مريم بوخطامين (أبوظبي)
أكد سلطان الحجي، نائب الرئيس للشؤون العامة وعلاقات الخريجين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تعد نهجاً علمياً قائماً على الأبحاث، الركيزة التي أسهمت في تحقيق إنجازات بارزة في مختلف الجوائز والمسابقات، والتي أظهرت من خلالها مواجهتها التامة في التحديات العالمية، موضحاً أن الجامعة قدمت مساهمات ملحوظة بصفتها المؤسسة الوحيدة المخصصة لأبحاث الدراسات العليا في مجال الذكاء الاصطناعي في العالَم، حيث ينكبُّ أكثر من مئة باحث على إجراء الأبحاث التي من شأنها أن تحدث تحولاً جذرياً في المجتمع.
وبيّن الحجي حصول الجامعة على أول براءة اختراع من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية في أواخر عام 2023، لأداة للكتابة اليدوية تستخدم الذكاء الاصطناعي، وهو أحد الاختراعات المتعددة لأعضاء الهيئة التدريسية والطلاب في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والمسجلة حالياً لدى المنظمات الدولية المعنية ببراءات الاختراع. 
وتعد الجامعة الوحيدة المخصصة وقد قدّمت هذا العام العديد من المساقات الشاملة التي تتمحور حول جوانب متعددة من ريادة الأعمال، من المعرفة التجارية ومعرفة السوق المحلية، وصولاً إلى تزويد رواد الأعمال بالدعم الهندسي والتقني الذي يحتاجون إليه في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تقديم نموذج فريد عن مختبر مخصص للمشاريع. وقد منح المركز، بعد الجولة الأولى من تقديم العروض، التمويل لعددٍ من الشركات الناشئة المحلية.

وقال سلطان الحجي إن الجامعة أطلقت، خلال العام الدراسي الحالي، العديد من الخطط والبرامج الطموحة، كما عقدت العديد من الشراكات؛ وذلك بهدف تعزيز مسيرتها الأكاديمية، وتوسيع نطاق البرامج التي تقدمها لطلابها، ودفع عجلة الابتكار والنمو في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد أصبحت الجامعة تضم خمسة أقسام، وتقدّم عشرة برامج للدراسات العليا، خمسة منها للماجستير وخمسة أخرى للدكتوراه، وذلك في المجالات التالية (علوم الحاسوب، الرؤية الحاسوبية، تعلّم الآلة، معالجة اللغات الطبيعية، علم الروبوتات) 
وأشار الحجي إلى أنه لا بد من الإشارة إلى أن شهادات الدراسات العليا التي تقدّمها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ترتكز في المقام الأول على الأبحاث، وتهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة التي تتيح لهم إنجاز مشروعهم البحثي، أي الأطروحة، بنجاح وإحداث تأثير إيجابي في القطاع الصناعي عند إنهاء دراساتهم والانخراط في سوق العمل، منوهاً بأن الجامعة أطلقت البرنامج التنفيذي الخاص بها بنسختها المعززة من أجل مواكبة متطلبات سوق الذكاء الاصطناعي التي تتغيّر بوتيرة سريعة، موضحاً أن خريجي الدفعة الخامسة من البرنامج، التي تضم 44 قائداً من كبار القادة، سيعززون مهاراتهم ومعارفهم في هذا المجال من خلال المساقات الحضورية الجديدة والمساقات المعتمدة سابقاً التي تم توسيع نطاقها، مما يسهم في إرساء مجتمع يضم متخصصين وخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي في الدولة، كما يسعى البرنامج إلى دعم تطبيق مبادئ الذكاء الاصطناعي في القطاعات كافة. 
وأضاف الحجي أن النسخة الخامسة من البرنامج التنفيذي تحتفي بمبدأ المساواة بين الجنسين، إذ تبلغ نسبة الإناث المشاركات فيها 43%، وتتيح هذه النسخة للمشاركين فرصة الانضمام إلى رحلة ميدانية خارج الدولة لاستكشاف أمثلة واقعية تسلط الضوء على أبرز التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي التي توصلت إليها أهم المؤسسات التقنية على مستوى العالم، والاستفادة من أفضل الممارسات ومن الخبرات في القطاعات المتنوّعة، ولا بد من تسليط الضوء أيضاً على مركز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لحضانة وريادة الأعمال الذي أنشأته الجامعة مؤخراً بهدف مواصلة تطوير وتعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات عبر إطلاق سلسلة من المبادرات والبرامج التي تساهم في سد الفجوات في هذا القطاع، انطلاقاً من مرحلة توليد الأفكار، ووصولاً إلى تأسيس الشركات الناشئة، وقد قدّم المركز هذا العام العديد من المساقات الشاملة التي تتمحور حول جوانب متعددة من ريادة الأعمال، من المعرفة التجارية ومعرفة السوق المحلية، وصولاً إلى تزويد رواد الأعمال بالدعم الهندسي والتقني الذي يحتاجون إليه في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تقديم نموذج فريد عن مختبر مخصص للمشاريع. وقد منح المركز، بعد الجولة الأولى من تقديم العروض، التمويل لعددٍ من الشركات الناشئة المحلية.

