طه حسيب (أبوظبي) 
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أمس، حفل تخريج 60 متدرباً من منتسبي الدفعات الثانية والثالثة والرابعة والخامسة من برنامج «الباحث الاستراتيجي- المرحلة التأسيسية»، بحضور معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة.
يأتي البرنامج في إطار جهود المركز المتواصلة لإعداد الكوادر المواطنة المؤهلة في مجال البحث العلمي والدراسات الاستراتيجية، ويهدف إلى بناء القدرات الأساسية للمتدربين تحت إشراف نخبة من الخبراء والأكاديميين والباحثين، وصقل مهاراتهم لإنجاز مهام العمل البحثي.
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش بهذه المناسبة، إن أهمية البرنامج تكمن في شموله لمتدربين من مختلف الجهات، وتزويد الباحثين بالأدوات والقدرات التي تمكنهم من التحليل الاستراتيجي، وتنظيم الأفكار، والبحث عن المعلومات، والوصول إلى المنهجية الصحيحة، والمنطق السليم؛ لتكون استنتاجاتهم مستندة إلى أسس منطقية وعلمية.
من جانبه، قال الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن البرنامج يمثل حلقة أولى ضمن حزمة من البرامج التدريبية التي يعمل المركز من خلالها على إعداد نخبة متميزة من الخبراء في التحليل الاستراتيجي والسياسة والاقتصاد والعلوم المتقدمة والذكاء الاصطناعي، للإسهام في مسيرة التقدم والتطور التي تشهدها الدولة على كل الصُّعد.
حضر حفل التخرج، علي الأحمد، الوكيل المساعد للسياسات والاتصال الدفاعي بوزارة الدفاع، والدكتور فيصل العيان، مدير مجمع كليات التقنية العليا، والدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، إضافة إلى ممثلين من عدد من الجهات الحكومية.

كان حفل التخرج أستُهلَّ بالنشيد الوطني لدولة الإمارات، أعقبه عرض فيلم قصير للتعريف ببرنامج الباحث الاستراتيجي، وأهمية إعداد الكوادر البحثية المؤهلة لفهم تطورات العالم المعاصر الذي يزداد تعقيداً، وتقديم تحليلات واعية بشأنها. وخلال الفيديو تحدث خريجو وخريجات برنامج الباحث الاستراتيجي عن المكاسب المعرفية التي حصلوا عليها خلال 6 أشهر من التدريب، من أهمها اكتساب القدرة على التحليل، والمشاركة في كتابة منتجات بحثية متخصصة، والاحتكاك مع الخبراء، بما يوفر فرصة لتطوير الذات وخدمة الوطن. 
وأعرب الخريجون عن سعادتهم بالانضمام إلى البرنامج، لما له من أثر إيجابي في تطوير الجانب البحثي والعلمي، وتعزيز المهارات الشخصية والحياتية، مؤكدين استفادتهم من الجانب العملي التطبيقي في البرنامج بعدما أتيحت لهم فرصة المشاركة الفعلية في إعداد بعض المنتجات البحثية للمركز.
وأوضح الخريجون، أن البرنامج له فوائد لا تقتصر على تطوير الجانب البحثي والعلمي، بل تمتد إلى تعزيز المهارات الشخصية والحياتية، مؤكدين استفادتهم الكبيرة من الجانب العملي التطبيقي في البرنامج، حيث أُتيحت لهم فرصة المشاركة الفعلية في إعداد بعض المنتجات البحثية للمركز.
تأهيل كوادر وطنية
برنامج «الباحث الاستراتيجي» مبادرة وطنية، يسعى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية من خلالها إلى تأهيل كوادر وطنية واعدة، في مجالات الدراسات والبحث العلمي والإعلام التحليلي، وتمكينها بأفضل مهارات المتابعة والتحليل والتنبُّؤ، بما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة للدولة بالوصول إلى اقتصاد معرفي، يقوم على إعداد جيل قادر على صناعة واستشراف مستقبل مستدام من الرفاه والاستقرار. 
ويسعى البرنامج لدعم بناء القدرات الأساسية للباحث عبر ترسيخ منهجيات البحث العلمي وأدوات تحليل المحتوى لدى المتدربين وتطوير قدراتهم التحليلية المتخصصة في العلاقات الدولية والنظم السياسية والشؤون الاقتصادية، وتحليل الخطاب، ويتضمن البرنامج مساقات لصقل المهارات اللغوية من أجل تعزيز القدرة على التواصل. وتهدف المرحلة التأسيسية من البرنامج إلى توسيع المجال المعرفي لدى المتدربين، بحسب اختصاصاتهم المتنوعة، وتطوير مهارات القراءة النقدية، ومهارات البحث العلمي وبناء القدرات والمهارات اللغوية، من أجل الوصول إلى إعداد كوادر قادرة على التفكير والتحليل الاستراتيجي واستشراف المستقبل وتقديم منتجات بحثية مختلفة تدعم عملية صنع القرار.

مكاسب معرفية للمتدربين
رصدت «الاتحاد»، خلال الحفل، المهارات التي اكتسبها خريجو برنامج «الباحث الاستراتيجي»، واستطلعت انطباعاتهم بعد إنجازهم البرنامج. وأشارت الخريجة مريم محمد العامري، إلى أن البرنامج أضاف إليها الكثير من المعرفة، ولديها قناعة بأنه سيعود عليها بفوائد جمة في حياتها المهنية، وسيساعدها في مجالات البحث والتطوير وبناء القدرة على التحليل الاستراتيجي.
وأكدت فاطمة البلوشي، أن البرنامج يبني لدى المتدرب القدرة على فهم الأحداث وتحليلها بطريقة علمية، ويعزز في الوقت نفسه رصد المعلومات بطريقة ممنهجة تساعد على صناعة القرار بطريقة صحيحة. 
ويرى سعيد محمد الشحي، أحد خريجي برنامج الباحث الاستراتيجي، أن ما يميز البرنامج أنه يجمع بين الجانب السياسي والاقتصادي والجغرافي، وأوضح محمد خليفة الظاهري أن البرنامج يعزز مهارات البحث العلمي بطريقة منهجية واستراتيجية. 
ويرى سالم الشامسي، أن البرنامج يمكن شباب الإمارات من العلم والمعرفة كي يصبحوا قادرين على مواجهة التحديات. وأكد محمد سالم الراشدي أن البرنامج يطور مهارات المتدربين في التحليل والتفكير الاستراتيجي. ويرى محمد العامري، أن البرنامج أتاح الفرصة للمتدربين كي يكتسبوا مهارات تجعلهم قادرين على توظيف أدوات علمية تحليلية لتفسير الكثير من الظواهر والتطورات المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية.