رضا سليم (دبي) 
نعت المؤسسات الرياضية والهيئات والاتحادات والأندية المغفور له الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، وتوشحت المواقع والحسابات الرياضية على مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد لرحيل فارس من فرسان الرياضة الإماراتية، حقق الكثير من الإنجازات المحلية والخارجية، مع اهتمامه، رحمه الله، بالرياضات التراثية، وخاصة أنه تعلم في مدرسة جده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ووالده المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وهي المدرسة التي رفعت شعار الحفاظ على تراث الأجداد من الاندثار وتشجيع الأجيال الجديدة على التمسك بالتراث بكل أشكاله من أجل أن يظل هذا التراث دائماً جزءاً من نسيج المجتمع الإماراتي.
ترجل الفارس هزاع بن سلطان عن صهوة جواده، بعد أن حقق إنجازات مشهودة في هذا المضمار، وكان فارساً لا يشق له غبار، وتصدر المشهد في سباقات القدرة بعدما قاد خيول إسطبلات ورسان إلى المجد ومنصات التتويج. كما شارك في العديد من بطولات العالم للقدرة، ولم يقتصر الأمر على المشاركة، والإبداع في الميادين، بل أيضاً امتد إلى الدعم والمساندة والتشجيع لكل ما يخص رياضة الفروسية، من خلال الحضور في السباقات وتكريم الفائزين وتشجيع الصغار على المواصلة، والاهتمام بالخيول التي تمثل جزءاً أصيلاً من تراث الوطن.

وكانت قرية بوذيب العالمية للقدرة بالختم شاهدة على كل ما قدمه المغفور له الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حيث سبق له حضور سباقات الشباب والناشئين ضمن سباقات كأس نادي تراث الإمارات للقدرة التي نظمها نادي تراث الإمارات بالتعاون والتنسيق مع اتحاد الإمارات للفروسية، وسباق القدرة الدولي المفتوح، والمصنف دولياً بفئة 3 نجوم، وعدد كبير من السباقات المحلية والدولية. 
ولم يكن غريباً أن ينضم المغفور له الشيخ هزاع بن سلطان إلى «نواخذة البحر»، ويشارك في سباقات المحامل الشراعية، ومن ذلك المشاركة في فعاليات سباق كأس صاحب السمو رئيس الدولة للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً، ولم يقتصر الأمر على المشاركة، بل شمل أيضاً تتويج الفائزين في السباق الذي شارك فيه نحو ألفي بحار ونوخذة، على متن 98 محملاً، بينهم عدد كبير من البحارة الشباب في إطار التشجيع لهذا القطاع من البحارة للمشاركة في المنافسات القوية ذات المسافة الطويلة، وحفاظاً على تواصل هذه الرياضة التراثية عبر الأجيال في إطار مفرداتها التقليدية.
وكانت المشاركة بمثابة تأكيد على اهتمام المغفور له الشيخ هزاع بن سلطان بالتراث البحري، إلى جانب الدعم والمساندة لكل المشاركين، بالإضافة إلى سباقات القوارب خاصة سباق أبوظبي لقوارب التجديف لمسافة 40 قدماً الذي ينظمه نادي تراث الإمارات.
وامتدت إسهامات المغفور له الشيخ هزاع بن سلطان أيضاً إلى ميادين الهجن من خلال المشاركة في كل السباقات خاصة الختاميات، ونجح في الوصول للصدارة بعدما قدم الكثير من المطايا من خلال «العزبة الذهبية» للمشاركة في السباقات، داخلياً وخارجياً، وكانت هذه المطايا معروفة على مستوى الخليج، وهو ما يعد تأكيداً على الاهتمام الكبير بالتراث من كل النواحي، بالإضافة إلى حضوره الدائم لكل مهرجان منها مزاينة سويحان، ضمن مهرجان الظفرة الذي يقام في ميدان الشيخ سلطان بن زايد للتراث بسويحان بتنظيم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بالتعاون مع نادي تراث الإمارات.

نادي تراث الإمارات
دور المغفور له الشيخ هزاع بن سلطان في دعم نادي تراث الإمارات واضح ومشهود، فقد كان «مهندس التراث»، الذي يخطط للكثير من الأحداث الثقافية والتراثية ويبحث عن الجديد في عالم التراث من أجل تحقيق أهداف النادي واستراتيجيته التي ترفع شعار المحافظة على تراث دولة الإمارات، وتثقيف الأجيال بتراث الآباء والأجداد، وتنظيم وتطوير الأنشطة المتعلقة بتراث الدولة، ونشر الوعي الفكري والثقافي لتعميق الحس الوطني لدى الأجيال.