لمياء الهرمودي (أبوظبي)
نظمت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أمس، يوماً مفتوحاً بمقرها في أبوظبي لأولياء أمور وأسر أصحاب الهمم بمناسبة يوم الإمارات الطبي تحت شعار «بناء مجتمع شامل ومتكافئ». وتم خلاله عرض المبادرات البحثية والخدمات المقدمة في مجال الرعاية الصحية المتخصصة لذويهم، وبرامج عمل دعم الأسرة وجودة الحياة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع عدد من شركائها الإستراتيجيين، وهم كلية الطب بجامعة الإمارات، ومركز أبوظبي للصحة العامة، ومركز فقيه الطبي، والمستشفى التشيكي لإعادة التأهيل، ومركز ريادة، ومركز برلين الطبي، ومركز ميديكلينك.
وأكد عبد الله الحميدان الأمين العام للمؤسسة أن هذا الحدث يوفر فرصة رائعة لأولياء أمور أصحاب الهمم من منتسبي المؤسسة وغيرهم للتواصل المباشر مع الأخصائيين والأطباء في مجال الرعاية الصحية، وطرح الأسئلة وتبادل الأفكار معهم في مجال الرعاية الصحية لذويهم، مشيراً إلى أن المؤسسة تسعى لتعزيز الوعي الصحي وتوفير الدعم المناسب لصحة ورفاهية أبنائنا، وتسليط الضوء على بيئة رعاية صحية مصممة لتلبية الاحتياجات والقدرات المميزة لأصحاب الهمم وعائلاتهم، وفي الوقت نفسه تعمل لدفع التقدم في المعرفة والمنهجيات من خلال جهود البحث والتأييد.

التثقيف الصحي
وأشاد باستجابة كافة شركاء المؤسسة من مقدمي الرعاية الصحية والخدمات الطبية المتخصصة بالمشاركة في هذا اليوم، بغرض تحسين إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية لأصحاب الهمم وعائلاتهم، وتعزيز التثقيف الصحي ونشر الوعي في المجتمع بشأن احتياجات وحقوق أصحاب الهمم، إضافة إلى دعم وتعزيز الرعاية الطبية الشاملة التي تشمل مجموعة واسعة من التخصصات لتلك الفئات، وضمان توفر الخدمات الصحية بتكلفة مناسبة والشمولية لجميع فئات المجتمع، بما في ذلك أصحاب الهمم، وتعزيز التعاون والشراكات مع مقدمي الخدمات الصحية المحليين والجهات الحكومية والمنظمات ذات الصلة لتعزيز خدمات الرعاية الصحية لأصحاب الهمم.

الرعاية المتخصصة
ويهدف عرض خدمات الرعاية المتخصصة في اليوم المفتوح إلى تقديم خدمات صحية متخصصة توفر رعاية شاملة ومتكاملة لأصحاب الهمم، وتطوير برامج فردية مخصصة تستجيب لاحتياجات كل فرد بناءً على نوع ومدى هممه، وتوفير خدمات التأهيل الطبي والعلاج الطبيعي والتخاطب والسمعي البصري، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لأصحاب الهمم وأسرهم، بما في ذلك التوجيه والمشورة.
وفي شأن المبادرات البحثية في مجال الرعاية الصحية لأصحاب الهمم تعمل المؤسسة على تعزيز البحث في مجال الصحة والهمم لتحسين الفهم لاحتياجات وتحديات أصحاب الهمم، وتشجيع الدراسات التي تستكشف أفضل الممارسات والتقنيات لتحسين الكشف المبكر والتدخل المبكر، ودعم الأبحاث التي تركز على التقنيات الطبية الجديدة والابتكارات في مجال أصحاب الهمم والتأهيل.

جودة الحياة
وحول برامج عمل دعم الأسرة وجودة الحياة، تعمل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم لتنظيم ورش عمل تثقيفية لأسر أصحاب الهمم لتعزيز فهمهم لاحتياجات أبنائهم وكيفية تقديم الدعم المناسب، وتوفير برامج تأهيلية للأسر تهدف إلى تعزيز مهارات الرعاية والتفاعل مع أبنائهم أصحاب الهمم، وتوفير دعم نفسي واجتماعي لأفراد الأسرة لمساعدتهم على التعامل مع التحديات اليومية التي تواجههم في رعاية ذويهم أصحاب الهمم.

الدعم الطبي
وأعرب عدد من الأطباء والمختصين بالمجال الطبي في يوم الطب الإماراتي، عن امتنانهم للدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة للأطباء على أرضها وللقطاع الطبي بشكل عام، بمختلف التخصصات خاصة في مجال الدعم الطبي لأصحاب الهمم وللدراسات التي تجرى في هذا المجال.

