أبوظبي (الاتحاد)
في باكورة أعمال مكتبه في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، الفعالية الأولى ضمن سلسلة الموائد المستديرة العالمية لمركز تريندز: الشرق الأوسط وأفريقيا، بعنوان «تعزيز إمكانات مراكز الفكر: أفكار جديدة واستراتيجيات مبتكرة للمشاركة المؤثرة»، بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية المهمة، ومجموعة من ممثلي ومسؤولي المراكز الفكرية والبحثية في 11 دولة بالمنطقتين.
وقد استهلت أعمال الجلسة بكلمة افتتاحية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، مؤكداً أهمية مراكز الفكر والدراسات في عالم اليوم، وأنها لم تعد تقتصر على دراسة الظواهر وتحليلها، بل أصبحت تؤدي دوراً محورياً في صنع المستقبل من خلال دعم صناع السياسات وأصحاب المصلحة بالتوجهات والأفكار والاستراتيجيات الجديدة.
وأضاف الدكتور العلي أنّ مراكز الفكر تتحوّل من مجرد مراكز للفكر إلى مراكز للتغيير، من خلال استشراف المستقبل والمشاركة في صنعه، خاصة التنبؤ بالأزمات والكوارث المحتملة، وإحاطة صانعي القرار والجهات المعنية بها حتى يمكن الاستعداد الجيد والاستباقي لها.
وأوضح أن حرص «تريندز» على عقد هذه المائدة المستديرة العالمية كأولى فعاليات فرعه في جنوب أفريقيا، يأتي انطلاقاً من قناعته التامة بأهمية القارة الأفريقية، التي تزخر بالعديد من الفرص والموارد والقدرات التي تؤهلها للانطلاق في المسار التنموي بما يحقق طموحات شعوبها في التنمية والرخاء والاستقرار.
وفي كلمة افتتاحية مماثلة، أشار الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، إلى أن دولة الإمارات وجنوب أفريقيا تتمتعان بعلاقات تاريخية وثيقة وشراكة اقتصادية متنامية، حيث تحتفل الدولتان هذا العام بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما. وقال: «إن البلدين يرتبطان بعلاقات إنسانية قوية، تجسدت في اللقاء التاريخي بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والزعيم الراحل نيلسون مانديلا عام 1995».
وأعرب الكعبي عن اعتزازه بأن يكون مركز الاتحاد للأخبار الشريك الإعلامي الرئيسي لفعاليات «تريندز» في المنطقة، بما في ذلك المؤتمرات والفعاليات وورش العمل، موضحاً أن الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين ورجال الأعمال وقادة الفكر تُعد فرصةً مثاليةً لتبادل الأفكار، وتعزيز التعاون، ونقل الصورة الحقيقية.
وألقى الكلمة الترحيبية محش سعيد الهاملي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في جنوب أفريقيا، وأعرب فيها عن تقديره لجهود «تريندز» البحثية وحضوره العالمي، وقال: يسعدني افتتاح مكتب لتريندز للبحوث والاستشارات في كيب تاون، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز التعاون العلمي والبحثي مع دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وأضاف أن جنوب أفريقيا بلد يزخر بالكفاءات التي ستقدم أفكاراً وخبرات تعزّز المعرفة في العديد من المجالات.
وأشار إلى أنه إذا نظرنا إلى حركة التجارة من الشرق الأوسط إلى أفريقيا ومن أفريقيا إلى الشرق الأوسط، نرى أن أفريقيا تمثل سلة لكل شيء، بما في ذلك الطاقة والأمن الغذائي.
وقال إن القارة الأفريقية تتسم بشكل عام، ولاسيما جنوب أفريقيا، بأهمية كبيرة بالنسبة لدولة الإمارات، ففي أبوظبي ودبي يعمل مواطنو جنوب أفريقيا في القطاعات المهمة مثل الصحة والتعليم، وهناك 85 مهندساً في قطاع الطاقة النووية السلمية.
وذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة وجنوب أفريقيا وقعتا ثلاث اتفاقيات في مجال الفضاء، كما تضطلع جنوب أفريقيا بدور مهم في دعم القضايا العربية والخليجية.
وفي الكلمة الرئيسية للمائدة المستديرة، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، مؤسس وعضو مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، في بدايتها عن الشكر والتقدير لمركز «تريندز» ورئيسه على دعوته للتحدث أمام هذا الجمهور المتميز في هذا اللقاء العالمي، قائلاً: «يسعدني أن أهنئ مركز تريندز على افتتاح فرعٍ له في جنوب أفريقيا، ومساهمته في نشر المعرفة، وتعزيز التفاهم بين الدول الأفريقية والعربية التي تجمعها العديد من المصالح المشتركة، والتي كانت ضحية للقوى الاستعمارية العالمية والنظام الدولي نفسه».
وأكد الأمير خالد الفيصل، أن افتتاح فرع لتريندز في هذه المدينة التاريخية، التي تحمل ذكرى وروح أسطورتها الراحل نيلسون مانديلا يستحق التقدير الكامل.. فهذه الذكرى والروح تتجاوز حدود جنوب أفريقيا لتشمل العالم أجمع، وبالتالي فإن البحث عن العدالة هو إرث هذا القائد العظيم.
وقال إن المصالح المشتركة بين الشعوب العربية والأفريقية والروابط التاريخية، هي ما تعزّز هذا الانفتاح البحثي بين مراكز الفكر العربية والأفريقية، وأن اختيار جنوب أفريقيا من أجل انطلاق «تريندز» إلى أفريقيا خيار موفق، لما توليه جنوب أفريقيا من اهتمام للقضايا العربية.
وأكد سمو الأمير تركي الفيصل أن حالة عدم اليقين العالمي وإعادة تشكيل موازين القوى العالمية وضرورات التحولات العالمية والرؤى الإصلاحية خاصة في إدارة مجلس الأمن للقضايا العالمية، تدفع بنا للتأكيد على ضرورة إعادة بناء رؤية عادلة وشاملة وواقعية واستراتيجية للنظام العالمي الراهن.
وأضاف أن صياغة مثل تلك الرؤية تتطلب العمل المشترك بين المعنيين، لنكون فاعلين في النظام العالمي، لا ضحايا مجدّداً لسياسات القوى العالمية، وتُعد دول الخليج، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، مؤهلة للقيام بهذا الدور.
وفي كلمة رئيسية أشاد زوندوا مانديلا، رئيس مؤسسة إرث مانديلا، بجهود «تريندز» البحثية وافتتاح مكتبه في كيب تاون، ودعا إلى دعم وتعاون أكبر مع المؤسسات الفكرية ومراكز الأبحاث لمعالجة التحديات التي تواجه جنوب أفريقيا، بما في ذلك بطالة الشباب.
وأكد مانديلا على دور المفكرين والباحثين والهياكل المنظمة في صياغة دستور جنوب أفريقيا الجديد بعد انهيار نظام الفصل العنصري، مشيداً بمساهماتهم في تعزيز قيم المساواة والعدالة والديمقراطية.
وشدّد على أهمية الاستمرار في دعم هذه المؤسسات، مشيراً إلى دورها الحاسم في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة مشكلات مثل بطالة الشباب.
وأشار زوندا مانديلا، إلى أن الأبحاث التي أجرتها مراكز الأبحاث، مثل وحدة أبحاث السياسات الإنمائية (DPRU) في جامعة كيب تاون ساعدت في تشكيل سياسات حكومية فعالة، لتعزيز التدريب المهني وتحسين الوصول إلى التعليم العالي وخلق فرص العمل.
وأكد مانديلا ضرورة التعاون بين جميع القطاعات، بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لضمان مستقبل مزدهر لجميع مواطني جنوب أفريقيا.
وختم كلمته بالقول: «إن الاجتماع بداية، والالتزام معاً تقدم، والعمل معاً هو النجاح».