أما معهد النماذج التأسيسية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، فيواصل إنشاء نماذج لغوية كبيرة متخصصة هي الأولى من نوعها لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماته على أرض الواقع. هذا ويعمل مركز الميتافيرس في الجامعة بكامل طاقته لترسيخ مكانتها الرائدة في تطوير التقنيات الغامرة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لاسيما في مجالات الاتصالات، والرعاية الصحية، والترفيه والتعليم، مؤكداً أن المركز من شأنه دعم الجهود التي تبذلها الجامعة لتبقى في طليعة هذا المجال الناشئ ومتعدد التخصصات، الذي يشمل الرؤية الحاسوبية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والواقع المختلط، والوسائط المتعددة، ومعالجة اللغات الطبيعية. كما أنه يَعِدُ بإحداث تأثير دائم في الأوساط الأكاديمية والصناعية كما في المجتمع، منوهاً بأنهم استقبلوا العديد من الأعضاء الجدد الذين انضموا إلى الهيئة التدريسية في مختلف الأقسام، مما ساهم في خفض نسبة الطلاب إلى أعضاء الهيئة التدريسية، لتبلغ أربعة أعضاء مقابل كل طالب، ويترأس أعضاء الهيئة التدريسية، الرائدين في مجالاتهم، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي البروفيسور إريك زينغ وعميدها البروفيسور تيموثي بالدوين. وقد أصبحت هذه «الهيئة» تضم أكثر من ستين عضواً، أكثر من نصفهم كانوا قد عملوا سابقاً في مئة مؤسسة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي في مختلف أنحاء العالم. 
وأوضح الحجي أن الجامعة بدأت هذا العام تقديم برامج جديدة في مجالَي علم الروبوتات وعلوم الحاسوب للدفعة الأولى من الطلاب الذي التحقوا بهذين القسمين، وهما قسمان أنشأتهما الجامعة إدراكاً منها لأهميتهما التي تزداد يوماً بعد يوم في عالم يشهد تطوراً سريعاً، فهي تسعى إلى تعريف الطلاب بأحدث التطورات وتزويدهم بالخبرة العملية التي تتيح لهم الانطلاق في مسيرتهم المهنية، وإتاحة الفرص البحثية لهم، في إطار تعزيز فرص التعاون عبر مختلف التخصصات، ناهيك أن برنامجي الماجستير في علوم الحاسوب وعلم الروبوتات يمتد على عامين، ويشملان تدريباً إلزامياً لمدة ستة أسابيع، في حين أن برنامج الدكتوراه يستغرق أربع سنوات، وهو يشمل تدريباً إلزامياً لمدة ثلاثة أشهر. 
ويركز البرنامجان على البحث الأكاديمي وعلى المشاركة في القطاع الصناعي من أجل تزويد الطلاب بالمهارات النظرية والتطبيقية التي تتيح لهم إحداث تأثير بارز في مجال تخصصهم في الدولة. وهذان التخصصان متاحان لمواطني دولة الإمارات والطلاب الدوليين على حدٍّ سواء، إذ تشجع الجامعة المواطنين الإماراتيين على الالتحاق ببرامج الماجستير والدكتوراه التي توفرها لهم. أما الموعد النهائي لتقديم الطلبات فهو 31 مايو، مما يتيح الوقت الكافي للطلاب المهتمين بتقديم الطلبات ومتابعة دراستهم المتقدمة في المجالات التي يختارونها. 
ونوه الحجي بأن الجامعة حصدت العديد من الجوائز المرموقة، مثل جائزة أفضل ورقة بحثية للطلاب في المؤتمر الدولي لنظرية الرؤية الحاسوبية وتطبيقاتها لعام 2023، وجائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمرات معالجة اللغة الطبيعية العربية لعام 2023، بالإضافة إلى حصولهم على أعلى المراكز في فعالياتٍ أخرى.

