أبوظبي (وام، وكالات)
أدانت دولة الإمارات واستنكرت بشدة، الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام للنازحين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء.
وشددت وزارة الخارجية، في بيان لها، على أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، مشيرة في هذا الصدد إلى أهمية الالتزام بتنفيذ التدابير الواردة في القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية مؤخراً بشأن مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، وما يتسبب به ذلك من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وضرورة إبقاء معبر رفح مفتوحاً لدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
وطالبت الوزارة، بتضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد في كافة أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة، والتخفيف من الوضع الإنساني الكارثي والخطير الذي يعيشه المدنيون في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، وضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة بشكل عاجل ومستدام.
ومساء أمس الأول، قتل أربعون شخصاً على الأقل وجرح العشرات، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف مخيماً للنازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب مدينة رفح، وفق مصادر بالدفاع المدني في قطاع غزة.
ويقع المخيم ضمن حدود أعلن الجيش الإسرائيلي مسبقاً أنها آمنة، ودعا النازحين إلى التوجه إليها، ولم يصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها، وتأتي المجزرة بعد يومين من قرار محكمة العدل الدولية إيقاف الهجوم العسكري الإسرائيلي في رفح فوراً.
وفي وقت سابق أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن مئة ألف شخص نزحوا الى هذه المنطقة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية في رفح استقبل تدفقاً من الجرحى الذين يبحثون عن علاج من إصابات وحروق، مضيفة أن «فرقنا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح».
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن «ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة هو تحدّ لجميع قرارات الشرعية الدولية»، متهمة القوات الإسرائيلية بـ«استهداف خيام النازحين في رفح بشكل متعمد».
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي من جهته إنه قتل في القصف قياديين ينتمون للفصائل الفلسطينية، لافتاً إلى أنّه على علم بتقارير تفيد بتضرّر مدنيين.
وأدانت دول عربية وأوروبية، القصف الإسرائيلي على مخيم النازحين في رفح، مطالبة بتدخل دولي لوقف الحرب على غزة.
وأعربت السعودية، في بيان للخارجية، عن «إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات» للاستهداف، واعتبرته «استمراراً لمجازر قوات الاحتلال الاسرائيلي».
وأهابت بـ«المجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني».
واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أن ما حصل «تحد صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
بدورها، اعتبرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، هذا الحدث المأساوي «إمعاناً في مواصلة استهداف المدنيين العزل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة»، مطالبة إسرائيل بـ«الامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية».
من جانبها، قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن الهجوم العسكري الأحدث الذي تشنه إسرائيل على رفح يعقد جهود الوساطة الجارية ويعيق الوصول لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان أن ما تقوم به القوة القائمة بالاحتلال ضد العزل يكشف وبشكل واضح ارتكابها وأمام العالم أجمع لإبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة.
أعربت سلطنة عمان عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستمرار العدوان الإسرائيلي في غزة، وللاستهداف الأخير لمخيم نازحين في رفح بقطاع غزة.
كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات المجزرة البشعة بحق المدنيين الفلسطينيين في مدينة رفح.
وقالت جامعة الدول العربية: «نقدم هذه الجريمة الجديدة للمحاكم الدولية حتي يتعزز لدى هيئاتها ملف الأدلة التي تستوجب أن يكون المسؤولون عن هذه الجرائم مطلوبين فعلياً للعدالة الدولية».
وأكد البرلمان العربى أن الاحتلال تجاوز كل القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية.
دولياً، قالت إيطاليا أمس في أحد أقوى انتقادات روما للعملية العسكرية الإسرائيلية إن الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة لم تعد مبررة.
ووعد الرئيس التركي بأن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، غداة الضربات على رفح.
وطالب وزير خارجية إسبانيا، نظراءه الأوروبيين برفع الصوت لدعم القانون الدولي بعد مجزرة إسرائيل بحق نازحين فلسطينيين.
وقال الرئيس الفرنسي إن الغارات الإسرائيلية التي قتلت عدداً كبيراً من النازحين في رفح «أثارت غضبي»، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار.
قال رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس، إن قصف مخيم نازحين فلسطينيين في رفح «مروع» ويثير تساؤلات جدية حول القانون الدولي.