هالة الخياط (أبوظبي)
شهد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، محاضرة: «التكنولوجيا الخضراء: الطريق نحو مستقبل مستدام» التي نظمها «مجلس محمد بن زايد»، بمناسبة مرور 40 عاماً على العلاقات الإماراتية – الصينية.
وقدم المحاضرة، تشارلز ليو المدير المؤسس لـ «مركز الصين والعالم» في جامعة سيتي في ماكاو، ويشغل حالياً منصب زميل أول في معهد تايهي، وهو مركز أبحاث رائد في الصين.
وتمحورت المحاضرة التي شهدها عدد من كبار المسؤولين والمدعوين حول الوضع الراهن للتكنولوجيا الخضراء وتطبيقاتها، والتكنولوجيا الخضراء والتنمية المستدامة في الجنوب العالمي، وجهود الصين وإسهاماتها في التكنولوجيا الخضراء.

في البداية، قال ليو:«إنه لشرف كبير لي أن أحاضر في مجلس محمد بن زايد، عن التكنولوجيا الخضراء، وسط حضور مميز ومختص في مجال الطاقة المتجددة، وفي الدولة التي احتضنت COP28 الذي شهد اجتماع قادة العالم والرواد في مجال التكنولوجيا الخضراء بما يحقق خدمة للبشرية لعقود طويلة مستقبلاً».
وقال ليو: «إن التكنولوجيا الخضراء التي تتضمن استخدام مواد صديقة للبيئة وتصميمات توفر الطاقة، تعد أداة فعالة في التحول نحو مستقبل أكثر استدامة، وواحدة من الحلول الأكثر فعالية لتحقيق التنمية المستدامة».
وأشار ليو إلى أن قضايا تغير المناخ والتأثير البيئي والاستدامة أصبحت مهمة في حياة المستهلكين والشركات على حد سواء، وظهرت التكنولوجيا الخضراء أو كما تُعرف أيضاً باسم التكنولوجيا الصديقة للبيئة لإيجاد حلول لذلك. فالكثير منا يدرك الدور الذي يلعبه النشاط البشري في التأثير المناخي والحاجة إلى إحداث تغييرات على المستوى الفردي، بدءاً من الحد من بصمتنا الكربونية إلى إعادة التدوير. كما أصبحت الشركات أيضاً تدرك أهمية إحداث تغيير في عالم الصناعة لتجنب المزيد من الآثار الكارثية مثل الاحتباس الحراري، وفقدان التنوع البيولوجي، واستنزاف الموارد الطبيعية، وانقراض الأنواع، والكوارث الطبيعية، والتلوث.

جهود إماراتية
وأكد المحاضر أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى أن لديها وفرة في رأس المال طويل الأمد، وتمتلك عنصراً مهماً يتمثل في الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي جعلت الدولة، تنافس دول العالم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، علاوة على كونها دائمة السعي للابتكار. 

الوقود الأحفوري
وركز المحاضر على الجهود التي بذلتها جمهورية الصين الشعبية والنجاحات التي حققتها في مجال التكنولوجيا الخضراء، وبالأخص استبدال الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة بالاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين، وصولاً لتحقيق اقتصاد منخفض الكربون.
وبين أن الصين تعد واحدة من127 دولة على مستوى العالم التزمت بتحسين أدائها فيما يتعلق بخفض انبعاثات الكربون.
وقال: «إن التكنولوجيا الخضراء تعد أحد الحلول لتلبية زيادة الطلب على الطاقة، ولكن في الدول النامية يتم توفير 40% من زيادة الطلب على الكهرباء، من خلال الاعتماد على الوقود الأحفوري، وهو ما يؤدي إلى زيادة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.  
وبين أن 37% حصة الطاقة الشمسية من إنتاج الكهرباء في الصين، فيما تشكل مساهمة الصين العالمية من إنتاج الطاقة المتجددة المعتمدة على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح 57%».
وبين أن العام الماضي شهد زيادة في الاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية في توفير الكهرباء لتصل إلى 50%، ما أدى إلى زيادة حصتها السوقية في دعم سلسلة الإمداد، وبما يسمح بتوفير الطاقة بأسعار زهيدة.
ومن المخطط أن تصل مساهمة مصادر الطاقة المتجددة بتوفير إمدادات الطاقة بنسبة 60% في 2028.
وأشار إلى أن الصين تعتبر من أول عشر دول في العالم في إنتاج الطاقة الشمسية، بواقع مليون و500 ألف لوح شمسي، وبما ينعكس إيجاباً في خفض الانبعاثات الكربونية.

