أبوظبي (وام) 
يهدف «برنامج خبراء الإمارات» الذي أطلق بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، إلى بناء قاعدة وطنية من الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات لتمكينهم من المساهمة في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات الاستراتيجية للدولة.
ولتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، يتولى خبيران إماراتيان دوراً رئيسياً في تعزيز قطاع الأغذية والزراعة، تماشياً مع المبادرة الوطنية «ازرع الإمارات» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى مواصلة الإرث الإنساني الخالد للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيمه الراسخة نحو إعمار الأرض والاهتمام بالزراعة والأمن الغذائي، والعمل باستمرار على تحسين الطرق الزراعية باستخدام التقنيات والوسائل الحديثة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص على نحو مستدام.

وتعمل أحلام المرزوقي، خبيرة من برنامج خبراء الإمارات، مديرة إدارة شؤون المطابقة بوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، على ضمان معايير الجودة والسلامة في الزراعة المستدامة.
كما يُسهم حمد الشحي بدوره الوطني كخبير من برنامج خبراء الإمارات مُتخصص في مجال التكنولوجيا الزراعية والأمن الغذائي، ويعمل على تحديد وتقييم أحدث التقنيات الزراعية لدعم طموحات الدولة وأولوياتها الاستراتيجية في المجال الزراعي.

الزراعة المستدامة
وقالت الخبيرة أحلام المرزوقي: «يتمثل دوري المباشر في مبادرة “ازرع الإمارات” نحو توفير برامج الشهادات المتخصصة التي تلتزم بالمعايير الوطنية والدولية الخاصة بالجودة والسلامة في الزراعة العضوية والزراعة المستدامة والممارسات البيئية والمنتجات الكهروتقنية المستخدمة في الزراعة المتعلقة تحديداً بقطاع الأمن الغذائي».
وأكدت أهمية مواءمة الأعمال الزراعية المتنوعة مع أهداف مبادرة «ازرع الإمارات» من خلال التركيز على إنشاء قطاع زراعي مستقبلي ثري ومستدام تستفيد منه الأجيال الإماراتية، مشيرة إلى نمو سوق الأغذية العضوية في الدولة بوجود 86 مزرعة مُصنفة مزارع عضوية مُعتمدة بنهاية عام 2023، والتي يكون من شروطها خضوع المنتجين الزراعيين لفترة انتقالية من الزراعة الكيميائية إلى الزراعة العضوية، تعقبها عمليات تقييم وتصديق بصلاحيتها كمزارع للإنتاج الزراعي.

التكنولوجيا الزراعية
من جهة ثانية، يتركز عمل الخبير حمد الشحي على جذب حلول التكنولوجيا الزراعية المناسبة لبيئة الزراعة الإماراتية بما يتسق مع رؤية الإمارات نحو تطبيق أفضل الأنظمة الغذائية المرنة من جهة، وما تقوم به من مبادرات زراعية وطنية عدة مثل مبادرة «ازرع الإمارات»، بهدف زيادة الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الاعتماد على الواردات من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار، أشار الشحي إلى أهمية وكفاءة الحلول المبتكرة التي تنتهجها الدولة للتغلب على الظروف البيئية القاسية، موضحاً أن دولة الإمارات في طليعة دول العالم التي تتبنى التقنيات المتطورة في الزراعة عن طريق استقطاب شركات التكنولوجيا الزراعية العالمية لتلبية الاحتياجات الوطنية وتعزيز القدرات المحلية ضمن رؤيتها الاستراتيجية.

استثمار في القطاع الزراعي
لفت الشحي  إلى أن إمارة أبوظبي وحدها تسعى إلى استثمار 128 مليار درهم «34.9 مليار دولار» في القطاع الزراعي عبر تسخير التكنولوجيات الزراعية الحديثة لتعزيز الأمن الغذائي، فضلاً عن استكشاف مصادر بديلة للبروتينات النباتية المزروعة في المختبرات المُخصصة كأحد الحلول المُمكنة لاستصلاح الأراضي الزراعية ومعالجة تحديات المناخ والاستدامة وتلبية الاحتياجات المستقبلية في ظل النمو السكاني المتزايد، بالإضافة إلى زيادة استخدام الحلول الزراعية المبتكرة كتربية الأحياء المائية والزراعة العمودية باستخدام طبقات مكدسة وبيئات زراعية خاضعة للرقابة تتناسب مع طبيعة المناخ الصحراوي في الدولة، بحيث يتم توفير كميات كبيرة من المياه المستخدمة لإنتاج مختلف المحاصيل الزراعية الأساسية على مدار العام.