هالة الخياط (أبوظبي)
تنطلق إمارة أبوظبي نحو مرحلة جديدة من التطور في قطاع النقل المستدام الصديق للبيئة خلال الفترة المقبلة.
وتولي أبوظبي أهمية كبيرة لقطاع النقل، ضمن استراتيجياتها التنموية الشاملة، حيث تمتلك شبكة طرق تمتاز بجودة والتزام عاليين بتطبيق أعلى المعايير العالمية في التصميم والتنفيذ، بما يحقق أعلى معايير الاستدامة، ويعزز السلامة والأمن لمستخدمي الطرق. 
وتمتاز وسائل النقل العامة بمستواها الفائق من حيث الجودة والكفاءة، ما جعلها ضمن قائمة الـ20 الكبار عالمياً في المؤشرات الخاصة بقطاع النقل، خلال الأعوام الأخيرة الماضية.

وشهدت أبوظبي الأسبوع الماضي حراكاً واسعاً في قطاع النقل، حيث احتضنت الإمارة في إطار أسبوع أبوظبي للتنقل فعاليات استقطبت شركات عالمية مستثمرة في هذا القطاع، وتضمنت الفعاليات عرض أبرز حلول التنقل الذكية والابتكارات من التاكسي الجوي والسيارات والقوارب ذاتية القيادة، إلى جانب سلسلة من الجلسات الحوارية، التي شارك فيها خبراء ومبتكرون من مختلف أرجاء العالم، لمناقشة أبرز المستجدات والاتجاهات في مجال المواصلات والتنقل المستدام.
التنقل البحري
تضمن أسبوع أبوظبي للتنقل توقيع اتفاقية تهدف إلى توفير مركبات كهربائية ذات تحليق منخفض للتنقل البحري سواء للركاب، أم لشحن المواد والبضائع، وتسريع دعم خلق منظومة نقل متكاملة ودعم أهداف تقليل الانبعاثات الكربونية.
 ويتولى «أبوظبي للتنقل» تحديد المتطلبات لاستخدام النقل البحري الكهربائي، بالإضافة إلى التوجيه في عمليات التدقيق والتقييم البيئي، ودراسة إمكانية المشاركة والمساهمة في مشروع تجريبي مدته 3 أشهر على الأقل باستخدام نموذج أولي للمركبة الكهربائية للنقل البحري للركاب ذات التحليق المنخفض، وذلك للاختبار والتحقق من جدوى استخدامها في إمارة أبوظبي، بما يصب في تقليل الانبعاثات الكربونية، وسيتم تحديد الفوائد والتأثيرات الأخرى، مثل تقليل الازدحام المروري على الطرق، وتقليل زمن الرحلات من نقطة الانطلاق إلى الوجهة النهائية والتكاليف التشغيلية الأخرى.
واستعرض «أبوظبي للتنقل»، مشروع تطوير مركبة كهربائية ذاتية القيادة يمكن التحكم فيها عبر نظام القيادة عن بُعد من قبل السائقين، تهدف لتخطيط النقل وتتبع الشحنات وتحسين أسطول النقل، بالإضافة إلى إقامة شبكة مشروع «الصقر» للطاقة في إمارة أبوظبي، مما يحقق الهدف بتخفيض انبعاثات الكربون نتيجة نقل البضائع عبر الطرق بنسبة 30 % بحلول عام 2030.

النقل الجماعي
وتستثمر أبوظبي في أنظمة نقل جماعي مستدامة، ضمن توجهاتها لتقليل الانبعاثات الناجمة عن وسائل النقل، لاسيما وأنها تعد من أسرع مصادر الانبعاثات المتزايدة حول العالم، حيث أعلنت «أبوظبي للتنقل» نهاية العام الماضي عن خطتها للتحول التدريجي نحو الحافلات الخضراء معدومة الانبعاثات الكربونية لتكون جزيرة أبوظبي بحلول 2030 منطقة خضراء تُخدم بنظام نقل عام يعمل ببدائل الطاقة المستدامة الكهربائية والهيدروجينية معدومة الانبعاثات، والمضي قدماً نحو التغيير المتكامل بحلول عام 2050.
ومن خلال هذه الخطة تبدأ المرحلة التجريبية للحافلات الهيدروجينية والكهربائية في نهاية 2024 وتستمر 18 شهراً، لتبلغ نسبة التحول 20% من حافلات النقل العام بحلول 2030 بحيث تعمل ببدائل الطاقة المستدامة، وصولاً إلى نسبة 100% عام 2050.
وتتنوع وسائل النقل العامة، لتحقق تطلعات واحتياجات سكان الإمارة والسياح، بما في ذلك الحافلات، سيارات الأجرة ووسائل النقل البحري، والسكك الحديدية التي تتكامل معاً بما يضمن التنقل السهل والآمن للركاب والمسافرين. 

