أبوظبي (الاتحاد) 

تحتفل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيسها، ودورها في تعزيز وتطوير منظومة تنمية الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي، مركزة على الفئة العمرية من فترة الحمل وحتى سن الثامنة، لضمان توفير بيئة مثالية وداعمة تُمكن كل طفل من تحقيق إمكاناته. وبالتزامن مع اليوم العالمي للطفل الذي يأتي هذا العام تحت شعار «استمع إلى المستقبل! قف مع حقوق الأطفال»، أكدت الهيئة أنها عملت على إحداث تأثير إيجابي في حياة الأطفال وأسرهم في أبوظبي، بالتعاون الوثيق مع شركائها المحليين والدوليين. وجاء تأسيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة كثمرة جهود كبيرة بدأت بمؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، تحت رئاسة سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، التي أدركت أهمية الاستثمار في الطفولة المبكرة.
وأكدت سناء سهيل، مدير عام الهيئة، أن عمل الهيئة ليس مجرد توثيق للأنشطة والمبادرات، بل كانت تسعى دائماً إلى تحقيق تغيير مستدام وملموس، فمن خلال تعاونها مع العديد من الشركاء، أطلقت الهيئة برامج ومبادرات تهدف إلى خلق بيئة داعمة وآمنة للأطفال في الإمارة، ومن بين هذه الإنجازات، تطوير استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035، التي تسعى لجعل أبوظبي واحدة من أبرز المدن في العالم التي تولي أهمية قصوى لمستقبل الأطفال، خاصة ممن هم دون سن التسع سنوات.
وقالت: «نحن فخورون بما حققناه حتى الآن، ونتطلع إلى مستقبل مشرق، حيث ننمي جيلاً جديداً يمتلك الأدوات والفرص ليكون مزدهراً ومبدعاً، وأن الهيئة تواصل التزامها بخلق بيئة تتيح للأطفال التمتع بصحة جيدة، ونمو ذهني واجتماعي سليم، وتطمح في السنوات القادمة إلى توسيع نطاق تأثيرها وتعزيز شراكاتها الدولية، لتعزيز مكانة أبوظبي مدينة رائدة في مجال تنمية الطفولة المبكرة».
وأشارت سهيل إلى اهتمام الهيئة بتطوير مبادرات استراتيجية تركز على رفاهية الأم والطفل، من خلال تعزيز برامج التوعية والتدخل المبكر، موضحة أن توفير المعلومات والدعم للوالدين في وقت أبكر، يسهم في تحقيق نتائج أفضل لنمو الأطفال، لذلك يمتد دعم الهيئة للأمهات منذ فترة الحمل وما بعد الولادة، مع التركيز على السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. 
تمكين التعليم المبكر 
وحول توسيع البنية التحتية، وزيادة الوصول إلى مؤسسات الرعاية، أفادت مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة أن دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي تعمل على خطة لإنشاء 10 دور حضانة جديدة تستوعب 4.000 طفل بحلول 2025، لضمان تقديم خدمات الرعاية والتعليم في جميع أنحاء الإمارة، إلى جانب ذلك، تم تطوير أهداف تعليمية محددة للأطفال في دور الحضانة، لضمان جودة التعليم المقدم.
كوادر مؤهلة ومدربة 
ولفتت سهيل إلى أهمية رأس المالي البشري في تحقيق أهداف استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035، لذلك حرصت على تعزيز القوى العاملة في مجال تنمية الطفولة المبكرة، حيث تشير التوقعات إلى أن القطاع سيحتاج إلى حوالي 48.500 مهني بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 20.000 عن الوضع الحالي، وقامت الهيئة بوضع خطة لتطوير القوى العاملة تتضمن تحديد معايير واضحة، وتوفير التدريب، وزيادة الفرص المهنية للعاملين لضمان تقديم خدمات عالية الجودة في مجال تنمية الطفولة المبكرة.
