نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الاستثمار في المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للنساء والفتيات وإشراكهن هو استثمار في الأمن الجماعي والاستقرار والقدرة على الصمود، مشيرةً إلى أهمية تعزيز التعاون بشكل أكبر بين مجلس الأمن والنساء والفتيات في مناطق النزاع للتمكن من فهم احتياجاتهن ودمج وجهات نظرهن في مختلف المجالات، بالإضافة إلى إيجاد مساحة رقمية شاملة تتيح المجال أمام مشاركة النساء بشكل كامل والاستفادة من الفرص التي توفرها التكنولوجيا الناشئة.
وقالت الإمارات في بيان خلال المناقشة المفتوحة السنوية لمجلس الأمن بشأن المرأة والسلام والأمن ألقاه السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، إن النساء والفتيات تتحملن وطأة الحرب بشكل غير متناسب من العنف الجنسي المرتبط بالصراع وزيادة الضعف جراء النزوح القسري، إلى زيادة مخاطر انعدام الأمن الغذائي والمائي والصعوبات الاقتصادية.
وقال البيان: «تلعب نفس النساء والفتيات مراراً وتكراراً دوراً أساسياً في حل النزاعات وفي أوضاع ما بعد الصراع كعوامل للتغيير وتمكين السلام. يتعين علينا جميعاً أن نلتزم بشكل كامل بالاستفادة من الأدوار والمنظورات الفريدة التي تجلبها النساء كبناة للسلام في بيئة متطورة باستمرار».
وأشار البيان إلى أنه لتحقيق هذه الغاية، يجب على مجلس الأمن أن يتخذ مبادرة أكبر لزيادة مشاركته مع النساء والفتيات في سياقات الصراع.
وقال: «في العام الماضي، نظمت الإمارات العربية المتحدة وسويسرا، بصفتهما رئيسين مشاركين لمجموعة الخبراء غير الرسمية المعنية بالمرأة والسلام والأمن، رحلة إلى جنوب السودان لفهم توصيات واحتياجات النساء والفتيات في المنطقة».
وأشار إلى أن مثل هذه الرحلات تمثل طريقاً مهماً للمشاركة المباشرة بين النظام المتعدد الأطراف والنساء على الأرض.
وأكد البيان ضرورة ضمان مشاركة المرأة الآمنة في عمليات السلام سواء على الإنترنت أو خارجه، مشيراً إلى أن توفر التقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، أداة قوية لبناء السلام الشامل.
وأردف: «يتعين علينا ضمان حماية النساء والفتيات وسلامتهن من تهديدات التعصب عبر الإنترنت، والمعلومات المضللة، وخطاب الكراهية، والتمييز بين الجنسين».
وقال إن «الفضاء الرقمي الشامل، حيث تتمكن النساء والفتيات من المشاركة الكاملة والاستفادة من الفرص التي توفرها التقنيات الناشئة، سيكون مفيداً لنا جميعاً».
وأكد أن حل النزاعات بشكل دائم رهن بالالتزام دعم مشاركة النساء على طاولة المفاوضات، وهذا يتطلب إشراكهن في جهود الوساطة، والعمل الإنساني وحماية المدنيين.
وحول تطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، قال البيان: «في كل يوم، تودي الحرب الكارثية على غزة بحياة العديد من النساء والفتيات. إننا نخسر جيلاً من صانعي السلام.. إننا في حاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار لإطفاء لهيب هذا الصراع الذي اجتاح لبنان بالفعل ويهدد باندلاع المزيد من الصراعات. ونحن في حاجة إلى أفق سياسي نستطيع أن نسير نحوه. إن أي جهد يرمي إلى تحقيق حل الدولتين لابد وأن يتضمن مشاركة النساء الفلسطينيات والإسرائيليات».
وأكد البيان أن الاستثمار في المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للنساء والفتيات وإشراكهن هو استثمار في أمننا الجماعي واستقرارنا وقدرتنا على الصمود.