الشارقة (الاتحاد)
أكد الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الشارقة تسعى إلى تشكيل الوعي المجتمعي حول دور البيانات في التطوير الحكومي، من خلال تنظيم المنتدى الإقليمي الأول للبيانات والتنمية المجتمعية، مشيراً إلى الدور المحوري للبيانات في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً للدول والمجتمعات. 

وأوضح أن المنتدى المزمع انعقاده في أكتوبر المقبل سيسهم في تحفيز الحوار حول كيفية الاستفادة من البيانات في عالم يشهد ثورة معلوماتية تمثل فيها البيانات عجلة التنمية والتطور، فهي لا تقتصر على كونها أرقاماً وإحصائيات، بمقدار ما هي نافذة على الواقع، تساعد الحكومات على فهم التحديات واتخاذ قرارات مستنيرة.
وأضاف محمد القاسمي: «تمثل البيانات ثروة حقيقية في القرن الحادي والعشرين، ومن هنا فإن المنتدى يتيح لصناع القرار فرصة فريدة للتواصل مع الخبراء الدوليين وتبادل الأفكار والخبرات، لتعزيز مساهمة البيانات في رفع كفاءة العمل الحكومي من خلال مناقشة ما توفره من معلومات دقيقة وشاملة تساعد في اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية. ولذلك فإنني أدعو جميع مستخدمي البيانات وصناع القرار للمشاركة في أعمال المنتدى، والاستفادة من المناقشات التي ستسهم في تطوير استراتيجيات مبتكرة تعزز من كفاءة العمل الحكومي».
وحول تجربة الشارقة الرائدة في استثمار البيانات لخدمة المجتمع، قال الشيخ محمد بن حميد: «ترتكز الإمارة على الدراسات والإحصاءات لاتخاذ قرارات التنمية المجتمعية، وتعد تجربة الشارقة في تطبيق نظام العمل لأربعة أيام في الأسبوع خير دليل على قدرة البيانات على أن تكون دليلاً قوياً في تقييم السياسات الحكومية، فقد أظهرت نتائجنا تحسناً ملحوظاً في مختلف المجالات، بدءاً من زيادة الإنتاجية ورضا الموظفين، وصولاً إلى انخفاض الحوادث المرورية وتحسن الأداء المالي. وهذه النتائج تؤكد لنا أن البيانات أداة قوية لصنع القرار وتحقيق التنمية المستدامة. ومن هنا تأتي أهمية هذا المنتدى، فهو منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف حول كيفية الاستفادة من البيانات لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع».
منصة
أشار رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة إلى أن المنتدى يمثل منصة لممارسات تحسين جودة الحياة، حيث من خلاله يمكن إثراء الحوار حول دور البيانات في تطوير المرافق المجتمعية والخدمية التي توفرها الحكومات لمجتمعاتها، وكيف يمكن للبيانات أن تساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين. وتأتي أهمية هذا الحوار في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي أصبحت فيها البيانات عنصراً أساسياً في صنع القرار والتخطيط المستقبلي.
وأضاف محمد القاسمي قائلاً: «من أبرز الأمثلة الملهمة على ذلك، مشروع خريطة كيبيرا Map Kibera الكيني الذي قدم نموذجاً رائداً في استخدام البيانات المجتمعية لتطوير الخدمات. والذي استطاع به سكان حي «كيبيرا» بنيروبي، من خلال رسم خرائط مفتوحة المصدر، توفير معلومات دقيقة وشاملة عن احتياجات مجتمعهم، مما ساهم في تحسين الخدمات المقدمة إليهم، مثل المدارس والمستشفيات والأسواق. وتعد هذه التجربة دليلاً واضحاً على أن البيانات عندما تكون متوافرة، يمكن أن تكون أداة قوية لتحقيق التغيير الإيجابي».
البنى التحتية
وقال رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية: «يتأكد دور المنتدى الإقليمي للبيانات والتنمية المجتمعية بمعرفة أهمية البيانات في تطوير البنى التحتية للمجتمعات، وكيف يمكن أن تساهم في تخطيط وتنفيذ المشاريع التنموية بشكل أكثر فعالية. وتجربة نيجيريا في مجال المياه والصرف الصحي تُظهر أيضاً بوضوح كيف يمكن للبيانات أن تساعد صناع القرار على فهم التحديات التي تواجه المجتمعات وتطوير حلول مبتكرة. فمن خلال الاعتماد على البيانات، تمكنت الحكومة النيجيرية من تحديد المناطق التي تحتاج إلى الاستثمار في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وبالتالي تحسين جودة حياة ملايين النيجيريين.
وفي نهاية المطاف، تتجاوز البيانات الضخمة حدود الإحصاءات التقليدية، حيث تتيح لنا فهماً أعمق وأشمل للظواهر المعقدة، وتكشف عن جوانب لم تكن مرئية من قبل. وكما خلص إليه تقرير (اتجاهات المنظمات غير الربحية): أصبحت البيانات شريان حياة الحكومات في سعيها إلى تحسين وإثبات التأثير».