الجلسة الأولى: مراكز الفكر وتشكيل السياسات
بدأت أعمال المائدة المستديرة التي قدمت لها الباحثة شريفة الرئيسي، نائب رئيس قطاع الاستشارات في «تريندز»، بجلسة حول دور وتأثير مؤسسات الفكر والرأي في تشكيل صنع السياسات.
وقال مدير الجلسة الباحث عوض البريكي، رئيس قطاع «تريندز» غلوبال، إن الجلسة تسعى إلى تقييم دور مؤسسات الفكر والرأي في مختلف دول الشرق الأوسط ودول شرق أفريقيا وكيف أثرت في التغيير، واستكشاف التجارب العملية لوضع السياسات، ووظيفة وقيمة مؤسسات الفكر والرأي في مراحلها المختلفة.
واستهل الحديث الدكتور عمر أحمد العبيدلي، مدير الدراسات والبحوث بمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية، قائلاً: «إن مفهوم الشورى راسخ منذ العصور الأولى وجزء من الثقافة العربية والإسلامية، ولكننا نصرّ في كثيرٍ من الأحيان على أن تكون عملية مغلقة وليست مفتوحة».
وبدوره، قال نيكولاي ملادينوف، المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، إن تجربة دولة الإمارات قادت إلى تقدير مزايا إقامة سلاسل قيمة إقليمية تعزّز التجارة البينية وتشجع زيادة التصنيع.
وأشار إلى أن الدبلوماسية الاقتصادية تضطلع بدورٍ كبيرٍ في تهيئة بيئة أعمال تحفز نمو التجارة بالمساعدة على زيادة الاستثمار، لدعم المبادرات التجارية الإقليمية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر.
وأوضح البروفيسور جواو بوسكو مونتي، مؤسس ورئيس معهد البرازيل أفريقيا، أن الاستثمار في التدريب والبرامج الرامية إلى تعزيز القدرات البحثية لمراكز الفكر يُعد أمراً أساسيّاً لدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ومن جانبه، أكد ديفيد ويليام، ممثل معهد الدراسات الأمنية (ISS) بجنوب أفريقيا، على الدور المحوري الذي تلعبه مراكز الفكر في صياغة السياسات بالشرق الأوسط وأفريقيا، نظراً إلى الترابط الجغرافي والتاريخي والسياسي والاقتصادي بين المنطقتين.
الجلسة الثانية: تحديات التنظيم والسياسات العامة
عقب استراحة قصيرة، عُقدت الجلسة الثانية ضمن المائدة المستديرة بإدارة الباحثة سمية الحضرمي، نائب رئيس قطاع «تريندز» غلوبال، التي أشارت إلى أن بناء شبكات قوية يمكن أن يحسن الوصول إلى المعلومات ويزيد من وضوح عملهم وتأثيره.
وقال الدكتور ناجي الصيعري، مدير إدارة البحوث والابتكار، عميد كلية الجاهزية بالإنابة في أكاديمية ربدان، إن مخرجات مراكز التفكير من دراسات وبحوث استراتيجية، تكتسي أهمية كبيرة لمساعدة صنّاع القرار على مراعاة مختلف المدخلات المستقاة من المصادر المختلفة لاتخاذ الخطوات الصحيحة.
وأكد الدكتور علي عيسى، المدير العام لمعهد السياسة الاجتماعية، أن مساعدة مراكز الفكر الأفريقية للحصول على التمويل المرن والمستدام، ستعزّز تحقيق القارة للنمو الشامل للجميع والتحول على المدى الطويل، مشيراً إلى أن التنسيق بين المؤسسات البحثية المستقلة ومقرري السياسات في القطاع الحكومي مهم جداً لبناء الثقة، من أجل مساعدة البلدان الأفريقية على تهيئة بيئة تمكينية للسياسات السليمة والحوكمة الرشيدة.
وبدوره، قال الدكتور إيمانويل أوسو-سيكير، مدير البحوث والسياسات والبرامج في المركز الأفريقي -التحول الاقتصادي، إن بإمكان مراكز البحث والفكر أن تكون أكثر فعالية إذا عملت في بيئة تستند إلى شبكة جيدة التنسيق.
