أبوظبي (الاتحاد)
استضاف مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أمس الأول، الجلسة الرابعة من «برنامج نمو 2024»، التدريبي التابع للوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة (آيرينا)، بمشاركة باحثي المركز وخبراء ومسؤولين في «آيرينا»، حيث استعرضوا برؤية بحثية العديد من القضايا ذات الصلة بالطاقة المتجدّدة.
ويضم برنامج (الوكالة الدولية للطاقة المتجددة)، «نمو 2024» خمس جلسات، بهدف تزويد الجيل القادم من المتخصّصين في مجال الطاقة، بالمهارات والمعرفة الأساسية اللازمة، لمعالجة التحديات الحالية والمستقبلية في قطاع الطاقة، وفتح باب الالتحاق به، وحضور جلساته أمام الراغبين في الاستفادة منها. وتضمنت الجلسة الرابعة، التي عقدت في قاعة مؤتمرات «تريندز» الكبرى في أبوظبي، وأدارتها نجلاء الزرعوني، مديرة برنامج التعاون والشراكات مع الدول، في «آيرينا»، ثلاث أوراق بحثية، وعرض ثلاثة مشروعات للتخرج تغطي القضايا المحورية في تحوّل الطاقة والتحديات التي تجابه هذا التحوّل.
دور كبير
وفي كلمته الترحيبية، أكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أهمية برنامج «نمو»، التابع لوكالة «آيرينا» في تزويد الجيل القادم من المتخصّصين في مجال الطاقة بالمهارات والمعرفة اللازمة، لمواجهة التحديات المتزايدة في قطاع الطاقة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
ورحب العلي بالمشاركين في هذه الفعالية، التي تمثل ثمرةً جديدةً لجهود التعاون المستمر والوثيق مع المؤسسات الدولية المهتمة بالاستدامة، وذلك لدعم الجهود البحثية في هذا المجال.
وشدّد العلي على الدور الحيوي الذي تلعبه المراكز البحثية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن مركز تريندز يولي اهتماماً كبيراً لقضايا المناخ، ويسعى إلى تقديم رؤى اقتصادية مبتكرة لدعم العمل المناخي، معتمداً على ما لديه من كوادر بحثية متميزة.
وأعرب عن تفاؤله بمستقبل العمل المناخي الدولي، مؤكداً أن مناقشات الجلسة ستسهم في إيجاد حلولٍ مبتكرة للتحديات التي تواجه قطاع الطاقة.
تعزيز المعرفة
بدورها، قالت نجلاء الزرعوني: إن برنامج «نمو» التابع لـ «آيرينا» يهدف إلى تعزيز المعرفة بالطاقة المتجدّدة، والانتقال الطاقوي، وتزويد المشاركين بفهم عميق لتقنيات الطاقة المتجدّدة وتطبيقاتها، من خلال تحليل بيانات الطاقة لتحديد الاتجاهات العالمية والوطنية في قطاع الطاقة المتجدّدة. وذكرت، أن البرنامج يركز على بناء معرفة متعمقة بالانتقال الطاقوي، والعمل المناخي، والتنمية المستدامة، ويؤكد على أهمية التعاون الدولي لتحقيق انتقال طاقوي ناجح، ويسعى إلى بناء شبكة قوية لتعزيز رسالة الطاقات المتجدّدة والاستدامة على مستوى العالم.
من جانبه، قدم بينو باثان، نائب مدير الشراكات والتعاون الدولي في «آيرينا»، عرضاً لدور الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة في تعزيز التعاون الإقليمي والوطني في مجال الطاقة المتجدّدة، مشدداً على الدور المحوري للوكالة في تسريع الانتقال العالمي نحو الطاقة المتجددة، قائلاً: إن IRENA تؤدي دوراً حيوياً في تشكيل مستقبل الطاقة العالمي.
المعادن الحيوية
ذكرت نجلاء المدفع، الباحثة في «تريندز»، أن التقارير الدولية تؤكد أن الانتقال العالمي للطاقة يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على تأمين إمدادات كافية من المعادن الحيوية، والتي تُعد العمود الفقري لتقنيات الطاقة المتجدّدة واقتصاد منخفض الكربون.
وشددت على أهمية التعاون الدولي، لضمان تقاسم فوائد الانتقال الطاقوي على مستوى العالم، حيث إن السياسات المنفردة غير قادرة على تأمين المعادن الحيوية اللازمة لمستقبل مستدام منخفض الكربون.
وفي ورقته أمام الجلسة الرابعة من «برنامج نمو 2024»، التدريبي التابع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، قال ستيفن سكاليت، المستشار في قطاع «تريندز» جلوبال، إن عملية التحول الطاقوي أصبحت وسيلة لتعزيز مساهمات الدول في جهود التخفيف من آثار تغير المناخ، مبيناً أنه يتم قياس نجاح هذا التحول، من خلال تقليل الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الكربون في استخدام الطاقة حتى تحقيق أهداف الحياد الكربوني الوطنية.
وذكر أنه على الرغم من أن تحقيق الحياد الكربوني يتطلب استثمارات تقدر بنحو 3 تريليونات دولار سنوياً، فإن الدعم السياسي المستمر، وزيادة عدد مشاريع الطاقة المتجددة قيد التشغيل أو التخطيط المتقدم، يشيران إلى تسارع وتيرة خفض الانبعاثات على مستوى العالم.