إبراهيم سليم (أبوظبي) 

ثمّن مسؤولون وأكاديميون ومفكرون أوروبيون دور الإمارات في تعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني لتنعم الشعوب بالسلام.
وقال مشاركون في منتدي الحوار بين الأديان والثقافات، المنعقد بالتزامن مع المهرجان الوطني للتسامح، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع سفارة النمسا بالإمارات، تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.
وأكدت القامات العالمية المشاركة بمنتدى الحوار بين الأديان لـ«الاتحاد» أن هذا الاجتماع على تعزيز القيم الإنسانية هدف نبيل يستحق بذل كل جهد ممكن، وأن الإمارات ستظل المثال والقدوة في تعزيز القيم الإنسانية حول العالم، وركز المنتدى الدولي للحوار بين الثقافات والأديان، على دور القيادات الفكرية والدينية حول العالم في تعزيز القيم الإنسانية التي يمكنها أن تمكن الجميع مهما كانت الاختلافات بينهم من التعاون والاحترام المتبادل مهما كانت الاختلافات، لجعل هذا العالم مكاناً أفضل للحياة، ولذا ركزت كل القامات العالمية المشاركة في المنتدى على هذا الهدف، مشيدين بالدور البارز للإمارات في هذا الصدد. 

تعزيز التفاهم
وقال الدكتور زكريا سيجديني، من معهد اللاهوت الإسلامي والتعليم الديني في جامعة أوبيك: إن وجود وزارة للتسامح والتعايش هو التزام بأهمية الحوار في هذا البلد الرائع. ولذا فإن وجود الوزارة بحد ذاته يتيح فرصة ثمينة لتنظيم فعاليات مهمة مثل هذه التي حضرناها، «منتدى الحوار بين الأديان والثقافات» ولتحقيق غايات مهمة أيضاً، حيث تظهر بوضوح أهمية هذا التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية بين شعوب العالم، وقد كان لهذا تأثير إيجابي للغاية، بالنسبة لي عندما سمعت عنه وعندما كنت جزءاً من هذا المؤتمر.
ومن جانبه قال السفير كريستوف ثون-هونهشتاين،  نائب وزير للشؤون الثقافية، وزارة الخارجية النمساوية، أعتقد أن منتدى مثل هذا مهم للغاية، نعلم أننا نعيش في عالم مليء بالتحديات والأزمات، ونحتاج إلى مثل هذه المنتديات لتعزيز التفاهم المتبادل وتحسين العلاقات في عالمنا. وبالطبع، تلعب الأديان دوراً رئيسياً في هذا السياق، ولذا أرى أن حوار الأديان والثقافات بشكل عام، يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في هذا الصدد.
وقال الدكتور إتيان بيرشتولد، السفير النمساوي لدى الإمارات: أود في البداية أن أؤكد على حديث معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الذي أشار فيه إلى أن الروابط بين بلدينا، الإمارات والنمسا، قوية ودافئة، وهي في أعلى مستوياتها على الإطلاق. ولذا فإن هذه المبادرة المهمة بشأن الحوار الثقافي والديني هنا في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي هي علامة بارزة ستقودنا في السنوات القادمة لتعزيز التعايش السلمي والتسامح في كلا البلدين. وهناك الكثير مما يمكننا تعلمه من تجربة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بالتعايش بين الأديان والجنسيات المختلفة. ونحن متحمسون للغاية ونتطلع إلى تعزيز هذا التعاون المثمر والمهم بين هذين الشريكين الاستراتيجيين، النمسا والإمارات، وكذلك بين وزارة الخارجية النمساوية ووزارة التسامح في الإمارات. 

تحفيز القيم
ومن جانبه، أكد مقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، أن المشاركة في منتدى الحوار الثقافي والديني هنا في أبوظبي، الذي تستضيفه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع الحكومة النمساوية، حدث فريد من نوعه يشرفني أن أكون جزءاً منه كمشارك في نقاش حول دور الثقافة والدين في تعزيز التسامح والتعايش، وهو حوار مطلوب منا جميعاً لمواصلة هذا الالتقاء الإيجابي. ولا شك أن الإمارات صارت المثال والقدوة في مجال تعزيز القيم الإنسانية حول العالم، ولاسيما دورها في إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية، ودورها على الصعيد الدولي في مجال التعايش السلمي وحل النزاعات.
ومن جانبها، قالت السفيرة الدكتورة آنالي سيسيليا باب، سفيرة باربادوس لدى الدولة، إنها تجربة رائعة في بيت العائلة الإبراهيمية لمناقشة الحوار بين الأديان. فنحن نركز كثيراً على القيم الروحية ودورها في تحفيز القيم الإنسانية لدى البشر عموماً، وفكرة هذا المنتدى الذي يجمعنا لمناقشة التحديات في العالم والبحث عن حلول، خاصة للشباب أمر رائع حقاً، وأنا سعيدة جداً بتواجدي هنا في الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في هذا الحوار والتعرف على ما تقوم به الإمارات في هذا المجال.
ومن جانبها، قالت البروفيسورة ميكائيلا كواست-نيولنجر من جامعة إنسبروك - معهد اللاهوت المنهجي، إن انعقاد هذا المنتدى هنا في بيت العائلة الإبراهيمية الذي يمثل مساحة رائعة للتلاقي والتعرف على تنوعاتنا، ولنعلن عن التزام مشترك تجاه الأخوة الإنسانية العالمية. إنه مكان رائع تشعر فيه حقاً بأصالة الحوار والاهتمام المتبادل للعمل معاً من أجل الخير العام للجميع في هذا العالم.
فيما قال النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية باولو مارتينيلي: «أولاً، أود أن أعبر عن سعادتي بالتواجد هنا في هذا الحدث الكبير والمهم في بيت العائلة الإبراهيمية.. كما كانت كلمة معالي وزير التسامح والتعايش ملهمة لنا، تذكرنا بأهمية الحوار بين الأديان والثقافات. إنها فرصة عظيمة للعمل معاً وتبادل تجاربنا المختلفة، واحترام التنوعات والعمل معاً من أجل عالم أكثر إنسانية وأخوة».