40 جنسية 
تضم الجامعة حالياً 272 طالباً من أكثر من 40 جنسية، من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وشرق آسيا وجنوبها وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. 


الدراسات العلمية 
أوضح الحجي أن الجامعة تعطي الأولوية لإجراء الدراسات العلمية والمشاريع البحثية الرائدة التي غالباً ما تندرج تحت إطار ثلاث ركائز أساسية هي: الرعاية الصحية والتعليم والمناخ، ففي مجال الرعاية الصحية، يركز الباحثون في الجامعة على تطوير المعارف الطبية وتحسين النتائج الخاصة بالمرضى، أما في مجال التعليم، فتُركز أبحاثها على بعض الجوانب التي تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتوفير تجارب تعلمية مخصصة. وعلى صعيد المناخ، يعالج باحثو الجامعة التحديات البيئية، ويعملون على تعزيز التنمية المستدامة عبر إجراء الأبحاث في مجالاتٍ تشمل الذكاء الاصطناعي الفعّال. 

نشر
نشر الباحثون في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي 992 ورقة بحثية، أي ما يقارب 1000، في مؤتمرات الذكاء الاصطناعي والمجلات الأكاديمية في عام 2023. ومن أبرز هذه الأبحاث 30 ورقة بحثية نشرها الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية في المؤتمر الدولي للرؤية الحاسوبية الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس في أكتوبر، و44 ورقة بحثية نشرت في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية الذي انعقد في سنغافورة في ديسمبر، و53 ورقة بحثية في المؤتمر السابع والثلاثين لأنظمة معالجة المعلومات العصبية الذي عُقد أيضاً في ديسمبر في نيوأورليانز.

فعاليات
عن أبرز الفعاليات التي تنظمها الجامعة، فقال الحجي إنها تشمل حفل التخرج الثالث الذي سيقام في 6 يونيو، وتُعد دفعة خريجي عام 2024 أكبر دفعة من الخريجين حتى الآن، مما يعكس النمو المستمر الذي تشهده المؤسسة، ويؤكد الاعتراف الدولي بها كمؤسسة رائدة متميزة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتضم هذه الدفعة أكبر عدد من الطلاب الإماراتيين، إذ حرصت على تزويد الجيل الجديد من مواطني الدولة بالمهارات والقدرات اللازمة لتحقيق الريادة في عالمٍ أصبح الذكاء الاصطناعي يحدد معالمه. وستنضم هذه الدفعة من الخريجين إلى قدامى خريجي الجامعة الذين بلغ عددهم 111 وقد أصبحوا من أبرز القادة في مجال الذكاء الاصطناعي الذين يطورون تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات.