سعيد أحمد (أبوظبي)

أعلن الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، عن تفاصيل البرنامج الصيفي للهيئة، الذي ينطلق تحت شعار «مساجدنا حصن وإيمان»، بتاريخ 15 يوليو الجاري ويستمر حتى 15 أغسطس المقبل، وذلك في 2000 مسجد على مستوى الدولة، بالإضافة إلى 26 مركزاً قرآنياً متخصصاً ومجموع حلقات القرآن، وستقدم في هذا البرنامج أكثر من 3000 حلقة، لافتاً إلى أن مجموع الدروس العلمية في كل المبادرات يصل إلى 180 ألف درس علمي في المساجد.
وأضاف الدرعي: إن العدد المستهدف من البرنامج يفوق المليونين من المستفيدين، إلا أن حجم الاستفادة الفعلية منه، يتوقع أن تتجاوز بشكل واضح هذا الرقم، فيما يصل عدد الكوادر التعليمية إلى أكثر من 550 معلماً ومشرفاً وإدارياً، وألفي إمام، موجهاً لهم جميعاً الشكر والتقدير مسبقاً، كما أن البرنامج يتضمن أنشطة صباحية، وأنشطة مسائية، وتم تخصيص الفترة الصباحية لفئات الإناث والفترة المسائية للذكور، من أجل استغلال أكبر عدد ممكن من المشاركين. 
جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدت أمس في مقر الهيئة بأبوظبي، وتم خلالها استعراض، بحضور المسؤولين في الهيئة، وممثلي وسائل الإعلام، أبرز المبادرات والفعاليات التي ستنظمها الهيئة على مستوى الدولة، عبر العديد من المنصات التواصلية والتفاعلية. 
وقال: إن برنامج الهيئة الصيفي لهذا العام يضم مبادرات صيفية، تناسب جميع أفراد الأسرة بوسائل متطورة، محتوى واختياراً وتسجيلاً وحضوراً ورعايةً وإشرافاً، ويواكب في أهدافه وغاياته نهج دولة الإمارات وثوابتها، لا سيما فيما يتعلق بالاستثمار في شباب الوطن وتعزيز القيم المجتمعية الراسخة. 
وأشار إلى أن البرنامج له مميزات وخصوصيات، منها احتضان البرامج ضمن المساجد والمراكز والمعاهد الدينية، والمنصات القرآنية، ومجالس الأحياء، ولها جميعها لدى المجتمع مكانة خاصة، لأنها تمثل فضاء آمناً، مشيراً إلى أنه تم اختيار شعار «مساجدنا حصن وإيمان» لأن أجيالنا أمانة، ويجب علينا أن نوفر لهم السلامة الفكرية والحصانة، والتغلب على كثير من التحديات، كما أن أهم أهداف البرنامج تتمثل في التركيز على ترسيخ الإرث الوطني والهوية الوطنية لدولة الإمارات لدى الشباب والنشء، باعتباره ركيزة أساسية في البرنامج، عبر الحرص على تعزيز الولاء والانتماء، والتعريف بتاريخ وحضارة دولة الإمارات، والاعتزاز بالرموز الوطنية وحِكِمة القادة، ومبادئها وقيمها. 
وأكد الدكتور عمر الدرعي، أنه سيتم الأخذ بيد الطفل لتعليمه كيف يعتز بوطنه وقيادته وثقافته ولغته، وسنع هذا المجتمع، والالتزام بتعاليم الدين الحنيف السليمة، ونغرس فيه قيم التسامح والتعايش، وقيم الأخوة الإنسانية ومبادئ السلم والسلام والرحمة والمحبة، حتى تكون هذه القيم ملكة وشعوراً لا يفارق وجدانه، لأن هذه القيم هي العملة الأغلى، وهي ما يميز الدولة، كما أنها حاضرة دائماً في توجيهات قيادتنا الرشيدة.
وقال: إن البرنامج هو نتاج عمل ودراسات وشراكات مجتمعية، من أجل تفادي كثير من التحديات المقلقة، كسيطرة وسائل التواصل على عقول أطفالنا، وإدمان الألعاب الالكترونية، وملء فراغهم حتى لا يقعوا فريسة الفراغ والسلوكيات الخاطئة والأفكار السلبية الدخيلة. 
وأضاف: إن من الأنشطة الرئيسة للبرنامج مبادرة الدورة الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم، والتي ستعقد هذه السنة تحت شعار «رتله ترتيلاً»، ومبادرة المنصة القرآنية لتحفيظ القرآن الكريم، وهي منصة مهمة تعتمد على تقنية التعليم عن بعد، وتساعد الأسر على تنظيم أوقات أبنائها، وانتسابهم لحلقات تحفيظ القرآن، ومبادرة «صيف المراكز القرآنية» وهي مجموعة من الأنشطة تعزز القيم الإيمانية والوطنية، وتنمي الجوانب المهارية، حيث تنفذها المراكز بالتعاون مع عدد من الشركاء، ومن أنشطتها: «الواعظ والخطيب الصغير»، و«الإمام المساعد» «وأمن المعلومات» وتعلم بعض الحرف اليدوية، والتعرف على تاريخ دولة الإمارات ورموزها وثقافتها. 
كما يشتمل على عدة مبادرات مجتمعية، من أهمها «صيف الهيئة في المجالس» بالتعاون مع مجالس أبوظبي في تنفيذ حلقات قرآنية، تعزيزاً لدور المجالس الاجتماعي، كما يقدم البرنامج باقة أخرى من المبادرات العلمية الخاصة برواد المساجد تتكون من دورات علمية وأخلاقية ووطنية، منها على الخصوص برنامج فقه العبادات لتعليم أحكام الصلاة والطهارة لرواد المساجد ضمن مبادرتين «دورة الوضوء نور» و«دورة الصلاة أمانة»، و«قيم مستخلصة من أسماء الله الحسنى»، وبرنامج أسري بعنوان «حكم الشيخ زايد عماد البيت»، وتم تخصيص «برنامج بالحكمة»، وهو برنامج علمي تشرف عليه الهيئة، لمواضيع تتعلق بمكارم الأخلاق وتحفيز همم الشباب على اكتساب المعارف والعلوم تحت شعار «وإنك لعلى خلق عظيم».