أبوظبي (الاتحاد)
أعلن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن الصندوق سيكون الراعي الرسمي في دولة الإمارات للمسابقة الدولية التي تنظمها شركة مايكروسوفت في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، للشباب في مختلف دول العالم، وأن رعاية الصندوق لهذه المسابقة العالمية، والتي سوف تنطلق تحت عنوان «كأس التَخَيل والإبداع في الإمارات Imagine Cup UAE، هي جزء من برنامج مهم من عمل الصندوق هو برنامج «مبتكر الذكاء الاصطناعي»، والذي يهدف إلى العمل مع طلبة المدارس والجامعات، من أجل تمكينهم من الاستخدام الجيد لهذه التقنيات، وإعدادهم في الوقت نفسه للمواطنة الصالحة، وتعميق ثقتهم في أنفسهم، وفي قدراتهم على الإسهام الفاعل، في مسيرة المجتمع والعالم، وأن صندوق الوطن يقوم بهذه المهمة، في إطارٍ من دعم الانتماء للوطن، لدى الطلبة المشاركين، وتأكيد ارتباطهم القوي بالهوية، واعتزازهم بالمبادئ والقيم، التي تشكل مسيرة هذه الدولة العزيزة.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها معاليه في بداية جلسات إطلاق برنامج «مبتكر الذكاء الاصطناعي» ومسابقة «كأس التخيل والإبداع «Imagine Cup UAE»، لطلاب المدارس والجامعات، بحضور عددٍ كبير من رؤساء الجامعات الإماراتية، وأصحاب التجارب الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وعدد من طلاب الجامعات وأعضاء أندية الهوية الوطنية بالمدارس والجامعات.
كما نظم الصندوق جلسة تعريفية عن مسابقة Imagine Cup Junior UAE للمدارس، وجلسة تعريفية أخرى للمسابقة الخاصة بالجامعات Imagine Cup UAE، إضافة إلى جلسة خاصة لطلاب أندية التسامح بالجامعات، تركزت على أهمية الذكاء الاصطناعي في تأهيل وتمكين شباب الجامعات.
وعلى هامش إطلاق المسابقة الدولية، افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك معرض «AI Innovations & Applications»، وأثنى معاليه على التجارب والأفكار المبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي التي ضمها المعرض، والتي تصلح كمشاريع مستقبلية يمكن أن يستفيد منها شباب الوطن.
حضر الاحتفال معالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، وعفراء الصابري، مدير عام وزارة التسامح والتعايش، والدكتورة حواء المنصوري وسعيد الظاهري، عضوا مجلس إدارة صندوق الوطن، وياسر القرقاوي، مدير عام الصندوق.
وأكد معاليه، خلال كلمته في الاحتفال، أن الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي، استجابة طبيعية لالتزام دولتنا، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالأخذ بأحدث ما وصل إليه العالم من تقنيات وممارسات، لنبدع فيها، ونطورها ونكون دائماً نموذجاً وقدوة في حُسن استخداماتها على مستوى العالم كله.
وأضاف: «إننا نعيش في ظل القيادة الوطنية الواعية، لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بما يجسده من حرص على تحقيق التنمية المعرفية والتقنية الناجحة، وعلى توفير الفرص والإمكانات كافة، أمام أبناء وبنات الدولة، للبناء والتطوير والعمل الجاد، وإنه يشرفني أن أتقدم باسمكم جميعاً بفائق الشكر وعظيم التقدير إلى صاحب السمو رئيس الدولة، تقديراً كقائد مرموق، له رؤية واضحة للمستقبل، ولديه التزام أكيد بتمكين الإنسان على هذه الأرض الطيبة، وبما لديه من ثقة في جهود وقدرات أفراد هذا الشعب الوفي، وإسهاماتهم المخلصة في كافة إنجازات التطور».
وحول مسابقة «كأس التخيل والإبداع في الإمارات»، أكد معاليه أن تركز الاهتمام على الإمكانات الضخمة، للذكاء الاصطناعي وما قد يترتب عليها من تغيرات إيجابية في العالم، بما في ذلك إمكاناتها المهمة، في تعزيز النمو الاقتصادي، وإحداث التحول المجتمعي نحو الأفضل، ومواجهة تحديات الصحة والتعليم والتغير المناخي، وتحقيق الاستدامة، والإسهام في حل الصراعات والمشكلات، ومساعدة أصحاب الهمم، والحفاظ على الهوية، وتنمية الثقافة والتراث، يجعلنا أكثر التزاماً بإطلاق المبادرات التي تهتم بهذا المجال، ولعل كأس التخيل والإبداع كأحد هذه المبادرات يركز على كل هذه الجوانب، بالإضافة إلى الاهتمام بالجوانب الأخلاقية، في استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي، وعلى ضرورة الالتفات إلى المخاطر المحتملة، والحاجة إلى بناء قدرات الأفراد والمجتمعات، على مواجهتها، والتعامل معها، بحكمةٍ وكفاءة.
