هالة الخياط (أبوظبي)

تنفذ إمارة أبوظبي برنامجاً شاملاً لتسجيل الأنواع الجديدة من الكائنات البرية والبحرية، وتعمل على تقييم حالة الحماية لكل منها، في إطار سعيها بشكل متواصل إلى حماية التنوع البيولوجي وتحديد الأنواع المهددة بالانقراض في المنطقة، حيث بلغ عدد الأنواع المسجلة في الإمارة 3453 نوعاً، وأقل من 2% من الأنواع مصنفة على أنها «مهددة بالانقراض» ضمن فئات القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وتعتبر إمارة أبوظبي من المدن الرائدة في مجال الاستدامة، مستلهمة خططها وبرامجها من الرؤية الشاملة لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي عززت مكانتها وريادتها عالمياً في مجال الاستثمار من خلال المبادرات القائمة على المعرفة، التي تحافظ على البيئة وتضمن مستقبلاً مستداماً للأجيال القادمة.
وفي اليوم الدولي للتنوع البيولوجي الذي صادف أمس الأول ، تسعى هيئة البيئة – أبوظبي لتحقيق مستوى مثالي من الاستدامة البيئية، من خلال وضع خطط عمل وبرامج لحماية التنوع البيولوجي وتقييم حالة الأنواع والمؤشرات، بما يعود بالتأثير الإيجابي على جودة الحياة والتنوع البيولوجي في الإمارة، الأمر الذي سيساهم في توفير بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.
ووفقاً لمؤشر التنوع البيولوجي للمدن في إمارة أبوظبي، فقد تم رصد الأنواع في مدينتي أبوظبي والعين والتي تتمثل في 367 نوعاً من الطيور، و231 نوعاً من النباتات، و302 نوع من اللافقاريات، و25 نوعاً من الزواحف والبرمائيات، و15 نوعاً من الثدييات.
وكانت مدينة أبوظبي أول مدينة في المنطقة تنضم إلى 39 حكومة من حكومات المدن من جميع أنحاء العالم في تطبيق مؤشر سنغافورة للتنوع البيولوجي في المدن، لتكون الأولى في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، الأمر الذي يعتبر إنجازاً كبيراً للهيئة يضاف للإنجازات التي حققتها في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي، ويؤكد على نجاح جهودها للارتقاء بالوظائف الحيوية للأنظمة البيئية، والتي تُعد إحدى المُؤَشرات الرئيسة الدالة على جودة الحياة ورفاهية الإنسان، فضلاً عن أهمية ودقة البيانات التي جمعتها الهيئة على مدى السنوات الماضية.
وفي عام 2023 تابعت «الهيئة» الحوادث المتعلقة في الحياة البرية والاستجابة لطلبات الحصول على معلومات حول التنوع البيولوجي البري، واستجابت لـ 44 طلباً، حيث احتلت الطيور والغزلان المصابة المرتبة الأولى، فيما جاءت طلبات الحصول على معلومات بشأن المناطق المحمية في المرتبة الثانية.
ومن الجهود التي تنفذها الهيئة لتحقيق الحماية للتنوع البيولوجي أطلقت تقرير القائمة الحمراء للأنواع المهددة، وتقرير مؤشر التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية، وتمكّنت من إعادة توطين بعض الأنواع المهددة بالانقراض، مثل المها العربي والمها أبو حراب وغزال الداما ومها أبو عدس. وفي عام 2023، فازت أبوظبي بجائزة عالمية لبرامج إعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية، وتم إدراج جزيرة بوطينة ضمن قائمة اليونسكو لعجائب الطبيعة، معبرةً عن جهودها في الحفاظ على المحميات الطبيعية.
فيما يخص التنوع البيولوجي البحري، واصلت هيئة البيئة – أبوظبي جهودها لحماية البيئة البحرية في إمارة أبوظبي من خلال مبادرات استعادة الأنواع، وجمع بيانات مصايد الأسماك، ومشاريع استزراع الأحياء المائية وتدشين سفينة أبحاث جيون.
وتتميز إمارة أبوظبي بإدارتها لأكبر عدد من المحميات الطبيعية في المنطقة العربية، حيث تغطي تلك المحميات 30.88% من مساحة الإمارة الكلية. وتسعى الإمارة أيضاً للحصول على الاعترافات الدولية لأنظمة إدارة المحميات البرية والبحرية من خلال الالتزام بالمعايير الدولية، كما تدير 519 غابة بمساحة 200000 هكتار، والتي تشكل 2.9% من مساحة الإمارة الكلية. 
وتعمل الإمارة على توثيق البيانات البيئية وإتاحتها للجمهور من خلال التطبيقات الذكية والأدوات التثقيفية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز برامج الأبحاث البيئية، حيث تم اكتشاف 20 نوعاً جديداً من الكائنات الحية. وتحرص الإمارة على إضفاء اللمسة الجمالية على المدن والتجمعات السكانية، الأمر الذي يشجع السياحة البيئية في أبوظبي.