البحث 
أفادت سهيل بأن الهيئة حرصت على تمويل 19 منحة بحثية، و5 منح للقضايا الشائكة، بقيمة بلغت 25 مليون درهم إماراتي، مع ثماني ورقات بحثية منشورة حتى الآن، إلى جانب مواصلة الهيئة جهودها في تشجيع مشاركة الباحثين الإماراتيين، حيث يشارك الآن 85 باحثاً في مشاريع بحثية جارية. كما أطلقت حملة توعوية لدعم الأبحاث المحلية.
تحفيز الابتكار 
أشارت سهيل إلى أن استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035 تتطلب أنظمة ومنصات تحفز الابتكار، ومن أبرز المبادرات التي أطلقتها الهيئة في هذا الصدد مبادرة «ود» العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، والتي تجمع خبراء وشركاء عالميين لتسريع التغيير في مجال الطفولة المبكرة، وتسهم في إعادة تصور تنمية الأطفال من منظور شامل يجمع بين البحث والتكنولوجيا والمشاركة المجتمعية، مع تنظيم تجمعات علمية مثل مختبر الابتكار لمناقشة الحلول المبتكرة وتنفيذها.
شراكة مع الأطفال  
تحرص الهيئة على الاستماع إلى أصوات الأطفال وأولياء الأمور في الإمارة وإشراكهم في صناعة القرار من خلال مبادرة «صوت الطفل»، والتي تهدف إلى تضمين ملاحظاتهم واحتياجاتهم ضمن السياسات التي تعمل الهيئة على إعدادها، والتي يتم إعدادها وتحليلها من خلال عملية متكاملة تشمل دراسة القوانين المحلية والدولية وضمان ملاءمتها للسياق المحلي، بالتشاور مع شركاء محليين ودوليين، لضمان اتباع أفضل الممارسات العالمية.
مكان مثالي للأسرة 
وأشارت إلى أن الهيئة تعمل بالتعاون مع شركائها لجعل أبوظبي ملائمة للأسر والأطفال عبر أنشطة متنوعة وبرامج توعوية مثل، برنامج «تكوين»، كما حصلت الإمارة على مرتبة «مدينة مرشحة» من اليونيسيف للحصول على علامة «مدينة صديقة للأطفال»، وتستمر جهود إعادة تصميم التخطيط الحضري لتحفيز النشاط البدني، وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية بين الأطفال ومقدمي الرعاية.
برامج تدعم الوالدين 
لم تقتصر جهود الهيئة على تعزيز نمو الأطفال فحسب، بل شملت أيضاً تعزيز دور الوالدين ومقدمي الرعاية من خلال توفير موارد وبرامج توعوية متكاملة، حيث أظهرت الدراسات وجود فجوات معرفية لدى الوالدين ومقدمي الراعية، ما دفعها لإطلاق منصة الوالدين وهي منصة إلكترونية تهدف إلى توفير محتوى تثقيفي باللغتين العربية والإنجليزية. كما وُضعت برامج متخصصة لدعم الوالدين في رحلتهم التربوية تتماشى مع احتياجات ومتطلبات الفئات العمرية المختلفة للأطفال.
أكاديمية تنمية الطفولة 
أفادت سناء سهيل بأن الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة استقبلت هذا العام الدفعة الثانية من طلبة برنامج الدبلوم المهني المعتمد في تنمية الطفولة «مقدمي الرعاية المستقبليين»، وذلك في إطار جهودها لإعداد كفاءات مؤهلة قادرة على دفع عجلة تطوير القطاع.
وشهد برنامج الدبلوم المهني المعتمد في عامه الثاني إقبالاً كبيراً واستقطب 7800 متقدّم، تم اختيار 1.73 في المائة منهم بعد سلسلة من المقابلات والتقييمات الدقيقة لضمان التحاق نخبة المواهب بالأكاديمية، مقارنةً بـ 2.38 في المائة من أصل 4200 متقدم العام الماضي.