وأوضح معاليه، أن قيام صندوق الوطن، برعاية هذه المسابقة العالمية، في الإمارات، إنما هو تجسيد واقعي لرسالة الصندوق في تنمية قدرات الشباب على التعامل مع جميع التقنيات المتاحة، وتشجيعهم على تطويعها والإفادة منها، واستخداماتها في مناحي الحياة كافة، كما تعد هذه الرعاية تعبيراً عن حرص الصندوق، على العمل مع المدارس والجامعات، في جهد مشترك، يدفع مسيرة الإبداع والابتكار في الدولة، خطوات إلى الأمام، ويسهم في مواكبة كل ما يشهده العالم من انفجار في المعارف، وتطورات متلاحقة في التقنيات.
وعبر معاليه عن ثقته بأن تكون المسابقة مجالاً ناجحاً للتعاون والعمل المثمر بين صندوق الوطن وشركة مايكروسوفت، والمدارس والجامعات، وأن الطلبة والطالبات المشاركين في هذه المسابقة لديهم مهارات عالية، تجعلهم قادرين تماماً، على تقديم مشاريع ومبادرات مهمة، وقادرين على التنافس الناجح، مع زملائهم المشاركين في المسابقة حول العالم.
ودعا معاليه الطلبة والطالبات كافة إلى المشاركة في هذه المسابقة، وأن تكون إسهاماتهم على قدر توقعات الإمارات منهم، وأن يكونوا مثالاً للانفتاح على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأداة فعالة للتطور والتقدم في المجتمع، كما دعاهم إلى أن يأخذوا بقيم الالتزام والنزاهة، والشفافية، والتعلم الذكي، وإتقان العمل، والاستجابة الواعية لكل التحديات، وأن يعتزوا بهذه الصفات التي تمثل جزءاً مهماً من الهوية الوطنية.
ونبه معاليه إلى أن هذا العصر يتسم بالتنافس في شتى المجالات، وتتنامى فيه توقعات المجتمع من الأجيال الجديدة، وآماله فيها، وأن يكونوا قادة ورواداً، في التطوير المفيد، والإنجاز الناجح، وملتزمين بأن يضيفوا إلى إنجازات العالم في هذا المجال، وأن يكونوا حريصين على رفع راية الإمارات عالية في التصنيفات العالمية النهائية لهذه المسابقة.
واختتم معاليه: «إن صندوق الوطن سيستمر في التركيز على بناء قدرات أبناء وبنات الإمارات، على التعامل الناجح مع التقدم التقني الهائل، في الحاضر والمستقبل، والذي يصاحبه تغيرات جذرية، في مسيرة البشرية، وإن دولتنا قد أصبحت تأخذ بكل جديد ونافع، من التقنيات الحديثة حتى أصبحت مثالاً يحتذى به لدول العالم في الإحاطة المستمرة بالتطورات كافة، والمشاركة فيها برؤية حكيمة وإصرار على بلوغ الهدف وتحقيق الغايات».
وكرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك 22 من طلاب الجامعات والخريجين والمتميزين في مجال الذكاء الاصطناعي؛ نظراً لجهودهم الكبيرة في هذا المجال وإنجازاتهم المتميزة، فتم تكريم: حمد خليفة خميس سالم اليحيائي، رحمة أحمد محمد جابر المنصوري، ريم جاسم حمد سالم الكربي، محمد منير ماجد، منى سالم علي القايدي، آمنة الحمادي، سارة المرزوقي، حمدة المنهالي، شما الكندي، حور الكثيري، وشوق الشامسي
كما كرم معاليه: عبد الله المرزوقي، عبد الرحمن المرزوقي، سالم الناسي، وعبد العزيز البلوشي، وشمل التكريم عدداً من الخبراء والأساتذة أصحاب المنجزات الرائعة، ومنهم الدكتور أحمد الهنائي، عزان عادل فاروق، أحمد سعيد الشامسي وعامر محمد النجار.
وأخيراً كرم معاليه المخترع علي حميد اللوغاني، وهو أصغر مخترع إماراتي حصل على وسام القيادة من المعرض الدولي للاختراعات بلندن، متفوقاً على 285 مخترعاً حول العالم.