مريم بوخطامين (الشارقة) 
أعلن مستشفى القاسمي بالشارقة إحدى المنشآت الصحية التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، عن توفير أحدث التقنيات الطبية لتشخيص الرجفان الأذيني وعلاجه في وحدة كهرباء القلب بالمستشفى، والتي تهدف إلى الكشف المبكر عن أحد أكثر أمراض القلب شيوعاً، خاصةً بين كبار السن، ويُجرى الفحص عادة بها بطرق فحص القلب الشائعة، مثل تخطيط القلب العادي وتخطيط القلب المطول، حيث تعتبر هذه إحدى الطرق التقليدية التي قد لا تتمكن من تشخيص المرض بالشكل الدقيق، وذلك نظراً لطبيعة النوبات التي قد تطول أو تقصر، ثم تنتهي، مما دفع المستشفى لتبني تقنيات حديثة للتشخيص.

وأكد الدكتور عارف النورياني، مدير مستشفى القاسمي بالشارقة لـ«الاتحاد» التزام المستشفى بتبني أحدث التقنيات والخدمات الطبية المتطورة في مجال صحة القلب، مشيراً إلى أن تبني أحدث التقنيات لفحص الرجفان الأذيني وعلاجه يسهم في تعزيز القدرة على الكشف المبكر والعلاج الفعال لهذا الاختلال، وبالتالي تحسين جودة حياة المرضى، مشيداً بتضافر جهود الطواقم الطبية والإمكانيات عالية الجودة التي توفرها المؤسسة في جميع منشآتها الصحية، بما يعكس الالتزام بتطوير خدماتها، وتقديم الرعاية الصحية المثلى لمتعامليها. 

معدلات الإصابة
وأوضح الدكتور محمد مجدي، رئيس وحدة كهرباء وفسيولوجيا القلب بمستشفى القاسمي، أن الرجفان الأذيني يعد من الأسباب الرئيسية لحدوث السكتات الدماغية والوفاة، مع تقديرات تشير إلى إصابة ما لا يقل عن 33.5 مليون شخص حول العالم بهذا المرض، مشيراً إلى وجود ارتفاع في متوسط العمر المتوقع للإصابة بحالة الرجفان الأذيني، وارتفاع معدلات الإصابة بعوامل الخطر مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يؤكد أهمية الالتزام بالفحص الدوري لدوره في تقليل مخاطر الوفاة والإصابة بالسكتة الدماغية وقصور القلب بين المصابين.
تقنيات متميزة للتشخيص
يوفر المستشفى تقنياتٍ متطورة لفحص الرجفان الأذيني، تشمل جهاز تسجيل الأحداث القلبية الذي يراقب نبض المريض على مدار 24 ساعة من منزله، ويمكنه تسجيل تخطيط القلب حتى 30 يوماً، كما تتوفر خدمة تركيب شريحة مراقبة القلب تحت الجلد، التي تتميز بعمر افتراضي ممتد حتى 3 سنوات، وتتيح متابعة دقيقة لحالة المريض في عيادة متابعة الأجهزة القلبية.
800 مستفيد سنوياً 
وأسهمت التقنيات الحديثة في مستشفى القاسمي في تشخيص واكتشاف عدد كبير من حالات الرجفان الأذيني وعلاجها، لا سيما منذ تطبيق جهاز تسجيل الأحداث القلبية وربط الجهاز بالمستشفى من خلال الاتصال المباشر وذلك منذ أكثر من عامين، حيث تم تركيب الجهاز منذ ذلك الحين لأكثر من 800 مريض سنوياً، الأمر الذي أتاح اتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة في الوقت المناسب، سواء عن طريق العلاج الدوائي، أو القسطرة القلبية، أو الكي.
علاج الرجفان الأذيني بالكي
أما على مستوى العلاج، فسيقوم مركز القلب بالمستشفى هذا العام بإدخال أحدث تقنية في العالم لعلاج الرجفان الأذيني بالكي، والتي تعتمد على تقنية كي البؤرة عن طريق الصدمة أو التنبيض الكهربائي، إلى جانب التقنيات العلاجية المختلفة المتوفرة لكي الرجفان الأذيني عن طريق القسطرة، سواء عن طريق الكي بالتبريد أو الكي بالتردد الحراري.
فحص 
تجدر الإشارة إلى أن إجراء فحص الرجفان الأذيني لا يتطلب أي شروط أو أعمار معينة، حيث تعتمد الفحوص على ما قد يعاني منه المريض، علماً بأنه تزداد فرصة الإصابة بالمرض مع التقدم في السن، مما يجعل الفحص الاستباقي مهماً، خاصةً لكبار السن، وتستمر مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في توفير أحدث التقنيات والخدمات الطبية المتقدمة في مجال أمراض القلب، وذلك في إطار العديد من الجهود التي تقودها المؤسسة ودورها المحوري في دعم مركز القلب بمستشفى القاسمي بالشارقة، من خلال تزويده بأحدث الأجهزة والتكنولوجيا لضمان تقديم الرعاية الصحية المثلى للمرضى.