سامي عبد الرؤوف (أبوظبي) 
انطلقت، صباح أمس، النسخة الثالثة من معرض «مُصنّعين» للوظائف في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وتستمر فعالياته حتى غد الأربعاء في مركز أبوظبي للطاقة.
وأعلن المعرض، توفير أكثر من 900 وظيفة جديدة، على مدار أيام المعرض الثلاثة، منها أكثر من 100 وظيفة ملائمة لأصحاب الهمم لدى 90 شركة خاصة. 
وتتوزع الوظائف الجديدة، على تسعة مجالات رئيسة، تشمل الأغذية والمشروبات، وخدمات حقول النفط والطاقة، والهندسة والإنشاءات، والتصنيع، والاستشارات والتدقيق، والخدمات اللوجستية والتجارة، وإدارة المشاريع، والتكنولوجيا والخدمات الهندسية، والمقاولات والبنية التحتية. 
وتفصيلاً، أعلنت سلامة العوضي، مديرة إدارة القيمة الوطنية المضافة بوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، عن توفير 2500 وظيفة للمواطنين بقطاع الصناعة خلال عام واحد فقط، عن طريق معرض «مصنعين»، الذي وفر في نسختيه الأولى والثانية أكثر من 1400 وظيفة نوعية للكوادر الإماراتية في قطاع الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، منها 150 وظيفة ملائمة لأصحاب الهمم. 
وأشارت إلى تنظيم فعاليتين خاصتين بالمعرض في إمارة رأس الخيمة وفرتا أكثر من 200 وظيفة، ليصل الإجمالي إلى 1600 وظيفة خلال عام واحد منذ انطلاق المعرض في أكتوبر من العام الماضي، ما أسهم في تحقيق قفزة نوعية في أعداد الإماراتيين العاملين في القطاع الصناعي الخاص.

توطين الصناعة 
وأكدت أن المواطنين دخلوا بقوة في قطاع الصناعة وأصبحوا في غضون سنوات معدودة في مراكز قيادية وإدارية، مشيرة إلى أن المعرض على مدار أيامه الثلاثة سيعمل على توفير وظائف للتعيين فوراً لعدد من المواطنين، فيما سيتم تعيين باقي المواطنين المرشحين للوظائف وفق الإجراءات المحددة من الشركات.  
وعن مميزات النسخة الثالثة من معرض «مصنعين»، أجابت العوضي، هناك العديد من السمات الخاصة بالنسخة الحالية، أبرزها تنوع الوظائف والمجالات التي يمكن أن يلتحق بها المواطنون بقطاع الصناعة، وكذلك عدد المصانع والشركات أكبر من نظيرتها التي شاركت في النسختين السابقتين. 
وأشارت إلى أنه لأول مرة يتم إجراء مطابقة فورية عبر تطبيق خاص بمعرض مصنعين لمواءمة مؤهلات الباحثين عن عمل مع فرص العمل الشاغرة المطروحة باستخدام أحدث التقنيات خلال فترة المعرض.
وتنظم المعرض وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين وبرنامج «نافس» لتعزيز تنافسية الكوادر الإماراتية. 
ويشهد المعرض، للمرة الأولى، توفير فرص وظيفية وتدريبية لمجندات الخدمة الوطنية من خريجات مبادرة «هامَة»، التي أطلقها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل، بالشراكة مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، لتمكين المجندات من بناء القدرات المهنية المتخصصة في خمسة قطاعات حيوية، من بينها قطاع الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
ويعكس ذلك تكامل الجهود الوطنية بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، مع وزارة الموارد البشرية والتوطين، ومجلس تنافسية الكوادر الإماراتية (نافس)، ومجموعة أدنوك، تحت مظلة «برنامج المحتوى الوطني»، أحد مشاريع الخمسين لدولة الإمارات، والتابع لوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
وحصلت مبادرة «مُصَنّعين» للوظائف في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، على دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أكد سموه لدى استقباله في أغسطس الماضي، وفد وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وبعض الكوادر الإماراتية من مخرجات برنامج «مُصنّعين»، وممثلي الشركات الصناعية وشركاء البرنامج، أهمية تطوير الكوادر الوطنية واستثمارها في بناء اقتصاد صناعي متقدم، وأن تعزيز القطاع الصناعي بكفاءات وطنية نوعية مؤهلة، يُعد من أهم أولويات دولة الإمارات، بما يعزز دور القطاع الصناعي الذي يمثل رافداً أساسياً في منظومة الاقتصاد الوطني.
وتقوم فلسفة معرض «مُصنّعين» للوظائف في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، على جمع الشركاء الحكوميين وشركات القطاع الخاص وجهات التدريب والباحثين عن عمل تحت سقف واحد.

