هالة الخياط (أبوظبي)
يلعب المعرض الدولي للصيد والفروسية، دوراً محورياً في خلق قطاع خاص وطني ينهض بصناعة وتجارة أجهزة ومعدات الصيد وبنادق الصيد. وتمتاز الدورة الـ21 من المعرض بزيادة ملحوظة في عدد الشركات الإماراتية، حيث بلغ عددها 435 شركة تتنوع اهتماماتها وخدماتها بين مجالات الصقارة والخيل وتصنيع مُعدّات وأسلحة الصيد ولوازم الرحلات البرية والبحرية.
ويستقطب معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية سنوياً كبرى الشركات المُصنّعة لأسلحة الصيد، حيث يعتبر الفعالية الوحيدة في دولة الإمارات التي تُتيح للزوار شراء أسلحة الصيد والرماية، والتي يتنافس مُصمّموها ومُصنّعوها من الشركات والخبراء في تقديم أفضل المُنتجات للصيادين والرماة بحرفية عالية، وفي كل دورة جديدة تبرز ابتكارات لافتة ونادرة في عالم الصيد والرماية بحكم ما تُقدّمه من فنّ وجودة ومتانة وأمان.
وقال سعيد الغفلي، مدير عام شركة بينونة الوطنية للمعدات العسكرية والصيد، إن المعرض يمثل فرصة لالتقاء المهتمين والمعنيين برياضتي الصيد والفروسية، مشيداً بمستوى تنظيم المعرض وحجم المشاركات في هذه الدورة على المستويين المحلي والعالمي، ونوعية المعروضات. 
من جانبه، أشار علي الكعبي، مدير تطوير الأعمال والمبيعات في شركة كراكال، إلى أن المعرض يوفر فرصة مثالية للاحتفاء بالأصالة والتراث العريق الذي يجعل دولة الإمارات فريدة من نوعها، وأصبحت بنادق الصيد المستوحاة من أصالة دولة الإمارات تقليداً لشركات الأسلحة كافة المشاركة في المعرض.
وتزخر الدورة الحالية من المعرض بعدد كبير من قطع السلاح الجديدة والمتميزة والتراثية النادرة، من بينها قطع تعرض للمرة الأولى محلياً وعالمياً، والتي تلقى اهتماماً كبيراً من الزوار المهتمين بعالم السلاح بوجه عام، وبعالم الصيد على وجه الخصوص. 
الكنوز الثقافية
ويوفر معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية للزوار فرص التعمّق في الكنوز الثقافية والطبيعية المفعمة بالحياة في أبوظبي، حيث يتيح المعرض فرصة متميزة للتفاعل مع التقاليد الغنية للمنطقة، واستكشاف مستقبل الاستدامة، مع تركيز قوي على المحافظة على البيئة والثقافة. 
ويستضيف المعرض آلاف العلامات التجارية عبر 11 قطاعاً متنوعاً، حيث يلبّي أذواق كل الهواة، ويمكن للزوار استكشاف الصقارة والصيد ورياضات الفروسية والمنتجات البيطرية وصيد الأسماك والرياضات البحرية والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي والفنون والحرف، إلى جانب أحدث التقنيات والابتكارات.
وتشمل أهم مميزات المعرض تركيزه على الاستدامة، حيث سيعرض معدات الصيد البري وصيد الأسماك والرياضات الخارجية الصديقة للبيئة. وسيطّلع الزوار عبر تلك المبادرات على الحلول المبتكرة التي ترمي إلى تقليص التأثير البيئي، ما يظهر تفاني دولة الإمارات في حماية مواردها الطبيعية، مع الترويج للترفيه الخارجي المسؤول.
وضمن إطار احتفاء المعرض بالتراث الثقافي، يمكن للزوار حضور عروض حية وورش عمل تحافظ على الحرف والمهارات التقليدية. وسيشارك حرفيون ماهرون خبراتهم في الفنون العريقة التي تضم الصقارة وبناء المراكب الشراعية والغوص لصيد اللؤلؤ.
ومع انعقاد المعرض للاحتفاء بالتراث الثقافي والبيئي لدولة الإمارات، يتيح لزواره فرصة التدريب العملي على مناصرة المحافظة على التراث، واكتساب المعرفة من الخبراء، واكتشاف كيف يمكن للابتكار الحديث التعايش مع التقاليد العريقة في المنطقة.

بنادق صيد
عرضت شركة mp3 إحدى شركات «جرايد وان القابضة» بنادق صيد تزدان بأبرز معالم الدولة وإمارة أبوظبي، حيث شهدت إقبالاً من قبل زوار أجنحة السلاح. 
وأوضح محمد خليفة من شركة mp3 أن مشاركة الشركة في هذه الدورة تتضمن بنادق متميزة، وتعتبر من القطع الفريدة، حيث خصت المجموعة المعرض ببندقية صيد منحوت عليها جامع الشيخ زايد الكبير، وهي الوحيدة في العالم وغير قابلة للتقليد.  وأشار إلى أن البندقية تمتاز بأنها مصنوعة من خشب الجوز، وما يميزها خفة الوزن والدقة في التصويب.
وأكد خليفة أهمية معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية للعاملين في قطاع صناعة السلاح، حيث أصبح عرض بنادق الصيد المصممة خصيصاً للمعرض أحد تقاليد المجموعة على مدى السنوات القليلة الماضية.

