سامي عبد الرؤوف (أبوظبي) 

شاركت الإمارات، أمس، العالم في الاحتفاء بـ «اليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال»، الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام، وسط إشادة دولية بالدور الإماراتي في استئصال هذا الوباء، ومساهمتها الفاعلة في تمويل ودعم حملات التطعيم ضده على نطاق واسع. 
ونظمت الجهات الصحية، سلسلة من الفعاليات والمبادرات لمشاركة العالم الاحتفاء بهذه المناسبة، وتهدف هذه الفعاليات إلى تعزيز الوعي حول أهمية الوقاية من شلل الأطفال وأخذ اللقاحات اللازمة. 
وتضمنت الأنشطة تنظيم ورش عمل توعوية وتثقيفية في مؤسسات خارجية، مراكز الرعاية الصحية، والمستشفيات، حيث يتم استعراض أحدث المعلومات العلمية والتوصيات الصحية المتعلقة بالوقاية من شلل الأطفال.
وقامت العديد من الجهات الصحية، بتفعيل برامج توعية في المدارس استهدفت الطلاب وأولياء الأمور، وتقديم محاضرات تعليمية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بين الأطفال وأولياء الأمور حول أهمية التطعيم ودوره في حماية صحتهم وصحة المجتمع.  
كما تم تعميم مواد تعليمية توضيحية على أولياء الأمور، توضح مراحل التطعيم وفوائده ودوره في القضاء على شلل الأطفال على المستوى العالمي.
وتضطلع الإمارات بدور ريادي في الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وتعمل بشكل فاعل على تقديم اللقاحات المنقِذة للحياة، لحماية الملايين من الأطفال الذين يصعب الوصول إليهم في العديد من دول العالم ولا سيما باكستان. 
وقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أكثر من 1.3 مليار درهم، للجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال منذ عام 2011، عبر مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، ويشمل ذلك حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان، وهي جزء من برنامج الإمارات لمساعدة باكستان.  
وأسهمت الحملة منذ إطلاقها في عام 2014، حتى سبتمبر 2023، في توزيع أكثر من 700 مليون جرعة لقاح على الأطفال في باكستان.
ووجه سموه، في 30 أغسطس الماضي، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة، بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع. 
وتستهدف الحملة تطعيم أكثر من 640 ألف طفل، ما جسد التزام دولة الإمارات الدائم بدعم الأشقاء في غزة، ولا سيما توفير الحماية والرعاية الصحية للأطفال في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها. 

إشادة دولية 
بدوره، أعرب تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، عن عميق شكره لدولة الإمارات على دعم الحملة، ونوه بمساهماتها في تعزيز الجهود العالمية لمكافحة شلل الأطفال، مشيراً إلى أن مثل هذه المساهمات تسهم في تقريب العالم من القضاء التام على هذا المرض المُدمّر.
وثمن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدعم المتواصل من دولة الإمارات، لجهود المنظمة في مكافحة الأوبئة عموماً على مستوى العالم، منوهاً في هذا السياق بـ «مبادرة بلوغ الميل الأخير»، المبادرة الصحية العالمية التي يدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. 
وبلغ أعداد المصابين بشلل الأطفال في العالم، التي تم تقديرها في عام 1988، نحو 350 ألف شخص، وأدت عقود من التقدم بفضل جهود آلاف المتخصصين، إلى انخفاض حالات شلل الأطفال بنسبة 99%. 
ويعد شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، ويؤثر بصورة كبيرة في الأطفال دون سن الخامسة، حيث ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر، ويغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب الشلل، لذلك فإن أي شخص لم يحصل على التطعيم معرَض لخطر الإصابة بالمرض. 

إنجازات نوعية 
من جهته، أكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن الإمارات حققت إنجازات نوعية في مجال استئصال شلل الأطفال على الصعيد العالمي. والتي تأتي ترجمة للرؤية الاستراتيجية للقيادة الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومبادراته الإنسانية النبيلة لمواصلة هذه الجهود للوصول إلى عالم خالٍ من شلل الأطفال، وتحقيق حلم الملايين من الأطفال وأسرهم في حياة صحية كريمة.
وقال: «تفخر الإمارات بدورها الريادي في الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال. فقد نجحت مبادراتها الإنسانية في الوصول إلى ملايين الأطفال حول العالم، مما أسهم في خفض معدلات الإصابة على مستوى العالم.
مضيفاً أن التزام دولة الإمارات بهذه القضية الإنسانية الصحية يتجلى في مساهماتها الفعّالة والمستدامة، لدعم جهود المنظمات الدولية في تنفيذ برامج تطعيم واسعة النطاق في المناطق الأكثر احتياجاً.
ونوه معاليه بالمبادرة الأخيرة لصاحب السمو رئيس الدولة بتخصيص 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، مؤكداً أنها تعكس الالتزام المستمر للإمارات تجاه القضايا الإنسانية العالمية».
وأكد العويس حرص وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع شركائها على تنفيذ الحملات الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال بتطبيق أحدث البروتوكولات الصحية العالمية، وتغطية تطعيم شاملة مما يضمن حماية المجتمع من المرض. 
وأشار إلى أن التزام الوزارة بهذه الجهود يعكس رؤيتها الاستراتيجية في تطوير منظومة صحية متكاملة للأجيال القادمة، وتعزيز البحث العلمي في مجال الأمراض المعدية، لترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للتميز الصحي وجودة الحياة الصحية.

استراتيجية مبتكرة 
أكد الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الإمارات حققت إنجازاً رائداً في مجال استئصال شلل الأطفال، وذلك بفضل استراتيجية مبتكرة وإجراءات متكاملة طورتها الوزارة بالتعاون مع الجهات الصحية في الدولة لتعزيز نظام ترصد شامل يدعم مكانة الإمارات كمركز صحي متميز على المستويين الإقليمي والعالمي، ويرفع من تنافسية الدولة في مؤشر جودة الرعاية الصحية، وذلك في إطار الجهود الوطنية لتعزيز صحة المجتمع من خلال نظام صحي مستدام، يضمن توفير خدمات تحصين تتماشى مع أرقى المعايير الدولية، مما أسهم في عدم تسجيل أي حالة إصابة بالمرض منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي.
ونوه، بمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي أدت دوراً فاعلاً في دعم برامج التطعيم حول العالم، مؤكداً أن تلك الجهود الإنسانية عززت مكانة الإمارات كمثال يحتذى به في استئصال هذا المرض، ما يجسد رؤية القيادة في تحسين صحة المجتمعات حول العالم.
وأشار العلماء إلى أن الوزارة مستمرة في تنفيذ خططها الوقائية من خلال برامج شاملة للتطعيمات لرفع نسب التغطية بالتحصينات في السنة الأولى للأطفال بما يتوافق مع أحدث المستجدات في مجال الوقاية والتحصين وإرشادات منظمة الصحة العالمية.

نظرة استباقية 
قال الدكتور يوسف محمد السركال، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمجال استئصال شلل الأطفال عالمياً، تعكس نظرة سموه المستقبلية والاستباقية والإنسانية للتعامل مع أحد الملفات الصحية التي تؤثر على أجيال المستقبل. 
وأضاف: «يعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شريكاً راسخاً في الحملة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وذلك من خلال المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال وحملة الإمارات للتطعيم ضد المرض، يتم صرف التمويل عبر مبادرة (بلوغ الميل الأخير). 
وأشار إلى أن جهود دولة الإمارات في مكافحة مرض شلل الأطفال، تعكس نهجها الثابت ومبادئها الإنسانية في مساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة صحة الإنسان، وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم.
ولفت إلى التزم الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمواصلة جهودها الحثيثة للقضاء على شلل الأطفال نهائياً، والتعاون مع الدول والشركاء الصحيين لحماية الأطفال في كل مكان من تهديد هذا المرض الموهن.  
ونوه السركال بتوفر مبادرة بلوغ الميل الأخير للعلاج والرعاية الوقائية من المجتمعات التي تفتقر للخدمات الصحية الجيدة، مع التركيز بشكل خاص على المراحل النهائية (الميل الأخير) من القضاء على الأمراض. 

برامج صحية عالمية 
تضم مبادرة بلوغ الميل الأخير مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تعمل من أجل مكافحة الأمراض المعدية والمدعومة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وتعتبر من المبادرات الرائدة التي تدعم اليوم العالمي لشلل الأطفال وتحتفي بقيادة دولة الإمارات في مجال الصحة العالمية والتنمية. 
وتمثل حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال جزءاً من المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، وتعمل بالتعاون مع حكومة باكستان لمكافحة شلل الأطفال، ومنذ عام 2014، قدمت حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال أكثر من 750 مليون جرعة من اللقاح، مع التركيز على الوصول إلى الأطفال في المجتمعات النائية التي يصعب الوصول إليها. 
وتعتمد حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال على مشاركة أكثر من 103 آلاف عامل في الخطوط الأمامية، وتشكل النساء أكثر من 50 % من هذا العدد، ويساهمن بدور حيوي في كسب ثقة المجتمعات المحلية، ومواجهة المعلومات الخاطئة بشأن اللقاحات.