آمنة الكتبي (دبي) 
كشف المهندس عبدالرحمن جميل، مهندس تكنولوجيا الفضاء في أكاديمية الشارقة للعلوم وتكنولوجيا الفضاء، أنه سيتم إطلاق القمر «الشارقة سات 2» خلال منتصف العام المقبل، مشيراً إلى أنه يتم العمل على تطويره حالياً في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة، بالتعاون مع جهات محلية عدة لتطوير مشاريع الإمارة من خلال تزويد الجهات بالصور الملتقطة ذات دقة عالية.
وقال لـ«الاتحاد»: تم تجهيز المختبر بالأجهزة والمعدات الأساسية لتصميم مشاريع الأقمار الصناعية، وإنشاء الغرفة النظيفة للحفاظ على أنظمة القمر الصناعي من الغبار والأتربة والعوامل المؤثرة على كفاءتها، وبناء المحطات الأرضية مختلفة الترددات لتدعم التواصل مع القمر الصناعي بعد إطلاقه في مداره الخارجي.
وأضاف، يعمل قسم علوم الفضاء بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة، على اتباع الأساليب الحديثة في البحث العلمي، والتي تركز بشكل أساسي على جودة البحث والنشر في المجلات العلمية المعتمدة عالمياً، إلى جانب نقل المعرفة والخبرات للجمهور العام من خلال تنظيم العديد من المحاضرات وورش العمل العلمية والثقافية، وعقد الندوات والزيارات الميدانية العلمية، بالإضافة إلى تدريب المهندسين وطلبة الجامعات المحلية والدولية.

وتابع: يضم القسم العديد من المختبرات العلمية بهدف تحقيق المخرجات البحثية المرجوة في المجالات التخصصية، منها: مركز النيازك، ومختبر الأقمار الصناعية المكعبة، ومختبر الفيزياء الفلكية عالية الطاقة، ومختبر الطقس الفضائي والأيونوسفير، بالإضافة إلى مختبر الذكاء الاصطناعي، وفي هذا التقرير سيتم تسليط الضوء عليها.
ويضم المركز «مجموعة النيازك» التي تشكل قرابة 8 آلاف قطعة من النيازك والتيكتايت من مختلف المناطق والأنواع، بما في ذلك النيازك الحجرية والحديدية والقمرية والمريخية، وتمثل هذه المجموعة الفريدة فرصة مميزة لدراسة العوامل الفيزيائية والكيميائية التي طرأت عليها خلال تكوين النظام الشمسي.
وقال: يتكون المركز من وحدتين رئيسيتين، وهي وحدة تحليل النيازك والتي تختص بدراسة النيازك لتمييزها من الصخور الأرضية باستخدام المعدات والأجهزة المتطورة لمعرفة تركيبها الكيميائي والمعدني، مما يسهم في إثراء الأبحاث العلمية التي تعزز من فهم النيازك ونشأة وتطور النظام الشمسي، إلى جانب وحدة رصد وتحليل الشهب من خلال شبكة الإمارات لرصد الشهب، والتي تتكون من 3 أبراج رصد موزعة في 3 مناطق من الدولة (الشارقة، اليحر، ليوا)، حيث يتم تزويد كل برج بكاميرات رصد موجهة للسماء تعمل بشكل تلقائي من غروب الشمس حتى شروقها.
الدراسات والبحوث
وحول مختبر الأقمار الصناعية المكعبة قال المهندس عبدالرحمن جميل: يعمل المختبر على إجراء البحوث المختصة بالأقمار الصناعية المكعبة بدءاً من مرحلة التصميم المبدئي والتحليل الأولي وحتى اكتمال تطوير المشروع واختباره وإطلاقه، بالإضافة إلى إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالبيانات التي يتم الحصول عليها من الأقمار الصناعية المكعبة.
وأضاف: يقوم المختبر بتدريب الكوادر الشابة لتصميم الأقمار الصناعية المكعبة والعمل على مشاريع تخدم المجتمع المحلي، وتواكب رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في تطوير برنامج الفضاء الوطني الطموح، حيث تعمل الأكاديمية على إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية المكعبة تحت مسمى «الشارقة-سات»، وذلك بإطلاقها لأول قمر صناعي مكعب لها وهو الشارقة-سات-1 في عام 2023.
وتابع، بالإضافة إلى مختبر الفيزياء الفلكية عالية الطاقة، وهو المختبر العلمي المعني بدراسة الأنظمة النجمية والمجرّية التي تشع في النطاق عالي الطاقة، وتتميز هذه الأنظمة بديناميكية فيزيائية شديدة الكثافة وذات درجات حرارة مرتفعة جداً تمكنها من الإشعاع في النطاق الكهرومغناطيسي عالي التردد والطاقة.
وبين أن الباحثين يعملون في المختبر على دراسة الأنظمة النجمية الثنائية التي تشع في نطاق الأشعة السينية عالية الطاقة، وتتكون هذه الأنظمة من الأجسام الفلكية المضغوطة عالية الكثافة مثل الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية، وباستخدام بيانات التلسكوبات الفضائية التي طورتها وكالات الفضاء الدولية، تتم دراسة هذه الأنظمة وبناء استنتاج حول طبيعة هذه الأنظمة وتطورها باستخدام برامج متخصصة في مجال تحليل هذه البيانات العلمية.
الطقس الفضائي
أكد المهندس عبدالرحمن جميل، أن مختبر الطقس الفضائي والغلاف الأيوني يعمل على دراسة ومتابعة حالة طبقة الأيونوسفير في الدولة، ومن ثم المساهمة في توفير بيانات ومعلومات حول الطقس الفضائي، كما يجري المختبر العديد من التجارب لدراسة العمليات الفيزيائية التي تحدث داخل الغلاف الأيوني، وذلك لتعزيز المعرفة حول التفاعل بين الغلاف الأيوني والمجال المغناطيسي للأرض، وتأثيرهما في الأنظمة الفضائية والأرضية. وأضاف: يركز المختبر على إجراء البحوث العلمية لفهم أثر النشاط الشمسي على حالة الغلاف الأيوني ومراقبة مدى استجابة طبقة الغلاف الأيوني لتأثير ظروف الطقس الفضائي المختلفة التي تتمثل في حالة الشمس ونشاطها المتباين، كما تسهم دراسات المختبر في توسيع فهم ظروف الغلاف الأيوني في المنطقة، بالإضافة إلى قابلية تعرض التقنيات الفضائية والأرضية للتأثيرات السلبية الناجمة عن ظواهر الطقس الفضائي، مثل الانفجارات الشمسية.
خوارزميات
أوضح المهندس عبدالرحمن جميل، أن مختبر الذكاء الاصطناعي الفضائي يقوم ببناء وتطوير خوارزميات التعلم الآلي لتطبيقات متنوعة لمختلف المشاريع والمختبرات داخل الأكاديمية، كما يهدف المختبر إلى توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الفلكية وتعزيز المشاريع متعددة التخصصات التي تجمع بين علوم الحاسب الآلي والفضاء الفلك، إلى جانب تعزيز التعاون بين الباحثين والطلبة لدفع عجلة الابتكار والاكتشاف في مجال علوم الفضاء.
المعرفة
 تسهم أبحاث المختبر في تعزيز المعرفة العلمية ضمن مجال علم الفضاء والفلك، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بمعالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات الفلكية، مما يؤدي إلى تسريع عملية فرز البيانات وتنقيحها بشكل تلقائي، هذا وتتمكن برمجيات الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بالأنماط والسلوكيات وبعض الأحداث قد تحصل في المستقبل بناء على البيانات المتوافرة.