نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات أهمية مواصلة تعزيز التعاون الإقليمي ودعم المبادرات التي تسعى لمنع ومكافحة التطرف والإرهاب، مجددةً دعمَها الجهود الإقليمية والدولية كافة لتحقيق الاستقرار السياسي وبناء مؤسسات قادرة على الصمود في البلدان التي تمر بمراحل انتقالية في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل بهدف تحقيق الأمن والسلام المستدام.
وشددت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، ألقته عائشة المنهالي، عضو البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، على الأهمية الاستراتيجية البالغة لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل، ما جعل استقرارَها وأمنها ضروريين لتحقيق السلم والأمن الدوليين.
وجاء في البيان أن منطقة الساحل تصنَّف ضمن أكثر المناطق تضرراً من ويلات الإرهاب، وهو ما «يستدعي تكاتف الجهود وتضافرها على الأصعدة كافة، لمواجهة التحديات الأمنية الماثلة، والتصدي لجذور التطرف والإرهاب في المنطقة».
وتطرقت المنهالي لثلاثة مسائل يتعين التركيز عليها: أولاها مواصلة تعزيز التعاون الإقليمي ودعم المبادرات التي تسعى إلى منع ومكافحة التطرف والإرهاب، مثل مبادرة أكرا، وقوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات، علاوة على تعزيز تبادل المعلومات والخبرات والتقييمات بين بلدان الساحل وجيرانها.
وفي هذا السياق، رحبت دولة الإمارات بالخطوات التي اتخذتها مجموعة «الإيكواس» لتفعيل خطة عملها ذات الأولية للفترة 2020-2024 للقضاء على الإرهاب.
والمسألة الثانية التي ينبغي التركيز عليها في مواجهة تمدد الإرهاب، كما أوضحت المنهالي، هي «مواصلة السعي لتعزيز صمود المجتمعات ووضع استراتيجيات وقائية»، وذلك لأن «حماية المدنيين يجب أن تكون ضمن سياق حيوي استباقي لخلق بيئة آمنة وخالية من العنف والتطرف»، علاوةً على ضرورة «إعادة تقييم طرق الاستجابة لمسألة تدهور الأوضاع الإنسانية».
وفي هذا الخصوص، أكدت المنهالي ضرورة الربط بين التنمية والأمن على المدى البعيد، مبينةً أن «توفير فرص التعليم والعمل للشباب الذي يشكلون غالبية السكان ورفع الوعي بقيم التسامح والتعايش السلمي، كلها عوامل ضرورية لتعزيز صمود المجتمعات في مواجهة الإرهاب».
بينما تتعلق المسألة الثالثة بضرورة التعامل مع التحديات الأمنية في الساحل من منظور يراعي المناخ، حيث «تؤدي زيادة التصحر وانخفاض هطول الأمطار إلى تقلص الموارد الغذائية والمائية، وبالتالي تفاقم النزاعات وانعدام الأمن، مما يغذي التطرف والإرهاب في المنطقة».
وفي هذا السياق، أشاد بيان الإمارات بدور «الأونواس» في تقييم الروابط بين المناخ والسلام والأمن في المنطقة، من خلال إجراء تقييمات شاملة للمخاطر وكيفية التكيف مع المناخ للتخفيف من آثاره، كما حثت على المصادقة على توصيات «إعلان COP28 بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام» وتنفيذها، لتعزيز التمويل المناخي والتخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخي، بما يشمل منطقة الساحل.