الهيدروجين
وأشار إلى المشروع الذي تعمل على تنفيذه الصين لتطوير نظام يجمع بين الهيدروجين وطاقة الرياح لإنتاج الطاقة، والذي يمكن الاعتماد عليه دون استخدام المياه المحلاة، وبالاعتماد على المياه المالحة. 

الذكاء الاصطناعي
أشار إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في توفير حلول سريعة لصيانة الألواح الشمسية بالاعتماد على الطائرات من دون طيار، وبالاستفادة من إنترنت الأشياء يسمح بتدفق البيانات وتحليلها ومعالجة المشكلات المتعلقة بنقل الطاقة.
ولفت إلى نجاح الصين في تجربة مزارع الطاقة الشمسية، والتي حولت المناطق الصحراوية إلى مناطق للمراعي، حيث أدى وجود محطات الطاقة الشمسية في المناطق الصحراوية إلى وجود الحشائش، ولتقليل نسبة انتشار الحشائش تم تربية المواشي في المنطقة منعاً لحدوث الحرائق نتيجة لكثرة الحشائش، بما انعكس إيجاباً على المجتمعات المحلية في المنطقة.

ثاني أوكسيد الكربون
أوضح المحاضر، أن مجموعة الدول الصناعية السبع تتحمل مسؤولية %74.6 من إنتاج ثاني أوكسيد الكربون، بما يترتب عليها توفير الدعم المالي للدول النامية، لتتمكن من توفير احتياجاتها من الطاقة والكهرباء، لأنه من غير المنطق أن تطالب هذه الدول بعدم إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري، بما يقلل انبعاثاتهم الكربونية، وهم ليس لديهم سبيل آخر لإنتاج الطاقة.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أهمية المحادثات التي شهدتها COP28 في حفز الدول المتقدمة على دعم الدول النامية لتحقيق التنمية، لافتاً إلى الخسارات المالية التي تتكبدها الدول النامية نتيجة عدم اعتمادها سبل التكنولوجيا الخضراء، وهو ما يجب العمل والتركيز عليه خلال الفترة المقبلة.

تثقيف المجتمعات
أكد تشارلز ليو أهمية تثقيف المجتمعات وتعليم الناس فيما يتعلق باستخدامهم لوسائل الطاقة، والترشيد في الاستهلاك، ودورهم في خفض بصمتهم الكربونية، وصولاً لمستقبل أخضر.

مقاطع فيديو
أدار الحوار خلال المحاضرة عمر عبد الله الهاشمي، الرئيس التنفيذي لقطاع النقل والتوزيع في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة).
وعرض خلال المحاضرة مقاطع فيديو لكل من خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة بيئة، والمهندسة عائشة العبدولي، مديرة إدارة التنمية الخضراء وشؤون البيئة في وزارة التغير المناخي والبيئة، والمهندس وليد بن سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز في هيئة كهرباء ومياه دبي، وعلياء المزروعي مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في المركز الوطني للأرصاد.
وتبث محاضرة «التكنولوجيا الخضراء: الطريق نحو مستقبل مستدام» اليوم السبت 28 سبتمبر الجاري في الساعة 5 مساءً على القنوات التلفزيونية المحلية، كما يمكن مشاهدتها على قناة مجلس محمد بن زايد على اليوتيوب على الرابط: (youtube.com/@MajlisMohamedbinZayed).