دينا جوني- مريم بوخطامين (أبوظبي)
تطبق مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي 6 برامج مختلفة تسهم في إعداد طلبة المدرسة الإماراتية لاختيار التخصص المناسب في مؤسسات التعليم الجامعي داخل أو خارج الدولة وتحديد مسارهم المهني في سوق العمل.
وأوضحت حصة رشيد المديرة التنفيذية لقطاع التطوير المدرسي بالإنابة في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي في تصريح لـ«الاتحاد» أن المؤسسة في البرنامج الأول تنفذ ثلاثة مسارات متوازية لخطط الإرشاد الأكاديمي، الأول عام يشمل الطلبة من الخامس إلى الثاني عشر، ويكون دور المرشد داعماً للطلبة وولي الأمر في اختيار المسار التعليمي المناسب طوال رحلة الطالب في التعليم العام.
والمسار الثاني مخصص للطلبة من العاشر إلى الثاني عشر لتعريفهم على كيفية التعامل مع نظام المواد الاختيارية وارتباطها بالتخصص الجامعي ومعايير القبول في مؤسسات التعليم العالي.
وأضافت: أما المسار الثالث فيتعلق بدعم الطلبة ومساعدتهم على التسجيل في نظام قبول وتسجيل الطلبة المواطنين في مؤسسات التعليم العالي والبعثات الخارجية «النابو». فبالنسبة لاختيار الجامعة، يتعين على الطالب اختيار خمس مؤسسات تعليمية بحدّ أقصى وأن يوضح فيما إذا كان يرغب بالالتحاق ببعثة خارجية أم لا. كما يتوجب أن يتوافق التخصص المفضل للطالب مع مساره الدراسي أو المنهاج الذي يدرسه.
وأضافت رشيد، أن البرنامجين الثاني والثالث اللذين تنفذهما المؤسسة يعدّان جزءاً من المنهاج الدراسي وهما تأهيل طلبة النخبة لاختبار AP، التي تعني «المستوى المتقدم»، وهو برنامج واختبار للإعداد والقبول بالجامعة. ويؤدي النجاح في اختبار مواد المستوى المتقدّم إلى اعتماد رصيده في الجامعة، وإعفائهم من المساقات التي درسوها خلال المدرسة الثانوية، وكذلك الحصول على منحة دراسية بعد إكمال اعتماداتهم.
والبرنامج الآخر هو مادة «كابستون» التي يدرسها طلبة مسار النخبة وتعدّهم للدراسة الجامعية من خلال التركيز على البحوث العلمية التي تجري متابعتها من قبل مدرب منتدب من الجامعات المحلية.
برامج التأهيل
وقالت حصة رشيد: إن المؤسسة تنفذ بالتعاون مع العديد من الشركاء المحليين والدوليين برامج لتأهيل الطلبة للجامعات من داخل وخارج الدولة، وكذلك تدريبهم على اتخاذ القرار واختيار الوظيفة واستكمال المسيرة التعليمية، أبرزها برنامجي «قدراتي» و«جيل الخمسين».
ويساهم برنامج جيل الخمسين بتأهيل طلبة المدارس المتميزين وتشجيعهم للالتحاق بالمؤسسات العالمية الرائدة خارج الدولة. ويستهدف البرنامج طلبة الحلقة الثالثة من الصف التاسع حتى الثاني عشر، من المواطنين وأبناء المواطنات.
وتحرص المؤسسة من خلال «جيل الخمسين» على تأهيل الطلبة للالتحاق بأفضل 100 جامعة على مستوى العالم، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، فضلاً عن الاستثمار في رأس المال البشري للطلبة وتمكينهم وتوفير الخيارات الدراسية المتعددة للطلبة. ويقدم البرنامج للطلبة المواطنين فرص تعليم متميزة تؤهلهم للحصول على مجالات عمل تنافسية بعد تخرجهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة ليكونوا قادة ومبدعين ومبتكرين في مختلف مجالات العلم والمعرفة عبر إكسابهم أحدث المعارف والمهارات.
و«قدراتي» فهو برنامج عملي وتدريبي لطلبة المدرسة الإماراتية الراغبين بتطوير كفاءاتهم ومهاراتهم المهنية خلال السنوات الدراسية في التعليم العام.
وتأتي تلك المبادرة بناءً على الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة ببناء قدرات ومهارات الطلبة الأكاديمية والمهنية، ودعمهم بكل ما يواكب طموحاتهم المستقبلية.
ويستهدف البرنامج الطلبة في صفوف الثامن والتاسع والعاشر في المدارس الحكومية الطموحين والراغبين بتطوير قدراتهم ومهاراتهم المهنية.