التدريب والتأهيل 
أفاد أحمد الهنائي، من مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والعلوم بكليات التقنية العليا، أن هناك 4 برامج تدريبية وتأهيلية سيخضع لها الباحثون عن العمل المقبولون بالوظائف المتوفرة في النسخة الثالثة لمعرض «مصنعين»، منها برنامجان للوظائف الهندسية التخصصية، والآخران للوظائف الإدارية المتعلقة أيضاً بقطاع الصناعة. 
وأشار إلى أنه سيتم خضوع المقبولين للبرامج التدريبية حسب مجالات عملهم وتخصصاتهم، موضحاً أن كليات التقنية العليا من خلال الشراكة مع برنامج «نافس» لتعزيز تنافسية الكوادر الإماراتية، تقدم جملة من البرامج التدريبية والتأهيلية للملتحقين بالعمل في القطاع الخاص. 

أصحاب الهمم 
وقال أحمد الغفلي، مدير مشاريع رئيسي بوزارة تنمية المجتمع: «إن مشاركة الوزارة تجسد الشراكة مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والعديد من الجهات الحكومية، بهدف تأهيل بيئة وظيفية ملائمة لأصحاب الهمم، كما تهدف الوزارة إلى توعية وتشجيع المواطنين من أصحاب الهمم على الالتحاق بالقطاع الخاص، وتوضيح الوظائف المتوفرة لهم من خلال المعرض». 
وأضاف: «معرض (مصنعين) يوفر 100 وظيفة بدورته الثالثة لأصحاب الهمم، يؤكد السعي الدؤوب في القطاعين الحكومي والخاص لتأهيل وتدريب ودمج وتطوير كوادر أصحاب الهمم بشكل خاص والكوادر الوطنية بشكل عام». 
وأكد أن هذا التكامل مهم ويحقق مستهدفات السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، ومن أبرز مستهدفاتها تحقيق البيئة الشاملة لأصحاب الهمم، وهذا ما تعمل عليه وزارة تنمية المجتمع.

إشادة الباحثين 
أكد عدد من الباحثين عن عمل، الذين التقتهم «الاتحاد»، أن قيادتنا الرشيدة، تدعم تمكين شباب الوطن للعمل بالقطاع الخاص، ابتداء من توجيهاتها بتوفير الوظائف المناسبة لهم، وانتهاء بتوفير برامج التدريب والتأهيل، مما يعزز التنافسية العالمية للكوادر الإماراتية. 
ونوهوا إلى ما يحصل عليه الباحثون عن عمل من فرص التطوير والتدريب والاستثمار في ذلك للمشاركة في بناء اقتصاد صناعي متقدم، مؤكدين أن تعزيز القطاع الصناعي بكفاءات وطنية نوعية مؤهلة، يعد من أهم أولويات دولة الإمارات، بما يعزز دور القطاع الصناعي، والذي يمثل رافداً أساسياً في منظومة الاقتصاد الوطني.
وأوضحوا أن فرص العمل المطروحة للكوادر الإماراتية في النسخة الثالثة من المعرض، تتنوع بين عمل في الموقع وعمل في المكتب وعمل مختلط بين الموقع والمكتب، وتنظر الشركات باهتمام إلى استقطاب كوادر إماراتية للعمل لديها. 
وقالوا: «يُشكل التوطين ركيزة أساسية في رسالتنا الهادفة إلى بناء مستقبل أفضل للجميع، حيث تحرص قيادتنا الرشيدة على تمكين الجيل القادم وتأهيله ليكون في طليعة الابتكار والريادة في قطاع الصناعة». 
وثمنوا الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، حيث تمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تحقيق الرؤية المشتركة في توفير المزيد من الفرص، مع التركيز على التوجيه والتدريب وتطوير الخبرات، بما يدعم مسيرة التقدم والارتقاء الوظيفي للكوادر الوطنية.