وأكدت الدكتورة فاطمة الظاهري مدير إدارة الرعاية الصحية في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم على أن مجال الطب في الدول من أكثر المجالات التي تحصل على دعم كبير من قبل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، حيث تم تدشين العديد من الجامعات والكليات المتخصصة في هذا المجال، كما تم تطويرها لتخريج خرجين مؤهلين للعمل في هذا القطاع وفي مجتمعاتهم وهم على دراية كافية بمتطلبات المجتمع واحتياجاته، وبكيفية تأهيل الأفراد فيه بشكل متكامل من الناحية الصحية والعلاجية.
وقالت: نحن في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم كأطباء متخصصين نسعى لخدمة جميع أبنائنا من أصحاب الهمم وتوفير الدعم لأوليائهم أيضاً، كما نقدم العلاج الطبي التأهيلي، والذي يتمثل بالعلاج الفيزيائي والوظيفي وعلاج النطق، فضلاً عن العلاجات الأخرى التأهيلية والمتطورة التي ذاع صيتها حديثاً على مستوى العالم، ومن أبرزها العلاج بركوب الخيول وهي طريقة علاجية تأهيلية تفردت فيها الدولة بصورة مميزة، بالإضافة إلى العلاج المائي والعلاج عن طريق استخدام الأجهزة الذكية. 
وأكدت على أن الطبيب الإماراتي يعمل مع زملائه في كافة المجالات في القطاعات المتنوعة بهدف دعم عجلة التطور، وتمكين الدولة لتصل لأعلى المراتب عالمياً، وهذا يتحقق بفضل الدعم الدائم والمستمر من قبل قيادتنا الرشيدة لأبنائها.

طب المجتمع
أكدت الدكتورة خديجة عيسى البلوشي تخصص طب مجتمع قائلة: نحن كأطباء مواطنين في دولة الإمارات ندين بالفضل إلى قيادتنا الحكيمة التي تعي تماماً أهمية دور الأطباء في المجتمع، وبعد جائحة كوفيد ارتأت القيادة الرشيدة أهمية طب المجتمع، ودوره الكبير في تعزيز الصحة المجتمعية.
وقالت: حثت القيادة الرشيدة الأطباء المواطنين للتخصص في طب المجتمع وأن تكون لهم بصمة واضحة في هذا المجال، وبأهمية تفعيل أدوار الفئات المتباينة بالمجتمع وبالأخص أصحاب الهمم، ليكونوا عناصر فاعلة ومنتجة في المجتمع، ما يرفع من المستوى الاجتماعي والثقافي والإنتاجي في المجتمع، ويعتبر تخصص طب المجتمع من التخصصات الحديثة والمهمة، وهي لا تقل أهمية عن بقية التخصصات الطبية، وأتمنى من الأطباء والخريجين الجدد التوجه والتخصص في هذا المجال لأهميته، وقد تبين ذلك وبشكل كبير في فترة الجائحة التي مررنا بها، فقد كان له إسهامات واضحة في السيطرة في فترة الوباء أو في ظروف الطوارئ التي قد تطرأ في المجتمع والحصول على الاستجابة، والنتائج بشكل سريع.

المجالات الطبية
أكدت الدكتور مروة الحمودي، أخصائية طب النساء والولادة مع شغف في مجال الخصوبة والعقم، على أن الدولة لم تدخر أي جهد في دعم القطاع الطبي والأطباء المواطنين وكل من يعيش على أرض هذه الدولة من متخصصين في المجال الطبي. وقالت: نحن نتوجه بالشكر الجزيل لحكومتنا الرشيدة والتي فتحت أمام أفراد المجتمع أبواب الفرص في التخصص في المجالات الطبية المختلفة وفي مجال البحوث الطبية التخصصية، إذ إن تمكين الإماراتيين ودعمهم في دراسة التخصصات الطبية المتنوعة، فضلاً عن توفير الوظائف لهم، له دلالة كبيرة على مدى اهتمام الحكومة ورعايتهم لهذا المجال بشكل كبير، خاصة وأننا نشهد ارتفاعاً في عدد الأطباء المتخصصين في مجال طب النساء والولادة.
وأضافت: ومن أهم المجالات التي تدعمها الدولة طب الإخصاب والذي يعتبر من التخصصات المهمة والتي تحتاج إلى اهتمام، والدولة حريصة في جانب دعم هذا التخصص حيث إن الإخصاب يعتبر من الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها من خلال توفير مراكز الخصوبة وتوفير الكفاءات وتدريبها، ووضع القوانين التي تنظم الممارسات بشكل إيجابي للوصول بالمجتمع إلى تجاوز تحديات العقم والتحديات الوراثية التي تحصل في بعض العائلات والوصول بها إلى مستوى من الرخاء والاستقرار الأسري.

كادر طبي
قالت الدكتورة نادية عكاوي أستاذ مساعد بقسم الوراثة الطبية بجامعة الإمارات: الدولة تدعم مجال الأبحاث الطبية بشكل كبير وقوي، وهي تهتم بالأبحاث الوراثية من خلال إطلاق برنامج الجينوم الإماراتي والعديد من الأبحاث الأخرى، والتي توفر عملية الكشف المبكر في مجال الأمراض الوراثية، والذي يحتاج إلى كادر طبي مدرب مؤهل من مواطنين ومقيمين كي يستطيعوا أن يخدموا الوطن، من خلال هذه المشاريع التي تعلن عنها الدولة. كما أن برامج الماجستير التي تطرحها الجامعة في هذه التخصصات تسهم بشكل فعال في تأهيل وتدريب كوادر طبية متخصصة في مجال علم الوراثة والجينات، خاصة وأن أصحاب الهمم وذويهم يحتاجون إلى عمل خطة واضحة ومدروسة لاكتشاف أسباب المرض من خلال هذه الدراسات والأبحاث. وأضافت: نحن نشكر القيادة الحكيمة، ونتمنى أن يكون هناك دعم أكبر في مجال التخصصات في المجالات الوراثية وتأهيل الكوادر المتخصصة لمواجهة التحديات التي قد تواجه المجتمع في مجال الأمراض الوراثية.