أما البرنامج السادس الذي بدأت مؤسسة الإمارات بإعداده مع فرق العمل المختلفة فهو «طموح» الذي يساهم بتتبّع مسارات الطلبة عقب تخرّجهم من المرحلة الثانوية والتحاقهم الجامعات.
أوائل الثاني عشر
بدورهم، أثنى عدد من طلبة المدرسة الإماراتية الذين تصدروا قائمة أوائل الثاني عشر للعام الدراسي 2023- 2024 على البرامج التي تطبقها «تعليم» في رحلة استعدادهم للتعليم العالي، وأكدت الطالبة رهف الزرعوني على أهمية خطط الإرشاد الأكاديمي ومعارض التوظيف التي ساهمت في إيضاح خريطة التخصصات الجامعية لها وللطلبة بصورة عامة.
وقال الطالب عبد الرحمن حمزة: إن تطوير خطط الإرشاد الأكاديمي في المدارس الحكومية ساعده في اختيار المسار التعليمي المناسب لقدراته وميوله المهنية، وهو ما مكنه من رسم صورة دقيقة حول دراسته الجامعية مستقبلاً.
ومن جانبها أشارت الطالبة العنود اليافعي إلى أن المرشدين الأكاديميين لا يقلّون أهمية عن المعلمين ومدراء المدارس، كونهم مساهمين أساسيين في تمكين الطلبة من تخطي المرحلة الأصعب في التعليم المدرسي، وهي مرحلة اختيار المسار الذي يسبق التخصص الجامعي، مؤكدة على أهمية تنظيم زيارات مدرسية للمعارض الجامعية التي منحتهم فرصة التعرّف على متطلّبات التخصصات الجامعية، وكذلك التعرّف على تخصصات جديدة مواكبة للتطور التكنولوجي السريع مثل علم البيانات والذكاء الاصطناعي.
وقال الطلبة، إن أكثر المواد التي يعتقدون أنها أعدتهم بشكل كبير لمرحلة التعليم العالي هي «كابستون» التي جعلتهم متمكنين من مهارات البحث العلمي، كمنهج أساسي في الدراسة الجامعية.
الذكاء الاصطناعي وعلوم الفيزياء والهندسة النووية الأكثر طلباً
يبذل الطلبة وأسرهم جهوداً كبيرة كل عام بعد إعلان نتائج الثانوية العامة للتعرف على التخصصات الدراسية المطروحة في الجامعات وكليات التعليم العالي سواء داخل الدولة أو خارجها، لتقرير مصيرهم العلمي، خاصة أن هذا القرار يعتبر من القرارات المصيرية التي يحدد من خلاله الطالب وضعه المستقبلي والوظيفي، فالأحلام كبيرة، والتخصصات كثيرة، غير أن رسم مسار المستقبل يحتاج لقرار، والقرار يعتمد على إجابة واضحة لتساؤل أساسي، كيف تختار تخصصك الأكاديمي؟ ومع التقدم والتطور الذي تشهده القطاعات في العالم أصبحت مسألة الاختيار، تحتاج لدقة وحذر لحسم القرار، والذي ينعكس وبشكل طردي على سوق العمل المتاح، والنمو الوظيفي التي تشهده مختلف المجالات التي سيلتحق به الخريج بعد سنوات التخرج من الجامعة.
علوم الفضاء
وأكد عدد من خريجي الثاني عشر بمساراته الأربعة: النخبة، والمتقدم، والعام التطبيقي، وخريجو التكنولوجيا التطبيقية أن أكثر الخيارات التي تشغل بالهم مرتبطة بالذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والتخصصات العلمية والأدبية، مؤكدين أن توجهات العالم تركز حالياً نحو الأمن السيبراني والهندسة النووية وهندسة البرمجيات وتخصص علوم الكمبيوتر والإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من تخصصات.
مرتكزات عديدة
بداية قالت الطالبة عليا حسن درويش الأولى على مستوى الدولة في المسار العام، من مدرسة الهمهام للتعليم الثانوي للبنات في رأس الخيمة، إنها تحلم منذ طفولتها بأن تلتحق في تخصص علوم الفيزياء وبالتحديد في جامعة خليفة في دولة الإمارات، والتي كانت تخطط له منذ دخولها مرحلة الثاني عشر، وقد نال طموحها في الالتحاق بهذا التخصص أسرتها لما لهذا المجال من مستقبل جيد سواء من الناحية الوظيفية وكعلم مستقل بذاته، منوهة أن خيار الالتحاق بجامعة خليفة بداخل الدولة له مرتكزات عديدة، أولها أن الجامعة تعتبر واحدة من الجامعات المعترف بها، ومن الجامعات التي تحتضن التخصصات المطلوبة في سوق العمل، والتي تضم نخبة من الأكاديميين الذين لهم باع وخبرة طويلة في التعليم والتدريب المستمر الذي يواكب آخر مستجدات العلوم في العالم بمختلف المجالات.
منح دراسية
أشار عدد من العاملين في مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، إلى المساعي الحثيثة للمؤسسة لدعم خطط تنمية المواهب للطلبة، خاصة أنها تقدم دورات تدريبية وتأهيلية للطلاب الراغبين في الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي أو حتى الطلاب الباحثين عن العمل بعد التخرج الثانوي. وأكدوا أن المؤسسة تتيح العديد من المنح الدراسية للطلبة لمتابعة الدراسات الجامعية أو الدراسات العليا في جامعات محلية مختارة وجامعات خارج الدولة. لافتين إلى أهمية تقديم الإرشادات اللازمة التي تفيد الطلبة في مشوارهم الجامعي وتوجيههم لتحقيق أقصى استفادة من هذه المرحلة في مشوارهم بالتعليم العالي، بما يسهم في دراستهم لتخصصات تواكب سوق العمل، بل والذهاب أبعد من ذلك، بمشاركتهم في ورش عمل مهنية ودورات تدريبية تركز على صياغة سيرهم الذاتية باحترافية، وإتقانهم مهارات المقابلات الوظيفية، وكيفية التقديم لها.
توجيه الطلبة
أكد عدد من المختصين في إدارات المدارس أنهم يسعون منذ بداية العام الدراسي لتوجيه الطلبة والإسهام في وضع النقاط على الحروف وإنارة الطريق أمام قرارات الطلاب في الخيارات المستقبلية من خلال تنظيم ورش ومحاضرات واستضافة جامعات وكليات دورها الرئيسي توضح المطلوب من الطلاب والتحصيل الدراسي الذي يمكنهم من الالتحاق بتلك المنشآت التعليمية العالية.
ولفت المشرف الأكاديمي رضا الحامد إلى عدم التسرع في الاختيار، منوهاً إلى أن مسألة توجيه الطلاب أمر بالغ الأهمية، وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية وتعريفية لتهيئتهم للالتحاق بأفضل الجامعات التي تلبي احتياجات سوق العمل والتعرف على كافة التخصصات عن قرب، وتعاون الأسرة في الإصغاء لرغبة الطالب وشغفه واهتمامه، ومحاولة التأكد من نقاط القوة والضعف لديه، ثم تجديد العزم على مواصلة النجاح، والتحاور بإيجابية ثم اختيار التخصص.
الطب البشري
يقول الطالب عبدالله محمد مخيمر الحاصل على المركز الأول في المسار المتقدم على مستوى الدولة، من مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي، إن قرار اختيار التخصص العلمي والجامعة كان محسوماً بالنسبة إليه بالاتفاق مع أسرته. وهو يطمح لدراسة الطب البشري في إحدى جامعات الإمارات، مشيراً إلى أن عالم الطب متعدد التخصصات، خاصة مع تعاظم دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة التي تجعل من دراسة الطب مفتوحة على آفاق رحبة لمواصلة التحصيل العلمي وملاحقة التطورات الجديدة باستمرار.
المنتديات الإرشادية
قال الطالب حمدان الطنيجي أحد خريجي مدرسة الرمس لتعليم الثانوي مسار عام، إنه كغيره من خريجي الثانوية واجه حالة من الحيرة حول التخصص الذي سيدرسه، بعد إنهائه أداء الواجب في الخدمة الوطنية، ولكن مع وجود المنتديات الإرشادية والتثقيفية التي نظمتها إدارة المدرسة أسهمت وبشكل كبير في تحديد تطلعات الطلبة والتخصصات والجامعات التي تتوافق مع نتائجهم وتحصيلهم الدراسي، ناهيك عن الرحلات المدرسية للشركات والجهات ومؤسسات التعليم العالي.
استكشاف المسارات
تقول الطالبة حمدة سلطان الخنبولي من مدرسة شمل للتعليم الثانوي بنات في المسار المتقدم، إن إدارات المدارس تعمل جاهدة منذ بداية العام الدراسي على تطوير تطلعات الطلبة لمساعدتهم على إدراك شغفهم واستكشاف المسارات المهنية المستقبلية التي تتناسب مع تحصيلهم الدراسي، فيما تساعد المنتديات الإرشادية الطالب وبشكل كبير في تحديد التخصص الجامعي الذي يرغب في الالتحاق به، فيما تلهم هذه المنتديات الطلبة وتشجعهم على اتخاذ خطوات عملية نحو التخصص المناسب.