أبوظبي (وام)

ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، الاجتماع الدوري للمجلس الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي «عن بعد»، وذلك لمتابعة جهود المؤسسات والجهات المعنية في النهوض بالتعليم ومخرجاته مما يلبي احتياجات الدولة، ويعزز مكانتها كمركز رائد للتميز الأكاديمي. وسلط سموه الضوء بشكل خاص على أهمية تكثيف الجهود المبذولة من أجل النهوض بمستوى التحصيل الدراسي، ورفع كفاءات الكوادر التدريسية إلى جانب تعزيز الشفافية والوضوح في نقل صورة واضحة ومكتملة عن مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة، بالإضافة إلى الاهتمام بدعم مهارتهم في اللغة العربية لدورها الفاعل في الحفاظ على الهوية الوطنية والتفوق في أساسيات المواد الأخرى التي تعزز مسيرتهم المهنية، بما فيها الرياضيات واللغة الإنجليزية.
وقال سموه: «إن توجهاتنا الاستراتيجية لقطاع التعليم تهدف إلى تعزيز مستقبل الدولة وتنافسيتها في مختلف المجالات عبر خلق جيل نزيه ومتمكّن بالمعرفة والمهارات المتقدمة، لذلك نؤكد على أهمية دور المؤسسات التعليمية والقيادات المدرسية والكوادر التدريسية في تطبيق أعلى معايير الشفافية لنقل صورة دقيقة توضح لأولياء الأمور مستويات التحصيل الدراسي لأبنائهم وبناتهم ومتابعة تقدمهم بما يواكب تطلعاتنا ويلبي طموحاتنا ويدعم اقتصادنا الوطني».

تحقيق الأهداف
من جانبها، أكدت سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، نائب رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، أهمية العمل على تطوير رؤية مشتركة لقطاع التعليم بالتنسيق مع الجهات المعنية للاستجابة لأبرز التحديات في القطاع. 
وقالت سموها: «سيتطلب الارتقاء بمستوى المدارس وتحسين التحصيل الأكاديمي لطلبتنا أن نعمل معاً لتحديد الأولويات الجوهرية، وأن نعزز من التعاون المشترك بين كافة المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والطلبة والمعلمين والقيادات المدرسية، بحيث يساهم الجميع في تحقيق الأهداف الأساسية وإحراز التقدم المتوائم بما يشمل كافة عناصر المنظومة التعليمية». 
وعقد الاجتماع بحضور معالي الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي الدكتور عبدالرحمن بن عبد المنان العور وزير الموارد البشرية والتوطين، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي سارة عوض عيسى مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر، ومعالي جاسم بوعتابة الزعابي رئيس دائرة المالية في أبوظبي، وهاجر الذهلي أمين عام مجلس التعليم والموارد البشرية، وعائشة عبدالله ميران مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، والدكتورة محدثة يحيى الهاشمي رئيس هيئة التعليم الخاص الشارقة.

الارتقاء بالتحصيل
من جانبه، استعرض معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم مقترحاً لطرح تقييم للغة العربية لطلبة الصف الأول في المدارس الحكومية والخاصة في الدولة، والمخطط تطبيقه بدءاً من العام الدراسي 2024-2025.
وسيشمل هذا التقييم الوطني قياساً واسعاً لمهارات اللغة العربية المكتسبة عند كافة الطلبة الناطقين بها عند التحاقهم بالصف الأول الابتدائي، وذلك بغرض الحصول على بيانات حول درجة امتلاكهم للمهارات والقدرات الأساسية لتعلم اللغة، حيث سيتم توظيف نتائج التقييم لخدمة صناع القرار، والمدارس، والمعلمين وأولياء الأمور، وسيجري تطبيق هذا التقييم خلال الأسابيع الثمانية الأولى من التحاق الطلبة بالصف الأول.
كما استعرضت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة رئيسة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، خلال الاجتماع تحليلاً ودراسة لنتائج اختبارات الفصل الدراسي الثاني للعام الأكاديمي 2023-2024 لطلبة المدارس الحكومية، وأبرز الدروس المستفادة، وعمليات التدخل التي تقوم بها المؤسسة للاستمرار في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي للطلبة. 
وأوضحت معاليها، أن المؤسسة تقوم وبشكل مستمر بدراسة نتائج الطلبة على مدار الفصول الدراسية الثلاثة بهدف التعرف على مستوياتهم الفعلية، ووضع خطط دعم لهم من أجل الارتقاء بتحصيلهم الأكاديمي وفق أفضل الممارسات. كما ألقت معاليها الضوء على عدد من المخالفات للموظفين والطلبة خلال فترة الاختبارات في المدارس التي تم رصدها من قبل فريق المؤسسة، والتي يبلغ عددها 247 مخالفة بما فيها تسريب أجوبة الاختبارات، إلى جانب أعداد الغش خلال الاختبارات البالغ عددها 802. 
ويأتي ذلك في إطار حرص المؤسسة على تعزيز قيم الشفافية في المجتمع التربوي والتصدي لأي تحديات قد تحول دون ذلك، داعيةً الجميع إلى ضرورة التعاون والالتزام في تطبيق القانون الخاص بالغش، وذلك مراعاة لمصلحة الطلبة ولضمان تقديم الدعم اللازم لهم من خلال التعرف على مستويات تطورهم الأكاديمي بشكل دقيق وحاسم بعيداً عن أية محاولات للتضليل باتباع أساليب مثل الغش وغيرها.

مصفوفة الأنشطة اللاصفية
استعرضت معالي سارة بنت يوسف الأميري مصفوفة الأنشطة اللاصفية المطبقة في المدارس الحكومية، التي يستفيد منها أكثر من 150.000 طالب وطالبة، موضحةً أثر هذه الأنشطة في الارتقاء بتحصيل الطلبة المعرفي وبناء مهاراتهم، حيث تقوم المؤسسة بقياس أثر هذه الأنشطة على الطلبة بشكل مستمر.
وأكدت معاليها، أهمية برامج الأنشطة اللاصفية ودورها في مساعدة الطلبة على اكتشاف مهاراتهم وصقلها، ما من شأنه أن يدعم مسيرتهم التعليمية ويرفع من قدراتهم، إلى جانب دورها في تنمية مهاراتهم بشكل منهجي مدروس، مشيرةً إلى أن المؤسسة تعمل دوماً على تجديد وتحديث برامج الأنشطة لديها بما يتناسب مع مستهدفاتها التربوية والتعليمية.
واستعرضت معاليها خلال الاجتماع مستجدات بعض مشاريع المؤسسة بما فيها «مشروع مدرسة فريجنا» وهو مشروع تعليمي وتربوي سيتم إطلاقه خلال الفترة القادمة يهدف إلى التوظيف الأمثل لأوقات الفراغ واكتشاف المهارات الابداعية لدى الطلبة وتنمية مواهبهم بشكل مدروس، ومن ثم توجيههم ورعايتهم ضمن مسارات نمو متكاملة باستخدام أحدث التقنيات، وذلك بتحويل عدد من المدارس الحكومية إلى مراكز أنشطة متعددة تستقطب الطلاب خارج ساعات الدوام المدرسي.