إبراهيم سليم (أبوظبي)
وسط حضور جماهيري ازدحمت به حديقة أم الإمارات، انطلقت الأنشطة الجماهيرية للمهرجان الوطني للتسامح والتعايش الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، لليوم الثاني على التوالي، بالتعاون مع كوريا الجنوبية كضيف شرف للمهرجان، حيث اجتمعت الجماهير من مختلف الجنسيات والأعمار والخلفيات للاستمتاع بأنشطة متنوعة تعكس قيم التسامح والتعايش، إلى جانب العروض الرئيسية على مسرح الحديقة، حيث الاحتفاء بالعلاقات الثقافية المتينة بين الإمارات وكوريا الجنوبية وإبراز قيمة التراث والتنوع الثقافي العالمي.
وقالت عفراء الصابري، مدير عام وزارة التسامح والتعايش: «إن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وجَّه بأهمية الأنشطة الجماهيرية للمهرجان، مطالباً بأن تركز على الاحتفاء بتراث وإبداعات الإمارات وقيمها الأصيلة، وأن تستمر على مدى يومين»، مضيفة أن هذه الأنشطة تم تقسيمها إلى واحات متنوعة، منها واحة للموسيقى تشارك بها فرق موسيقية للهواة وفرق مدرسية تضم الموهوبين من مختلف الثقافات، وواحة الفنون، ويعرض من خلالها عدد من الفنانين التشكيليين الإماراتيين والعرب والغربيين أعمالاً تعزز القيم الأساسية التي يدعو لها المهرجان، وواحة الإبداع والقراءة، وتستضيف عدداً من الكُتَّاب البارزين للحوار مع الجماهير عن أهم الكتب المتعلقة بالقيم الإنسانية، وواحة المرح واللعب وهي مخصصة للأطفال وتضم ألعاباً تراثية ومسابقات ترفيهية وأنشطة تلوين، إضافة إلى واحة الخط العربي.
وأشارت الصابري إلى أن برامج المهرجان هذا العام تتميز بالتنوع وتعكس ألواناً متعددة من الفنون والإبداع، حيث سيتعرف الزوّار على التراث الإماراتي في أبهى حلله، ويستمتعون بمزيج من العروض الموسيقية والتجارب الفنية والثقافية الممتعة التي تعكس تنوع الفنون الإماراتية، إلى جانب الفنون الكورية، ضيف شرف المهرجان، مؤكدة حرص المهرجان على دمج الفعاليات المستوحاة من الثقافة الإماراتية التقليدية كالفنون الشعبية التي تبرز روح الأصالة والتراث الإماراتي مع العروض الموسيقية التقليدية التي تعبّر عن الثقافة الكورية، لتتيح للجمهور تجربة ممتعة تدمج بين الثقافتين الشرقية والغربية، وتعمق قيم التسامح بين الشعوب.
وقالت الصابري: «إن المهرجان يمثل تجسيداً حقيقياً لرسالة الإمارات الإنسانية العالمية في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، وبناء جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، ولعل استضافة كوريا الجنوبية كضيف شرف تعزز هذه الرسالة وتثري التجربة العالمية للمهرجان، حيث ستتاح الفرصة للجمهور للتعرف على ثقافة متميزة وفريدة من نوعها عن قرب».
وأوضحت الصابري أن المهرجان اشتمل كذلك على ورش عمل تفاعلية للأطفال والكبار تعزز قيم التعارف والتعاطف والتفاهم بين الأجيال، بالإضافة إلى منصات للطعام التقليدي تقدم مجموعة من الأطباق الإماراتية والكورية، مما يجعل من زيارة المهرجان تجربة مثيرة للجمهور من مختلف الثقافات والجنسيات، إلى جانب ما يضمه المهرجان من عروض وإبداعات الحرفيين والفنانين من الإمارات وكوريا، لتشجيعهم على إبراز مهاراتهم وتعريف الجمهور بأعمالهم المميزة.
ونبهت الصابري إلى أن المهرجان الوطني للتسامح حرص على تقديم مجموعة من الأنشطة الترفيهية والفنية الموجهة لجميع أفراد العائلة، مما يضفي على الحدث أجواءً من المرح والتواصل، وذلك إلى جانب أنشطته الرئيسية، بما يتيح للجمهور فرصة المشاركة في العديد من الأنشطة التي تشمل عروض الأداء، وورش العمل التفاعلية، وألعاباً وأنشطة ترفيهية مخصصة للأطفال، في أجواء تجسد التنوع والتعدد الثقافي تسلط الضوء على القيم الإماراتية الأصيلة التي تدعو إلى التسامح والعيش المشترك، وهي القيم التي جعلت من الإمارات موطناً للتعايش السلمي بين أكثر من 200 جنسية.
