أبوظبي (وام)

قال عيسى السبوسي، مدير الشؤون الاستراتيجية والإبداعية للجنة تنظيم الاحتفال الرسمي لعيد الاتحاد الـ53، إن تحويل السرد الجميل، والقصة العميقة إلى عرض عظيم وشامل عكس العادات والتقاليد الأصيلة لدولة الإمارات، جاء نتيجة تكامل عناصر أساسية شكلت جزءاً كبيراً من نجاح هذا العمل، حيث أدى موقع الاحتفال دوراً كبيراً في تحديد اتجاه السرد، وكان باهراً بحد ذاته، مشيراً إلى أنه في الفصل الأول من السرد تم التركيز على أهمية التعرف على المكان، وكان محور هذا الجزء هو الطبيعة، حيث عدنا بالزمن إلى الوراء لاستكشاف جذور القصة.
البطل الحقيقي
وأضاف أن البطل الحقيقي لهذه القصة هو مدينة العين، التي أثرت بشكل عميق على كل ما قمنا به، فسلطنا الضوء على جوانب متعددة تتعلق باختيارنا مدينة العين، بما في ذلك، تاريخ مدينة العين الممتد لآلاف السنين، وطبيعة العين الخاصة والمميزة خاصة النخيل، ونظام الأفلاج الذي يعود إلى آلاف السنين، وعلاقته العميقة بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وأشار إلى أن هذه الجوانب كانت الأساس الذي بُنيت عليه القصة، حيث بدأ السرد من عصور التاريخ الأولى وصولاً إلى الحاضر، مع التركيز على النخل كرمزٍ أساسي ليس فقط لأهميته التاريخية والاقتصادية، ولكن أيضاً لاستخداماته المتعددة، ودوره في التراث الإماراتي.
الثريا والواحات
وحول ارتباط العرض بمفهوم الاستدامة في دولة الإمارات.. قال عيسى السبوسي، إنه عند البدء في تشكيل القصة الخاصة بالعرض، وبالعمل مع الكاتبة مريم الدباغ، تم ملاحظة أن الطبيعة كانت حاضرة في جميع الفصول، فبينما تحدثنا عن الثريا والواحات وغيرها، أشارت الكاتبة إلى أن الطبيعة تشكل خلفية مستمرة في السرد، واقترحت أن تكون الطبيعة هي الراوي الأساسي، وبالفعل، هذا ما قمنا به.
وأضاف أن ما يميز السرد هو تطوره اللغوي الذي يبدأ بالفصحى، ثم ينتقل إلى اللغة البيضاء وينتهي بالعامية، لافتاً إلى أن هذا التدرج يعكس مسيرة الزمن وأصول اللغة العربية، بجانب أن السرد اتخذ شخصية طبيعية معروفة مثل الثريا أو جبل حفيت، ليصبح صوتاً يروي القصة، ما أضاف بعداً إنسانياً وملموساً للعناصر الطبيعية.
الاستدامة 
وأشار إلى أن الاستدامة في الإمارات ليست مفهوماً جديداً، بل هي جزء لا يتجزأ من تراثنا وأسلوب حياتنا، ولطالما كانت الحاجة إلى التعامل مع الأرض والموارد بحكمة ووعي أمراً متجذراً في ثقافتنا.
تجربة استثنائية
وحول التكنولوجيا المستخدمة في العرض، وتسليط الضوء على الابتكارات، قال السبوسي، إنه تم الاعتماد على تقنيات حديثة ومتقدمة لتحقيق تجربة استثنائية ومتكاملة في العرض، ومن أبرز التقنيات التي تم استخدامها «تقنية الإسقاط الضوئي على المسرح«المنصة»، والطائرات من دون طيار، والفصل السادس نجم سهيل»، حيث تم ربط التقدم التكنولوجي بالطبيعة وأهمية حمايتها.
وقال إن رسالتنا في هذا العرض هي أن دولة الإمارات تمتلك تاريخاً عريقاً وقيماً وحضارات متأصلة تمثل أساساً قوياً يدفعنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً، ونحن نؤمن بأن الارتباط بجذورنا العميقة في الإمارات والالتزام بالعادات والتقاليد الأصيلة لا يشكل عائقاً أمام التقدم، بل هو الحافز الذي يعزز مسيرتنا نحو التطور والابتكار، إلى جانب إبراز أهمية التوازن بين التقدم السريع والمحافظة على الطبيعة التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هويتنا.
قصة الشيخة سلامة بنت بطي 
أشار عيسى السبوسي إلى أن الفصل الرابع من السرد عرض قصة الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله، وكانت لحظة محورية في العرض تحت ظل النخيل نلتقي بهذه الشخصية العظيمة أم الشيوخ التي غرست في الشيخ زايد القيم والمبادئ التي شكلت مسيرته.
وأوضح أن لحظة لقاء الشيخ زايد بوالدته تفيض بالعاطفة، وتشعرنا بعمق الحنان والعطف الذي غمره في تلك اللحظة، ما جعل هذا الفصل قلب العرض النابض، لافتاً إلى أنه في هذا الفصل رأينا الشيخ زايد شخصية استثنائية نتعلم منه القيم التي اكتسبها من والدته، والطبيعة التي نشأ فيها، وكيف أسهم ذلك في تشكيل شخصيته.
الشيخ طحنون بن محمد 
قال عيسى السبوسي، في العرض استمعنا إلى تفاصيل علاقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بالشيخ طحنون بن محمد آل نهيان «رحمه الله»، وقصة مدينة العين التي تروي أثر هذه العلاقة وإنجازاتها، فهذا التسلسل جسد رحلة ملهمة وسرداً جميلاً يعبر عن جوهر القيادة الإماراتية، وروح الاتحاد.