سعيد أحمد (عجمان) 
وضعت لجنة تطوير مصفوت بعجمان، بالتنسيق مع مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، خطة عمل لتطوير منطقة مصفوت، بهدف تعزيز الاستقرار الاجتماعي للمواطنين وأسرهم، والارتقاء بمستويات معيشتهم وتحقيق الرفاه والسعادة لهم، بما يدعم مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة في جميع المجالات. 
وتتمتع منطقة مصفوت بمقومات الطبيعة والجمال والتاريخ والحضارة، وتتسم بمميزات متنوعة، وشهدت خلال الفترة الماضية نمواً في المجالات الاقتصادية والسياحية، وتتطلع إلى تحقيق الأفضل بالاعتماد على المحاور الاستراتيجية للمشروع التطويري الهادف لتنمية مختلف الجوانب المجتمعية والثقافية وكل مناحي وقطاعات الحياة. 
وتسعى اللجنة لوضع أطر عمل هادفة لتحويل المنطقة لمدينة جاذبة للاستثمار والنمو المستدام، للارتقاء بجودة الحياة لكافة شرائح المجتمع، وضمان سعادة المجتمع وتأهيلها لتكون قبلة للسياح والمستثمرين، حيث تتضمن مصفوت مقومات فريدة ومعالم تراثية وممكنات بشرية متميزة، وسيتم العمل على دعم الطاقات الشابة وتحفيز المشاريع الابتكارية. وتبلغ مساحة منطقة مصفوت نحو 86 كيلومتراً مربعاً، وهي قريبة من منطقة حتا، وتبعد عن إمارة عجمان نحو 120 كم، وتشتهر بأراضيها الزراعية الخصبة ومنحدراتها الصخرية وجبالها الشاهقة، ما يجعلها ملاذاً رائعاً للاسترخاء ومكاناً منعشاً لقضاء أوقات ممتعة بعيداً عن صخب المدينة، كما أنها تتميز بمكانتها التاريخية العريقة.
وتوفر مصفوت لزوارها تجربة ممتعة عبر مرافقها السياحية، والتي تحرص من خلالها دائرة التنمية السياحية في عجمان على جذب المزيد من السياح من خلال تنفيذ مشاريع فندقية وسياحية متعددة، وتنظيم فعاليات ثقافية وغيرها، وذلك وفق توجيهات حكومة الإمارة، لتعزيز مكانة عجمان ومصفوت على خريطة السياحة العالمية، وتسليط الضوء على المواقع السياحية البارزة التي تضمها الإمارة.
وتعتبر بوابة مصفوت من أهم المعالم المحلية المعروفة بترحيبها بزوار المدينة، وتقع في جبال الحجر وتعد البوابة الرئيسية للدخول إلى منطقة مصفوت، حيث تم بناؤها بأمر من المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي عام 1961، وتتكون من عمودين حجريين، تصل بينهما لافتة تتضمن عبارات ترحيب بالزوار القادمين إلى المدينة وعبارات التوديع عند مغادرتهم لها.
وتضم مصفوت معلماً دينياً تاريخياً مميزاً، يتمثل في مسجد بن سلطان، الذي يعد من أقدم مساجد إمارة عجمان، تم بناؤه في القرن التاسع عشر عام 1815، بمواد محلية باستخدام الصلصال والجص، إلى جانب مظلة من ورق سعف النخيل، وقد خضع مؤخراً لعمليات ترميم حافظت على شكله الأساسي وبنيته الأصلية، ولا يزال أهالي المنطقة يقيمون الصلوات فيه.

متحف مصفوت
كما يوجد متحف مصفوت، الذي تم افتتاحه في 2 ديسمبر 2021 تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الخمسين، ويحتوي على 12 قاعة تشكل كل واحدة منها معرضاً خاصاً مقسماً حسب الموضوع، إضافة إلى برجين أماميين للمتحف، وتتيح هذه الأقسام للزوار فرصة التعرف على تاريخ الإمارة والعائلة الحاكمة، وتقاليد الأجداد، والحرف، والأسلحة عبر رحلة من الزمن تمتد لنحو خمسة آلاف عام.