ومن جانبه، عبر الفنان التشكيلي غياث محمود عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الوطني للتسامح، مؤكداً أن الفن يمكنه أن يقدم القيم الإنسانية الأصيلة في صور شتى، وأنه يحب جداً الرسم وسط الجمهور لأن ذلك يجعل ميلاد اللوحة التي ربما تستغرق دقيقتين أو أكثر إثارة لأن الجمهور يحاول طوال الوقت اكتشافها، ويفاجأ بها مع آخر لمسة للفرشاة عليها وهو شعور رائع ومبهر.
وعلى مسرح المهرجان الوطني للتسامح، انطلقت مسابقة «الإمارات للخطابة باللغة الكورية»، وتم اختيار موضوع الوطن، ليتحدث عنه كل المشاركين الذين تجاوزوا 30 متسابقاً، وفازت بالمركز الأول الإماراتية عائشة الريامي، وحصلت مريم ماضي على المركز الثاني، ويمان العبدولي على المركز الثالث. وقالت العبدولي: «إنها سعيدة بالمشاركة في المهرجان الوطني للتسامح والمهرجان الكوري»، مؤكدة أنها تعلمت الثقافة الكورية لتتعرف على التنوع الإنساني وتتعرف على الثقافات الأخرى، باعتبارها ثقافات إنسانية يمكنها أن تتكامل معاً لصناعة عالم أفضل للبشرية، وأكدت أن رسالة المهرجان تقوم على تعزيز القيم الإنسانية، وتؤكد أن التنوع ثراء للمجتمع، بل إنه يدعو للتعاون والتعايش السلمي، وأن الإمارات رمز عالمي لهذا التعايش بين مختلف الجنسيات والثقافات.
ونظمت أندية التسامح بالجامعات عدداً من الفعاليات والأنشطة الطلابية على هامش المهرجان الوطني للتسامح والتعايش الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش سنوياً احتفالاً باليوم العالمي للتسامح، حيث نظم نادي التسامح من جامعة وولنغونغ هذه الفعالية التي أطلق عليها «مسيرة التسامح» بمشاركة 500 طالب وطالبة من جامعة وولونغونغ وجامعة هيريوت وات، وانطلقت المسيرة في الخامسة بعد ظهر أمس بقرية المعرفة في دبي بالتعاون مع كل الجهات المعنية، وتهدف المسيرة إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية بين الطلاب، مع إشراك المجتمع المحلي في هذه الرسالة السامية.
تعاون واسع
جاءت هذه الفعالية بتنظيم من نادي التسامح بجامعة وولونغونغ في دبي بالتعاون مع نادي التسامح بجامعة هيريوت وات، وشهدت المسيرة تعاوناً واسعاً من مختلف الجهات المعنية لضمان تحقيق أهدافها، حيث تضمنت فعاليات المسيرة تسليط الضوء على أهمية التسامح في بناء التلاحم، كما شارك الطلاب في أنشطة تعاونية تعكس روح التآخي، مثل العروض الثقافية التي تمثل التنوع الثقافي في الجامعات، واللوحات الفنية التي تعبر عن التسامح والتعايش.
جسر للتواصل
أكدت وزارة التسامح والتعايش أن أندية التسامح في الجامعات والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع كل الجامعات الإماراتية، تحرص دائماً على المشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والوطنية والعالمية التي تتعلق بتعزيز القيم الإنسانية والوطنية، وتعزز ثقافة التسامح والتعايش لدى أجيال المستقبل، مؤكدة أن أعضاء أندية التسامح بالجامعات المنتشرة بكل إمارات الدولة، حيث نظمت أنشطة داخل الحرم الجامعي، وفي البيئة المحيطة بهذه المناسبة المهمة، وأن هذه المسيرة ليست مجرد فعالية طلابية بل هي انعكاس حقيقي لقيم التسامح التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على ترسيخها في جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك التعليم، فالمسيرة تعد فرصة رائعة لتعزيز فهم أعمق للتسامح بين الشباب الجامعي، الذي يمثل قادة المستقبل، والمجتمع المحيط، مؤكدة أن المسيرة تسعى إلى نقل رسالة مفادها أن التسامح هو جسر للتواصل والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان، مما يسهم في تحقيق التعايش السلمي.
3000 شخص
قامت وزارة التسامح والتعايش بتوزيع الهدايا والجوائز على أكثر من 3000 شخص من الجمهور الذي شارك في الأنشطة الجماهيرية والمسابقات المتنوعة على مدى يومين، وفاز الأطفال بنصيب الأسد من هذه الهدايا.