لمياء الهرمودي (أبوظبي)
أكدت أسماء العزري، المدير التنفيذي لقطاع الحالات الأسرية في هيئة الرعاية الأسرية بأبوظبي، لـ«الاتحاد» أن قطاع الحالات الأسرية معني بإدارة جميع الحالات الأسرية التي ترد إلى الهيئة، بهدف الارتقاء بجودة حياة الأسر في أبوظبي، وتقديم خدمات متخصصة ومركزية تلبي احتياجات الأسر في الإمارة، من خلال توحيد جهود الجهات والمؤسسات ذات الاختصاص في الرعاية الأسرية بعد دراسة الوضع الراهن للأسر.
وأشارت المدير التنفيذي لقطاع الحالات الأسرية في هيئة الرعاية الأسرية في أبوظبي إلى أن أهداف القطاع الأسري تندرج ضمن أهداف الهيئة الرامية لإنشاء قاعدة معلومات موحدة وتحديثها بانتظام، إذ تشتمل على سجل بيانات جميع المستفيدين من خدماتها، والارتقاء بخدمات الرعاية الأسرية، مع التركيز على التمكين الاجتماعي للأسر والأطفال والشباب، من خلال التنسيق مع الجهات والمؤسسات الاجتماعية في إدارة الحالات وملفات الأسر، ومشاركة البيانات لتقديم خدمات رعاية أسرية عالية المستوى، بالتوافق مع سياسات حكومة أبوظبي وتشريعاتها وتنظيماتها السارية، ولتطوير نموذج الرعاية الأسرية الحالي من خلال تعزيز تنسيق العمليات التشغيلية، وتوسعة نطاق الخدمات.

3 مراكز رئيسية
وقالت المدير التنفيذي لقطاع الحالات الأسرية في هيئة الرعاية الأسرية بأبوظبي: «خلال 2023 قدَّم القطاع الدعم لنحو 17 ألفاً و634 مستفيداً، ضمن 7 آلاف و854 ملف حالة، حيث تلقى 238 مستفيداً خدمة الدعم في حالات الطوارئ الاجتماعية، كما حصل 61 مستفيداً على الدعم عبر خدمة الاحتواء المؤقَّت». وأوضحت العزري: «يدير قطاع الحالات الأسرية الحالات الإنسانية المعتمدة بشكل متكامل، إذ يتم التعامل معها في ست مراحل بدءاً من استقبال الحالة وتقييمها المبدئي، ومن ثم تقييمها التفصيلي، ثم وضع خطط التدخل، ويتم بعد ذلك الوصول إلى المراحل الأخيرة وتنتهي بالمتابعة اللاحقة للحالة، ويعمل مدير الحالة على إحالتها إلى المختصين، للوصول بها إلى الاستقرار الكامل، ولجميع أفراد الأسرة المعنيين ضمن ملف الحالة. كما يتم التأكد أيضاً من حصولها على جميع الخدمات التي تستحقها». وأضافت المدير التنفيذي لقطاع الحالات الأسرية في هيئة الرعاية الأسرية بأبوظبي: «لدى هيئة الرعاية الأسرية ثلاثة مراكز رئيسية في مدينة أبوظبي والعين والظفرة، ومديرو الحالة موزعون على هذه المراكز وهم مؤهلون تأهيلاً كاملاً لاستقبال الحالات والتعامل معها بكل حرفية ومهنية، إذ تصل حالات الطوارئ الاجتماعية عبر مركز الاتصال ومراكز الخدمة التابعة لهيئة الرعاية الأسرية، كما تتعاون الهيئة مع الجهات المختصة مثل شرطة أبوظبي والدفاع المدني وهيئة الصحة، وغيرها التي تحيل ضمن اختصاصها الحالات المعنية لتلقي الخدمات اللازمة».
وأكدت أن المراكز تستقبل الحالات، سواء في الهيئة أو عبر خط الدعم من طرف فريق من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين. وقالت: «لدى الهيئة ما يقارب الـ90 اختصاصياً مرخصاً، 78% منهم متخصصون معتمدون في حماية الطفل، ويحملون صفة الضبطية القضائية في هذا المجال، ولقد مكّنت خطط وبرامج بناء القدرات في الهيئة فريق الأخصائيين من احتراف العديد من المهارات المتخصصة وصقلها، حيث تم خلال 2023 تدريب 282 من المستشارين ومديري الحالات ومانحي الرعاية وموظفي مركز الاتصال، وتلقوا ما يقارب 10 آلاف و110 ساعات تدريبية».