ذاتية القيادة
حققت وسائل النقل ذاتية القيادة في أبوظبي إنجازاً منذ بدء تشغيلها في جزيرتي ياس والسعديات في نوفمبر 2021، وذلك بعدم تسجيلها أي حوادث مرورية.
ويتضمن أسطول المركبات ذاتية القيادة في جزيرتي ياس والسعديات تحت العلامة التجارية «TXAI»، وخدمة الحافلة الصغيرة ذاتية القيادة (Mini Robobus)، وتشغيل نظام النقل الجماعي (Automated Rapid Transit)، وهو نظام نقل جماعي سريع يعمل من دون سكك حديدية، إضافة إلى تشغيل عدد من محطات شحن المركبات في جزيرتي ياس والسعديات. 
ويتجه «أبوظبي للتنقل» إلى التوسع في المسارات التي سيسمح بتشغيل مركبات ذاتية القيادة فيها بالتداخل مع حركة المرور الطبيعية، ما يتيح التوسع في الخدمة لتشمل مناطق جديدة بالإمارة، وذلك بعد الإقبال الكبير من المتعاملين عليها في جزيرتي ياس والسعديات من قبل السياح وسكان الجزيرتين، باعتبارها وسيلة تنقل تتيح فرصة الوصول إلى الوجهات السياحية بسهولة وراحة بالاعتماد على التطبيقات الذكية.
التاكسي الطائر
أُعلن خلال أسبوع أبوظبي للتنقل إطلاق أول مهبط للطائرات العمودية الكهربائية في الدولة، وجرى  بناؤه بما يتماشى مع أحدث المعايير واللوائح الخاصة بالقطاع، والمعتمدة من الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة.
وتتجه أبوظبي لتأسيس أحد أكثر البيئات الداعمة للطائرات العمودية الكهربائية على المستوى العالمي بحلول عام 2026.
كما جرى الإعلان عن اتفاقية إطارية تدعم تسريع تشغيل الرحلات التجارية للتاكسي الطائر في جميع أنحاء الدولة، بالإضافة إلى تأسيس مهابط مروحية للتاكسي الطائر.

مسارات الدراجات
توفر إمارة أبوظبي مسارات آمنة ومتكاملة للقيام بجولات على الدراجات الهوائية و«السكوتر»، باعتبارها إحدى وسائل النقل الصديقة للبيئة، ولتعزيز جودة الحياة، وتوفير بنية تحتية تمتاز بمعايير عالمية تحقق التوجهات الداعمة لصحة المجتمع وسعادته.
وتعتبر هاتان الوسيلتان من وسائل النقل الصديقة للبيئة ومنخفضة التكلفة، ولا تخلف انبعاثات ملوثة للهواء، وتقلل الازدحام، وبصمة الفرد الكربونية.
وتخطط إمارة أبوظبي إلى زيادة شبكة مسارات الدراجات الهوائية لتصل إلى أكثر من 3000 كم بحلول 2026.
وتنفذ دائرة البلديات والنقل مسارات للدراجات الهوائية مستهدفة مناطق متعددة في الإمارة؛ بهدف تشجيع أفراد المجتمع على ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية في المسارات الرياضية، وتعزيز معايير جودة الحياة.
وأطلقت إمارة أبوظبي إحدى أبرز استراتيجيات ركوب الدراجات في المنطقة، كما طبقت مجموعة من المتطلبات واللوائح على مر الأعوام الماضية، لدعم راكبي الدراجات أثناء السفر الآمن على الطرق، ورفع الوعي العام في الوقت نفسه، لاعتمادها وسيلة للتنقل، وليس فقط للترفيه والنشاط الرياضي.