آمنة الكتبي (دبي) 

خضع رائدا الفضاء الإماراتيان سلطان النيادي، وهزاع المنصوري إلى تدريبات على مدار أسبوع، مع طاقم تدريب SEATEST على محاكاة السير على سطح القمر، في جزيرة سانتا كاتالينا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يقومان بالغوص يومياً من مرتين إلى 3 مرات، ويعملان على محاكاة نقل الأمتعة من مركبة الهبوط إلى مكان سكن الرواد على القمر.
يأتي ذلك، في إطار السعي المستمر لدولة الإمارات لتعزيز موقعها قوة رائدة في مجال استكشاف الفضاء، كما يأتي هذا البرنامج التدريبي الطموح ضمن استراتيجية الإمارات الفضائية التي تسعى إلى تأهيل كوادر وطنية للمشاركة في مهام استكشاف القمر، والمساهمة في الجهود الدولية لاستكشاف الفضاء الخارجي.
وتجري التدريبات بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، حيث يتعلم رائدا الفضاء كيفية التأقلم مع بيئة القمر، التي تتميز بانخفاض الجاذبية والظروف المناخية القاسية، ويتم ارتداء بدلات فضائية مخصصة لمحاكاة هذه الظروف، كما يتم استخدام معدات متطورة تم تصميمها لمحاكاة تحديات الهبوط والسير على سطح القمر.
وتهدف التدريبات إلى إعداد الرواد لمهام استكشاف القمر المستقبلية، بما في ذلك التعامل مع الأدوات العلمية التي ستستخدم لجمع العينات وتحليل التربة والصخور القمرية، كما تساعد هذه التدريبات على تحسين مهارات الرائدين في البقاء على قيد الحياة والتعامل مع المواقف الطارئة التي قد تواجههم أثناء المهام الفضائية.
وتعد محاكاة السير على سطح القمر خطوة هامة ضمن الجهود العالمية للتحضير لمهام استكشاف الفضاء العميق، إذ تسعى وكالات الفضاء، مثل وكالة «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، إلى تطوير تقنيات وإعداد رواد الفضاء للظروف القاسية التي سيواجهونها على سطح القمر، وهذه المحاكاة لا تقتصر على التدريب فقط، بل تسهم أيضاً في اختبار المعدات اللازمة للبقاء على سطح القمر، والتأكد من سلامتها وفعاليتها في بيئة تختلف تماماً عن الأرض.
وتمثل المحاكاة أحد أهم العناصر في برامج التدريب الروتينية التي يخضع لها رواد الفضاء، ففي هذه التجارب يتم استخدام تقنيات الجاذبية المصغرة وبدلات الفضاء المتقدمة لمحاكاة التحديات المرتبطة بالسير في ظروف الجاذبية القمرية المنخفضة، وتجرى هذه المحاكاة في بيئات قاحلة على الأرض تحاكي تضاريس القمر، أو في منشآت خاصة مزودة بأنظمة محاكاة الواقع الافتراضي.
كما يتم في هذه المحاكاة تجربة الأجهزة والروبوتات المخصصة للمهمات القمرية، مثل المركبات المتنقلة والروبوتات التي يمكن أن تساعد في بناء المستعمرات القمرية المستقبلية، وتعد مثل هذه التجارب ضرورية لتحقيق الهدف الأكبر المتمثل في العودة إلى القمر ضمن مشروع «أرتيميس» التابع لوكالة ناسا، الذي يهدف إلى إنشاء قاعدة دائمة على سطح القمر.