هزاع أبوالريش (دبي)

تضمنت الجلسات المصاحبة لفعاليات منتدى الإعلام العربي، جلسة نقاشية تحت عنوان: «الإعلام الوطني.. قيم وممارسات»، شارك فيها كل من: د. حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، والإعلامي محمد الملا، ممثلاً عن «ديوان الملا»، والكاتبة سوسن الشاعر، وأدار الجلسة الإعلامي أحمد اليماحي.
وأشار الدكتور حمد الكعبي، من خلال مشاركته، إلى أن كلمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أثناء افتتاح إذاعة أبوظبي في يوم الثلاثاء 25 فبراير عام 1969، اختزلت كل القيّم وكل الأخلاق وكل المعاني السامية للارتقاء بمهنية الإعلام، حيث قال المغفور له الشيخ زايد في حينها: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إنني أشعر بالسعادة، وأنا أوجه كلمتي هذه إليكم، وذلك بمناسبة افتتاح إذاعة أبوظبي، وأنا واثق أنكم تشعرون نفس الشعور، وتحسون نفس الإحساس، ويجب أن تهتم هذه الإذاعة بالمعاني الإسلامية، والقيم الأخلاقية الأصيلة، والتقاليد التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، فنحن أمة عربية إسلامية فيجب علينا أن نتمسك بالإسلام ونعلمه لأبنائنا.. إلخ». 
وأوضح د. الكعبي، أن في هذه الافتتاحية البسيطة فلسفة مهنية عميقة، ورسالة إعلامية عظيمة قدمها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عن الفكرة الإنسانية وما يحمله الإعلام من دور رفيع في تبني مسألة القيم المجتمعية والعادات التي تعتبر جزءاً مهماً من الهوية الوطنية.
وتابع: فالإعلام الوطني يجب أن يضع رسالة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نصب عينيه، لتكون الاستراتيجية الإعلامية أكثر وضوحاً ودقة واحترافية، عالية المستوى والمضمون المهني.
وأكد الكعبي أن إعلامنا في الوقت الراهن حاضر في المشهد الوطني بقوة، لما يحمله من مسؤولية كبيرة، واضعاً رؤى القيادة الرشيدة، ورؤية الوطن في عين الاعتبار، وهذا ما جعل الإعلام اليوم يكون في صلب الحراك الوطني مواكباً كل الظروف والتحديات والتوجهات التي ترنو إليها الدولة وتتطلع إليها قيادتها الرشيدة، ومن هنا يكون مسار الإعلام صحيحاً، وواضحاً، وذا منهجية سليمة بكل قواعدها وأسسها المهنية.
واختتم الكعبي، قائلاً: إن جميع المؤسسات الإعلامية في الدولة، سواء كانت تقليدية «صحفية، تلفزيونية، إذاعية» أو حديثة «رقمية»، أصبحت مصانع لإنتاج المحتوى، إثراءً ووعياً وثقافةً ومعرفة.
وأشاد محمد الملا، بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، للإعلام ومؤسساته، وبإدارة دبي للأزمات، وتجاوز التحديات، ولفت إلى سرعة التعامل بكفاءة مع تقلبات الأحوال الجوية مؤخراً، حيث عادت الحياة إلى طبيعتها سريعاً في الإمارة.
وأعرب محمد الملا عن إعجابه بالمغرد الإماراتي، وما يحمله من فكر وثقافة ووعي يؤهله لأن يصد ويرد على أي هجمات مغرضة تأتي من الخارج إلى الداخل، فهناك من يشكل رادعاً وطنياً أمام الحاقدين، في مواقع التواصل الاجتماعي، وما نلاحظه اليوم يجعلنا نسعد ونفتخر ونعتز بوجود مثل هؤلاء الأبطال الذين يؤمنون بوطنهم وقيادتهم الرشيدة، مؤكداً أن مواقع التواصل الاجتماعي بحاجة إلى شخصيات تدرك طبيعة دورها ورسالتها وما الذي تستطيع أن تقدمه لخدمة وطنها ومجتمعها والإنسانية.
وبيّنت الكاتبة سوسن الشاعر، خلال مشاركتها، أنه في البداية يجب أن ندرك ما هو الإعلام الوطني؟ إذ هو عبارة عن كل إعلام يصب جهده في خدمة الدولة ومصالحها واستراتيجيتها وتوجهاتها، وهذه عبارة لا تنحصر في ما يقدمه المواطنون أبناء الدولة فقط، وإنما تشمل كل فرد سواء كان داخل الدولة أو خارجها، ويعزز من دورها ومكانتها عاكساً جهدها المبذول في خدمة الإنسانية، فما يقدمه إعلام وطني بامتياز. 
ولفتت إلى أن هناك مسألة تكاملية في ظل التطورات التقنية التي نشهدها اليوم وهذه الطفرة الرقمية ربما تكون صحية وتصب في خدمة الإعلام التقليدي، فالأول قوة الحضور والمصداقية والوضوح، والآخر سرعة الوصول والانتشار إلى أكبر عدد ممكن في وقت قصير، فإن تكللت الجهود الإعلامية بأن تكون الوسيلتان تصبان في نهرٍ واحد وهو نهر الوطن، فهنا تتحقق رؤية الإعلام الوطني الحقيقي، ويكون إعلاماً ذكياً قادراً على صياغة مشهد إعلامي متوازن ومؤثر.