أبوظبي (الاتحاد)

سجل فريق الصحة والسلامة والبيئة في مجموعة تدوير إنجازاً تدريبياً لافتاً، حيث خضع أكثر من 7.400 موظف لتدريبات حاسمة على بروتوكولات السلامة. كما شمل البرنامج أكثر من 6.500 متعاقد في استبيان ثقافة السلامة، في خطوة كبيرة نحو تعزيز وعي أكبر بالسلامة في بيئة العمل، إضافة إلى تنفيذ تدريبات متخصصة في القيادة بأمان وتشغيل المركبات والآليات بشكل آمن لـ1.900 سائق متعاقد، مما يضمن استعدادهم لمواجهة المخاطر المحتملة بثقة وكفاءة.
وتُعد مجموعة تدوير مثالاً بارزاً لشركة رائدة في هذا المجال. وقد تمكن فريقها من التقدم بخطوات كبيرة في ذلك، ولا سيما من خلال التعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة، حيث قدمت ندوة عبر الإنترنت حول السلامة في مكان العمل. وتمحورت هذه المبادرة، التي تأتي ضمن برنامج «تدوير آمنة»، حول معالجة المخاطر الجسدية والنفسية، تماشياً مع القواعد العشر لإنقاذ الحياة التي تعتمدها مجموعة تدوير.
وتعتبر ممارسات الصحة والسلامة والبيئة من الركائز الأساسية في قطاعي النفايات والاستدامة، ولا يقتصر دورها على حماية الموظفين فقط، وإنما تساهم أيضاً في ضمان النجاح التشغيلي المستدام على المدى الطويل. ونظراً لأن الصناعة غالباً ما تنطوي على بيئات عمل عالية الخطورة تشمل التعامل مع المواد الخطرة والآلات الثقيلة بالإضافة إلى المهام اليدوية، فإن الحاجة إلى اتخاذ تدابير سلامة قوية لحماية الصحة الجسدية تظل ضرورية.
ويجب التركيز على أهمية الصحة النفسية إلى جانب السلامة الجسدية. لذلك فإن تبني استراتيجية شاملة تمنح الأولوية للصحة الجسدية والنفسية على حد سواء، يُعتبر في الوقت الحالي عاملاً حاسماً في الحفاظ على قوة عاملة تتميز بالمرونة والقدرة على الإنتاج. 
لم يعد الاهتمام بالصحة النفسية في مكان العمل مجرد خيار إضافي، بل أضحى ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها للحد من التوتر، والتغيب، والإرهاق. وبالنسبة للشركات التي تدمج دعم الصحة النفسية ضمن استراتيجيات الصحة والسلامة والبيئة، فهي تساهم في خلق بيئة عمل يشعر فيها الموظفون بالتقدير والدعم، الأمر الذي يمكنهم من تقديم أفضل ما لديهم. فالاستثمار في صحتهم وسلامتهم لا يقتصر على الامتثال للوائح التنظيمية فحسب، وإنما يرتبط أيضاً ببناء ثقافة تجعل السلامة سلوكاً طبيعياً، مع التركيز على حالة الصحة النفسية، باعتبارها ركناً أساسياً للسلامة العامة. يساهم هذا النهج الشامل في منع الحوادث وتعزيز الروح المعنوية من جهة، ويدعم تعزيز الاستدامة التنظيمية من جهة أخرى. ومن خلال تعزيز سلامة الموظفين الجسدية والنفسية، فإن الشركات تتمكن من حماية موظفيها، وتعمل أيضاً على تحسين الإنتاجية وزيادة الرضا الوظيفي، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز صافي أرباح الشركة وتحقيق النجاح المستدام على المدى الطويل.