هالة الخياط (أبوظبي)
تنفذ هيئة البيئة - أبوظبي، برامج لمراقبة مدى انتشار مجتمعات المستنقعات الملحية وظروفها الصحية، حيث تنشئ محميات بحرية في المناطق الساحلية الحرجة لحماية النظم البيئية، وتعمل على إجراء مسوحات جديدة في مواقع مختلفة لتعزيز المعرفة بالظروف البيئية والصحية للمستنقعات الملحية في جميع أنحاء إمارة أبوظبي.
وبينت «الهيئة»، أن مجتمع المستنقعات الملحية يتعرض لمجموعة من التهديدات تتمثل في أنشطة الردم وطمر النفايات بالقرب منها، والإزالة المباشرة للمستنقعات الملحية من أجل التنمية الساحلية، إلى جانب عوامل تغير المناخ وخاصة ارتفاع مستوى سطح البحر والتلوث.
وأوضحت «الهيئة»، أن أهمية المستنقعات الملحية البيئية نابعة من أنها توفر موئلاً لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية البرية والبحرية مثل أنواع مختلفة من الأسماك والطيور واللافقاريات البحرية والحشرات، حيث تعتبر المستنقعات المالحة مهمة أيضاً كموئل للكربون الأزرق، حيث تقوم بحجز الكربون في التربة.
كما تكمن أهميتها في أن المد والجزر يوفر العناصر الغذائية التي تحفز نمو النبات في المستنقعات الملحية، ويوفر المواد العضوية التي تغذي الأسماك والكائنات الساحلية الأخرى، إضافة إلى أنها تعزز جودة سطح التربة الجيدة.
وأفادت الهيئة، أن المستنقعات الملحية في أبوظبي تغطي حوالي 47.8 كم مربع، وتنمو مجتمعات المستنقعات الملحية على سطح مرتفع أعلى وداخل مناطق المد والجزر ومرتبط بين أشجار القرم.
وتمتاز المستنقعات الملحية بأنها تتكيف مع درجات حرارة الهواء والماء المتقلبة، وتتحمل الملح من 41-50 جزءاً من الألف.
وتتكون المستنقعات الملحية من الطين العميق والخث. ويتكون الخث من مادة نباتية متحللة، غالباً ما يكون سمكها عدة أقدام، مشبعة بالمياه، مملوء بالجذور واسفنجية للغاية، وتحتوي المستنقعات الملحية على مجتمعات نباتية ساحلية تتحمل الملوحة، ومن أبرز النباتات التي تنمو فيها هالوسينيمام، وآرثروسينمام، وتنمو هذه النباتات أو الشجيرات الملحية في السواحل الأكثر جفافاً وغالباً ما ترتبط بالنظم البيئية لغابات القرم.
وكانت هيئة البيئة – أبوظبي وشركة توتال للطاقات في الإمارات وقعت في أكتوبر الماضي اتفاقية بشأن مبادرات لإدارة الموائل الساحلية لتعزيز المرونة في مواجهة تغير المناخ، بحيث تتعاون مؤسسة توتال للطاقات مع الهيئة لمواجهة التحديات وتحديد الاحتياجات في مختلف المجالات مثل عزل الكربون، والحلول القائمة على الطبيعة، بالإضافة إلى تحسين التربة وجودة الهواء وأشجار القرم والأعشاب البحرية، ونمو وإنتاجية المستنقعات الملحية.