من جانبها، أوضحت الدكتورة هايدي علي، نائب مدير مركز الاقتصاد والبحوث المالية والدراسات بجامعة القاهرة، أن سبل مناقشة الكيفية التي يمكن بها العمل معاً من أجل تحسين عملية صنع السياسات، مثمنة دور وجهود مركز تريندز للبحوث والاستشارات بأخذ زمام المبادرة في هذا الشأن.
ومن جانبة، حث الدكتور تايو أدولوجو، المدير التنفيذي النيجيري، القمة الاقتصادية ومراكز الفكر على لعب دور حاسم في تحفيز التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
الجلسة الثالثة: جودة المخرجات وسياسات التنمية
اختتمت المائدة المستديرة الأولى لتريندز في جنوب أفريقيا بجلسة ثالثة، أدارها الباحث الرئيسي عبدالعزيز أحمد الشحي، لافتاً إلى أنها تركز على التعاون بين مؤسسات الفكر والرأي في الشرق الأوسط وأفريقيا، وآفاق تحسين جودة وتأثير النواتج في مجال سياسة التنمية.
وقال ريتشارد مورو، المحلل بمؤسسة برينثورست، إن مراكز الفكر معرَّضة للعزلة عن المجالات التي لا تفهمها، مما سيخلق «غرف صدى» لا تسمع فيها سوى صوتها هي، مؤكداً أن على خبراء السياسة الخارجية أن يكونوا على اطّلاع بالشواغل التجارية بنفس قدر اطّلاعهم على نظرية العلاقات الدولية.
من جانبها، طالبت البروفيسورة فورتوناتا سونغورا ماكيني، المدير التنفيذي لمعهد البحوث الاقتصادية والاجتماعية، مراكز الفكر بأن تعتمد المنهجيات البحثية المبتكرة كي تحافظ على أهميتها، والاستفادة من التكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة.
أما الدكتور جون كارانجا، مدير التطوير المتكامل بمعهد كينيا للسياسة العامة والبحث والتحليل، فقد شدَّد على أن توفير الأدلة عالية الجودة يُعد أمراً مهمّاً لتكريس دور مراكز الفكر في عملية صنع السياسات.
وطالب نذير باندور، مدير تطوير الأعمال بمعهد زامبيا للسياسة والتحليل والبحث، الحكومات بدعم استقلالية مراكز الفكر إذا أريد لكلا الجانبين أن يحدثا أثراً على عملية التنمية.
واختتمت الجلسات بمداخلة للخبير الاقتصادي بنجامين دايفس، مدير مكتب «تريندز كيب تاون»، أوضح أن العالم العربي كان القناة التجارية بالنسبة لأفريقيا إلى بقية العالم، وأن التكامل الاقتصادي على غرار دول مجلس التعاون الخليجي، وتجربة التحول نحو الطاقة النظيفة مع الاستفادة من الهيدروكربونات القديمة، والنهج المنفتح والشامل للهجرة والعمالة المهاجرة، تستحق النظر فيها كبديل لنماذج التجارة الإقليمية المعيارية للاتحاد الأوروبي أو أميركا الشمالية، التي يلجأ إليها عادة صناع السياسة الأفارقة.
توصيات المائدة المستديرة
في ختام الجلسات الثلاث، أعلنت الباحثة فاطمة اليماحي، اختصاصي الاستشارات بتريندز، التوصيات، وأشارت فيها إلى أن المائدة المستديرة التي نظمها مركز تريندز تحت عنوان «تعزيز إمكانات مراكز البحوث: أفكار جديدة واستراتيجيات مبتكرة للتأثير الفعال» ركزت على ثلاثة محاور، وعرض فيها خبراء من 11 مركزاً فكرياً ومؤسسة بحثية في دولة الإمارات والشرق الأوسط وأفريقيا أفكارهم ورؤاهم.
وأكدت التوصيات ضرورة أن تنتج مراكز الفكر أبحاثاً ذات صلة بالموضوعات الراهنة وتشارك بها في النقاشات السياسية الجارية، بحيث يستفيد منها صناع القرار، ومواءمة أجندات البحث مع الأولويات والتحديات الوطنية والإقليمية، وإعطاء الأولوية للأبحاث حول قضايا حاسمة مثل تغير المناخ، وبطالة الشباب، والأمن الغذائي، وحل النزاعات.
وأكد المشاركون أهمية تطوير إطار لقياس وتوضيح تأثير أبحاث وتوصيات مراكز الفكر على السياسات والمجتمع، وبناء شراكات مع صناع السياسات ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لتوسيع نطاق وزيادة تأثير الأبحاث، بما في ذلك المشاركة في وضع أجندات البحث والمشاركة في الحوارات السياسية ونشر النتائج من خلال قنوات متنوعة.
وشدد المشاركون على ضرورة أن تضع مراكز الفكر نفسها ككيانات غير حزبية تعمل كجسور بين الحكومة والقطاع الخاص والجمهور، وتعزيز التعاون والتواصل بين مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية على المستويين الإقليمي والعالمي، لتبادل الموارد والخبرات والممارسات الجيدة.
ودعا المشاركون إلى إعطاء الأولوية لتوليد الأفكار الإبداعية والمبتكرة، وخلق ثقافة مجتمعية تدعم التغيير الإيجابي، واعتماد أساليب بحثية وتواصلية مبتكرة.
وطالبوا بتطوير ومشاركة أفضل الممارسات بين مراكز الفكر لتقييم فعالية استراتيجيات المشاركة، مما يتيح لمراكز الفكر تحديد تأثيرها وتعديل الأساليب بناءً على الرؤى المستندة إلى البيانات.
ودعا المشاركون إلى تعزيز التعاون والتواصل بين مراكز الفكر في الإمارات العربية المتحدة وأفريقيا من خلال مشاريع بحثية مشتركة ومنصات لتبادل المعرفة ومبادرات بناء القدرات.
ودعوا إلى تطوير استراتيجيات للتغلب على التحديات التي تواجه مراكز الفكر في الشرق الأوسط وأفريقيا. وشجع المشاركون مراكز الفكر على معالجة الموضوعات الحساسة أو المثيرة للجدل، مثل التسامح والحرية الدينية والإصلاح السياسي وحقوق الإنسان، من خلال البحث الدقيق والحوار البناء والدعوة لصنع السياسات القائمة على الأدلة.
وطالبوا بالاستثمار في بناء القدرات من خلال توفير التدريب والتطوير المهني المستمر للباحثين والموظفين، وتلبية الحاجة الملحة لتأمين تمويل مرن ومستدام لأبحاث السياسات في مراكز الفكر.
وأكد المشاركون على دور مراكز الفكر في الدفاع عن استخدام الأدلة والبيانات لاتخاذ توصيات سليمة للسياسات العامة، وبالتالي ينبغي منحها إمكانية الوصول إلى الإحصائيات الحالية.
ودعا المشاركون صناع السياسات والمؤسسات الحكومية التي تحتفظ وتجمع هذه البيانات إلى زيادة إمكانية الوصول إليها لمراكز الفكر حتى تتمكن من تحليلها بشكل فعال وتقديم وجهات نظر مستقلة لصياغة سياسات عامة سليمة.
وطالب المشاركون بتنظيم المزيد من الفعاليات العامة والندوات وورش العمل، عبر الإنترنت وغيره، لمشاركة نتائج البحث والتفاعل مع أصحاب المصلحة.
وأكدوا على الدور المتطور لمراكز الفكر، والانتقال من مستشاري السياسات التقليديين إلى المشاركين الفاعلين في تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وهذا أمر بالغ الأهمية في البيئة العالمية المتقلبة وغير المؤكدة والمعقدة والغامضة والمشوشة الحالية.
وفي ختام المائدة المستديرة في كيب تاون، كرم الدكتور محمد عبدالله العلي المشاركين، وقدم لهم مجموعة من كتب «تريندز» وإصداراته، إضافة إلى درعٍ تذكاري.