هدى الطنيجي (أبوظبي)
نجحت مدينة الشيخ خليفة الطبية، التي تديرها شركة أبوظبي للخدمات الصحية - «صحة»، إحدى شركات مجموعة «بيورهيلث»، أكبر مجموعة للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، في تنفيذ أكثر من 100 عملية جراحية لعلاج كسور كبار السن، وذلك خلال الأشهر الستة الأولى من افتتاح وحدة جراحة العظام الخاصة بكبار السن. وتضمنت هذه العمليات تثبيت الكسور وتبديل المفاصل بأحدث التقنيات الجراحية.
ويعكس النجاح التزام مدينة الشيخ خليفة الطبية بتوفير الحلول الرائدة والمبتكرة وأحدث التقنيات الطبية، باعتبارها واحدة من أهم المراكز الطبية الرائدة في تقديم علاجات كسور كبار السن في دولة الإمارات.
وأعرب الدكتور محمد خطاب، أستاذ واستشاري جراحة العظام والكسور والمفاصل الصناعية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، عن سعادته بهذا النجاح الذي حققته مدينة الشيخ خليفة الطبية، وقال: «يؤكد هذا النجاح التزام مدينة الشيخ خليفة الثابت بتوفير الخدمات لمرضاها وفق أفضل وأحدث المعايير المعتمدة دولياً».
العوامل المسببة
وأوضح أن التلف في مفصل الركبة أو الورك يشكل السبب الرئيس الذي يستدعي التدخل الجراحي لاستبدال المفصل بشكل كلي أو جزئي بمفصل صناعي. وقال الدكتور خطاب: «هناك عوامل عدة تسبب هذا التلف، منها الإصابات البالغة، والكسور، والتقدم في العمر. وكذلك تؤدي بعض الأمراض إلى تآكل الغضروف والسطح المفصلي لكل من مفصلي الفخذ والركبة، منها على سبيل المثال أمراض قصور الدورة الدموية للسطح المفصلي أو الغضروف المغذي للركبة. ومن جهة أخرى يؤدي أيضاً الاستخدام الطويل لبعض الأدوية مثل الكورتيزون وأدوية علاج الأمراض المناعية والروماتيزم إلى تلف المفاصل».
وأضاف: «لا تقتصر هذه الجراحات على كبار السن، فقد يحتاج أيضاً بعض المرضى الأصغر في العمر إلى جراحات تبديل مفصل الركبة أو مفصل الورك بسبب السمنة المفرطة أو نتيجة لتعرضهم لكسور مفتتة، أي عندما تنكسر العظمة إلى أكثر من 3 قطع، أو إصابات السطح المفصلي التي تؤدي إلى خشونة مبكرة في مفصل الركبة أو الورك، أو الإصابات التي يصعب إصلاحها من خلال إعادة بناء المفصل أو تثبيته، حيث نضطر وقتها إلى استبدال المفصل بمفصل صناعي جزئي أو كامل. وعادة ما تصاحب هذه الحالات آلام شديدة وتقييد في الحركة يمنع المريض من ممارسة حياته اليومية الطبيعية».
وأشار الدكتور خطاب إلى أنه «رغم أن بعض أسباب تآكل المفاصل لا يمكن التحكم فيها مثل التقدم في السن والتعرض للإصابات والكسور، إلا أن الكثير من الأسباب يمكن التحكم فيه مثل زيادة الوزن، وضعف العضلات، وتناول الأدوية من دون وصفات طبية».
تجربة العلاج
وأكد أن مراحل العلاج تبدأ من لحظة دخول المصاب إلى العيادة حيث يتم إجراء الفحوص التشخيصية لمعرفة طبيعة المرض ودرجة خشونة المفصل وتضرره، مشيرا إلى أنه «في الحالات التي لا تستجيب لطرق العلاج الأولية مثل الأدوية أو العلاج الطبيعي، يقرر الطبيب وقتها إجراء عملية جراحية لتبديل المفصل، سواء بشكل كلي أو جزئي. وتُشْرَح تفاصيل العملية للمريض ومدتها، وفترة الإقامة في المستشفى، وتفاصيل جلسات إعادة التأهيل، كما يُعْطَى المريض الإرشادات كافة التي يجب اتباعها بعد خروجه من المستشفى مثل: المشي، والوقوف، والجلوس، وصعود ونزول السلالم ومتى يستطيع استئناف نشاطه الطبيعي».
التقنيات المبتكرة
وتطرق الدكتور خطاب إلى أحدث التقنيات المبتكرة في مجال جراحات استبدال المفاصل، حيث تستخدم مدينة الشيخ خليفة الطبية أحدث المفاصل المصنعة في العالم. وقال: «أما التقنيات الحديثة المستخدمة، فتتعلق بنوع الجرح. هناك جروح تتطلب تدخلاً محدوداً عبر معدات خاصة حيث تكون فتحة العملية صغيرة لا تتعدى 12 إلى 15 سنتيميتراً، إلى جانب التقنيات الأكثر حداثة ومنها المعدات الخاصة بالمريض، حيث يتم تصنيع الآلات لتركيب المفصل والتي تكون خاصة بالمريض نفسه، وتُرْسَل إلى شركة عالمية تصنع المفصل والآلات للمريض، بعد الانتهاء من الفحوصات المقطعية».
تقليل مدة الجراحة
تسهم التقنيات الحديثة، بشكل كبير، في تقليل مدة الجراحة وتزيد كفاءة إعادة التأهيل بعد العملية وسرعة تعافي المريض، كما تحقق نتائج ممتازة، حيث يكون المفصل الصناعي مشابهاً للمفصل الطبيعي بنسبة تقارب 100 %.
وأشار الدكتور محمد خطاب إلى أن «هناك جراحات متطورة منها ما يتم بمساعدة الكمبيوتر، حيث تستخدم معدات طبية متقدمة تزيد من دقة قطع العظام وتحدد مقاس المفصل، ويُرَكَّب من خلال الكمبيوتر، بالإضافة إلى عمليات التبديل بالروبوت، أي الذكاء الاصطناعي التي تم اعتمادها منذ سنتين، وتعد الأكثر تقدماً حالياً، وتعطي نتائج مبشرة وأكثر دقة».
طاقم طبي
عن أبرز التحديات التي تواجه المرضى، أوضح الدكتور محمد خطاب أن «أغلبية من يخضعون لجراحة استبدال المفصل هم من كبار السن الذين يعاني الكثير منهم أمراضاً باطنية مختلفة ومشاكل في القلب والكبد والكلى والتنفس، وهذا يشكل تحدياً عند إجراء الجراحة، وفي هذه الحالات يُنَسَّق مع مختلف الأقسام في المستشفى لتقديم أفضل خدمة صحية للمريض وضمان حصوله على أفضل النتائج والخروج سليماً ومعافى». أما التحدي الآخر، فيكمن في «طبيعة الخشونة لدى بعضهم، حيث إن بعض المفاصل تصل إلى مرحلة خشونة شديدة تسبب تشوهاً في المفصل؛ مما يستدعي استخدام مفصل متقدم وليس اعتيادياً، وهذا بدوره يحتاج إلى تدخل جراحي أكبر وعملية متقدمة، ولكن مع خبرات طاقمنا الطبي الواسعة وكفاءته، فإن نتائج الجراحة عادة ما تكون ممتازة».
وأكد أن «جراحة استبدال مفصل الركبة أو الورك ضرورية في حال لم تنجح العلاجات الأولية في تسكين آلام المريض واستعادته القدرة على الحركة.