عربات للصيد بمعايير مستدامة 
عرضت شركة «إيرون ستيشن» عربات مخصصة للصيد بمعايير مستدامة. وأوضح محمد شماس من شركة «إيرون ستيشن» أن الشركة تشارك للمرة الرابعة على التوالي في المعرض الدولي للصيد والفروسية.
وتشارك العام الحالي الشركة، وفقاً لشماس، بمركبات تم تطويرها لتتلاءم مع احتياجات الصيد، حيث تمت إضافة عجلات إضافية في المركبة، وتم تخصيص أماكن للطيور، والكراسي كلها متحركة، كما تم توفير دورات مياه صديقة للبيئة، حيث تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، والمواد المستخدمة كلها صديقة للبيئة. وأكد شماس أن المواد المستخدمة كافة، في منتجات الشركة هي صناعة محلية بالكامل.

«فستان» من ريش الصقور 
جذب فستان مصنوع من ريش الصقور، زوار المعرض الدولي للصيد والفروسية، باعتباره مصنوعاً بالكامل من ريش الصقور ومزيناً بنجم البحر تم جمعها من شواطئ دبي.
وأوضحت الفنانة التشكيلية مرام العمر أن الفستان استمد تصميمه من أجواء المعرض، ويتكون من ألف ريشة، وتم إنجازه خلال 30 يوم عمل، حيث قامت بجمع الريش المستخدم لتنفيذه من مختلف مناطق الدولة وتنظيفه وتصميمه. 
وأشارت العمر إلى أنها اختارت تنفيذ اللوحة بالاعتماد على ريش الصقور لما له من أهمية وباعتباره مرتبطاً برياضة الصيد بالصقور التي تعتبر جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي، والجهود التي تبذلها دولة الإمارات للحفاظ عليه.

سكين بعاج الماموث 
عرضت شركة «تمرين الإماراتية» المتخصصة في صناعة سكاكين الصيد، سكيناً مصنوعة من حديد الجوهر والماموث.
وأوضح محمد الأميري، المدير التنفيذي لشركة «تمرين الإماراتية»، أن السكين مكونة من طبقات عدة وتضم ما يقارب من  ألف طبقة جوهر، بتصميم فريد، والمقبض مصنوع من عاج الماموث ومحفور عليه صورة الصقر مع موطنه الأصلي بين الجبال والسماء، فيما منحوت على مقبض الخنجر من الخلف جناح الصقر. وبين الأميري أنه تم نحت المخزن الخاص بالخنجر، من عاج الماموث، المنقرض من أكثر من 10 آلاف سنة ومنحوت عليها بعض التضاريس الجبلية. ولفت إلى أنها تعتبر تحفة فنية تم تصميمها من قبل المصمم الفرنسي بيير ريفردي المتخصص بصناعة السكاكين الفنية، والحاصل على تكريم من وزارة الثقافة الفرنسية في 2004 لمهارته الحرفية. وأكد الأميري أن الخنجر صنع خصيصاً للمعرض، وهو نسخة واحدة، لذلك فإنّ اقتناءه يُعدّ فرصة لهواة الصيد لأنه يعتبر بمثابة تحفة فنية.  وأعلن إطلاق نماذج جديدة من سكاكين الصيد من تصميم «تمرين» مصنوعة من أجود أنواع المعادن، وتتناسب مع هواة الصيد ورحلات البر، وبما يتناسب مع السوق المحلية.
إقبال على معدات الرياضات البحرية
شهدت الأجنحة المتخصصة في قطاع «معدات صيد الأسماك والرياضات البحرية» والمشاركة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، إقبالاً واسعاً، لا سيما على صعيد البيع المباشر داخل أروقة المعرض. وتوافد الآلاف من محبي صيد الأسماك والرياضات البحرية لحضور فعاليات المعرض لاكتشاف أحدث أدوات الصيد ومعدات التزلج على الماء وركوب الأمواج والغوص والتجديف والتزلج الهوائي والقوارب والدراجات المائية، وغيرها من مستلزمات الرحلات البحرية. 
وأوضح مسؤول المبيعات في شركة «ألترا مارين»، أن الشركة شاركت بعرض لوح مائي مخصص للصيد بالبحر بحمولة تصل إلى عشرة أشخاص، وبمعايير آمنة مزودة بمحرك يعمل بالديزل أو بالكهرباء وبمقاسات مختلفة، أربعة أمتار أو 3 أمتار.
 وبين أن اللوح المائي يمتاز بمواصفات عالمية، وهو صناعة أميركية، و«الترا مارين» الوكيل الحصري في الدولة، ويمتاز بخفة وزنه الذي لا يتجاوز 100 كيلوجرام، ويمكن فكه ونقله بالسيارات. 
وأشار إلى أن الدورة الجديدة من المعرض الدولي للصيد والفروسية، تمتاز بزيادة ملحوظة في عدد العارضين والعلامات التجارية في قطاع معدات صيد الأسماك والرياضات البحرية، تقابلها زيادة أكبر في عدد الزوار، لا سيما من محبي الرياضات البحرية.