الشفهي والمادي، في رحلة مستمرة ومتواصلة من الماضي إلى المستقبل.
وتجمع الإمارات ودولة قطر علاقات تاريخية وجغرافية وثقافية متجذرة، تمتد لعقود من الزمن، وبفضل هذه الروابط المشتركة، استطاعت الدولتان بناء علاقات قوية قائمة على التعاون في مختلف المجالات: الاقتصادية والسياسية والثقافية.
وتتسم العلاقات بين الإمارات وقطر الشقيقة بالعمق والتقارب على المستويين القيادي والشعبي، ما يترجم متانتها على الصعد كافة، فهي علاقات متميزة منذ القدم ومتجذرة تاريخياً عبر الروابط الاجتماعية والأسرية بين شعبي البلدين، وهي علاقات تفوق حد التعريف الدبلوماسي للعلاقات بين الدول، لما لها من خصوصية وتقارب كبيرين.
وتعززت العلاقات الثنائية بين الإمارات وقطر من خلال تأسيس لجان مشتركة عديدة، أبرزها اللجنة العليا الإماراتية القطرية التي تأسست خلال عام 1998 من منطلق حرص البلدين على تطوير وتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات، وسعت هذه اللجنة على مدى ما يقارب 25 عاماً إلى تعميق التعاون المشترك بين البلدين في مجالات الطاقة، والصناعة، والمالية، والاقتصاد، والتجارة، والشباب والرياضة، والمواصلات والنقل، والطيران المدني، والأرصاد الجوية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والشؤون البلدية والزراعة، والخدمة المدنية، والأشغال العامة، والإسكان.
ويرتبط البلدان بعلاقات أخوية متينة وراسخة، تؤسس لمستقبل مزدهر للبلدين والشعبين الشقيقين، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي روابط تاريخية مدعومة بالإرث الثقافي والاجتماعي المشترك، الذي أتاح ترسيخ علاقات انعكست على كثيرٍ من القطاعات، لاسيما الاقتصادية والثقافية والإبداعية.
وتعد العلاقات الإماراتية القطرية الأخوية المتجذرة والفاعلة ضمن منظومة العمل الخليجي المشترك من الأولويات الاستراتيجية التي تعمل عليها الإمارات، وتندرج ضمن نهجها الأصيل وسياستها الحكيمة، وحرصها على تعزيز التعاون، لتحقيق الطموحات المشتركة نحو مراحل أرحب من التقدم والازدهار لمصلحة الجميع.
وتعد العلاقات بين الإمارات وقطر ترسيخاً لتعاون خليجي مستقر ومزدهر، ويمثل الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية، وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتتسم العلاقات بين دولة الإمارات ودولة قطر بالأخوية والتاريخية العميقة، لأنها متجذرة تاريخياً عبر الروابط الاجتماعية والأسرية بين الشعبين الشقيقين، وهي علاقات تفوق حد التعريف الدبلوماسي للعلاقات بين الدول، لما لها من خصوصية وتقارب كبيرين، كما تتصف العلاقات بين البلدين بالتعاون الإيجابي والاستراتيجي حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وضمن التنسيق في إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي وفي كل المجالات.
وتستند العلاقات الإماراتية - القطرية إلى أساس تاريخي عميق، انطلاقاً من وحدة الدم والمصير والجوار الجغرافي والتمازج الاجتماعي والموروث الثقافي، وتقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، والمشاركة والتعاون والتنسيق لخدمة مصالح البلدين والشعبين والمنطقة الخليجية والأمتين العربية والإسلامية والعالم.
ويحرص البلدان على تبادل وجهات النظر حيال القضايا والمستجدات في المنطقة والعالم، ويتبادلان الزيارات على مستوى القادة وكبار الشخصيات بشكل منتظم، ومن أبرز وأحدث هذه الزيارات، استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أخاه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، في يونيو الماضي، حيث بحثا خلال لقائهما العلاقات الأخوية بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتوطيدها في مختلف المجالات، لاسيما ما يتعلق بتعزيز أواصر التعاون الأخوي لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، إضافة إلى تعزيز العمل الخليجي المشترك.
قضايا
استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأخوه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال لقائهما في يونيو الماضي، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعيات الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث أكدا أهمية تكثيف الجهود من أجل الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى تعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
تعاون
قام سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أكتوبر الماضي، بزيارة رسمية إلى دولة قطر الشقيقة، حيث التقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، وزير خارجية دولة قطر، وبحث سموه، خلال الزيارة، سُبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.
وفي الـ18 من ديسمبر من كل عام، يحتفي الشعب القطري باليوم الوطني، ويتطلع إلى المستقبل بروح الأمل والتفاؤل، ويحتفل بوطن يزهو بتبوؤ دولته مكانة مرموقة بين دول العالم اليوم، حيث قطعت أشواطاً كبيرة على طريق التنمية والتقدم، وحققت قفزات نوعية في مختلف مجالات النهوض الحضاري سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.