إيهاب الرفاعي (أبوظبي)

تنفذ هيئة البيئة في أبوظبي مشروعاً لإعادة تأهيل 1500 هكتار من الغطاء النباتي المهم في المحميات الطبيعية، حيث أدخلت الهيئة في  المشروع تقنيات الحافظات المائية المستدامة التي تتطلب الحد الأدنى من إمدادات المياه لفترات مؤقتة في مراحل النمو المبكرة للغطاء النباتي، وتتيح للنبات تطوير مجموع جذري مناسب يتيح له البقاء والنمو بعد إيقاف الري عنه.
وتحرص هيئة البيئة على تبني التقنيات الحديثة والمبتكرة ضمن برامجها الهادفة لتعزيز استدامة التنوع النباتي في إمارة أبوظبي، وذلك من خلال تنفيذ برنامج شامل لتقييم حالة الموائل الطبيعية البرية في إمارة أبوظبي.
حيث قامت الهيئة بتطوير برنامج دراسات تفصيلية يشتمل على تقييم دقيق لحالة الغطاء النباتي الطبيعي للشجيرات في الموائل الموجودة ضمن المحميات الطبيعية وخارجها، وقياس مدى التغيرات التي تطرأ على تنوع النباتات المحلية وانتشارها عبر ربطها بالاستخدامات البشرية، حيث تم تنفيذ هذا البرنامج ومتابعته من قبل فريق متخصص من الكفاءات الوطنية الشابة من هيئة البيئة وشركة ديندرا المتخصصة في إجراء الدراسات البيئية باستخدام وسائل وتقنيات الذكاء الصناعي وبرامج جمع البيانات عن طريق المستشعرات الذكية المزودة للطائرات من دون طيار.
كما نفذت الهيئة العديد من المشاريع الهادفة إلى تأهيل الغطاء النباتي في المحميات الطبيعية، أهمها تأهيل موائل أشجار السمر في محمية متنزه جبل حفيت الوطني، والذي نجحت الهيئة من خلال تنفيذه بزيادة مساحة موائل السمر في الإمارة بنسبة 25% باستخدام برنامج للتأهيل الطبيعي دون الحاجة إلى الري، بالإضافة إلى تأهيل مناطق زراعة الغاف في محمية المها العربي ومحمية الياسات في منطقة الظفرة.
وشهدت المحميات الطبيعية في منطقة الظفرة، خلال الفترة الماضية، إعادة تأهيل الغطاء النباتي باستخدام نثر البذور، حيث تساهم عملية نثر البذور بتحسين الموائل الطبيعية في الإمارة، ورفع نسب التغطيات النباتية ضمنه، مما يدعم أشكالاً مختلفة من التنوع البيولوجي المختلف للفقاريات والطيور والثدييات الصغيرة والزواحف، وغيرها عبر توفير المأوى والغذاء لها، فضلاً عن مساهمتها في زيادة مخزون التربة من البذور، الأمر الذي سيدعم الموائل المختلفة، ويسهم في تحسين الغطاء النباتي لها لسنوات متتالية.