أسر مستقرة
وأوضحت العزري: «نهدف من خلال إدارة الحالات الأسرية للوصول إلى أسر مستقرة ومستقلة، من خلال تقديم الخدمات كافة التي تحتاج إليها الأسرة، وتقديم استجابات فورية وسريعة عبر الخطط التي تتناسب مع كل حالة على حدة، ونسعى من خلال ذلك إلى جودة الخدمات وتحقيق أهداف استراتيجية تعزز جودة حياة الأسر. كما تقدّم الهيئة أيضاً خدمة العيش المستقل للمستفيدين من أبنائها القاطنين في بيوت الرعاية التابعة لهيئة الرعاية الأسرية، من خلال خدمات التمكين والدعم الاجتماعي والنفسي والمادي والأكاديمي، وذلك لمساعدتهم على بناء كيانهم وتعزيز فرصهم كأفراد مساهمين في بناء وتطوّر المجتمع».
الخط الساخن
حول أهم المبادرات التي أطلقتها الهيئة مؤخراً، أكدت المدير التنفيذي لقطاع الحالات الأسرية أن مركز الاتصال التابع للهيئة، والمتمثل في الخط الساخن، يعتبر من المبادرات المتميزة، وأوضحت قائلة: «يبدأ تبني الحالة الإنسانية من عملية الاتصال، إذ إن العاملين في مركز الاتصال مدربون على التعامل مع الحالات التي تتصل على الخط الساخن سواء كان حالات عنف أسري أم اضطرابات نفسية أم ضحايا مشكلات وخلافات أسرية، وبعد مرحلة التقييم، يتم تعيين الملف لمدير الحالة الذي يقوم بمتابعة تقدّمها وتحديد الخدمات المناسبة للمستفيد. وتتبع الهيئة نهجاً متكاملاً قائماً على السرية التامة، يسعى لدعم المستفيدين ورعايتهم لكون المجتمع بمثابة عائلة موّحدة كبيرة، وتسعى الهيئة بذلك إلى الحد من ثقافة التردد في طلب المساعدة لتحقيق مجتمع مستدام متسامح حاضن للجميع. كما أن بإمكان الأفراد الراغبين في فتح ملف أو الحصول على الدعم من هيئة الرعاية الأسرية الاتصال بمركز الاتصال على الرقم 800-444، حيث إن المركز على أهبة الاستعداد لتلقي المكالمات وتقديم الرعاية لجميع أفراد الأسر في إمارة أبوظبي. ويتلقى مركز الاتصال المكالمات ثم تقيّم من حيث خطورتها، إذ يتطلب بعض المستفيدين التدخل الفوري، بينما يمكن التواصل مع الحالات الأخرى خلال 24 ساعة كحد أقصى.
تطوير الخدمات
أكدت العزري أن قطاع الحالات الأسرية، تحت مظلة الهيئة، يسعى لأن يكون نموذجاً متكاملاً لإدارة الحالات الأسرية في أبوظبي، من خلال توفير خدمات الرعاية الأسرية، وذلك بالتنسيق مع الجهات والشركاء في القطاع الاجتماعي والخاص في وضع وتطوير خدمات الرعاية التي تساهم في دعم المستفيدين، وإعادة تأهيلهم ومتابعتهم وإعادة دمجهم في المجتمع. 
وقالت: «تسعى الهيئة لأن تكون نقطة مقارنة معيارية على مستوى العالم من حيث التميّز بإدارة الحالات كملف أسري موحد ومتكامل، ويضم أفراد الأسرة الموجودة كافة في الملف العائلي، وهو أمر يميزنا في الهيئة عن بقية المؤسسات والهيئات. ونسعى إلى أن يكون أثر تدخلاتنا له وقع وجودة في تغيير الحالة ووصولها إلى وضع مستقر للأفراد كافة».