أبوظبي (الاتحاد)

احتفل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، بمرور نحو عام على إطلاق برنامجه الشامل للفحص الجراحي لضعف الأوعية الدموية الدقيقة وتشنج الشريان التاجي، حيث نجح معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في المستشفى بفضل هذا البرنامج في تشخيص وعلاج نحو 100 مريض مصابين بضعف الأوعية الدموية الدقيقة وتشنج الشريان التاجي خلال العام المنصرم، بما يسلط الضوء على مدى انتشار هذه الحالة القلبية التي غالباً ما يغيب عنها التشخيص الدقيق.
ويعتبر هذا البرنامج تطوراً لافتاً في رعاية أمراض القلب والأوعية الدموية في دولة الإمارات، إذ يقدم حلول التشخيص والعلاج المعقدة للذبحة الصدرية الناجمة عن ضعف الأوعية الدموية الدقيقة وتشنج الشريان التاجي. وتتطلب عملية الفحص المتقدمة هذه أطباء متخصصين في طب القلب التداخلي، وأدوية معينة، ومعدات قادرة على التقاط الشذوذ في الشرايين التاجية والشرايين الدقيقة التي لا تُرى بالعين البشرية. وتستخدم هذه التقنية التشخيصية تكنولوجيا الأسلاك لفحص الشرايين الصغيرة وتنطوي على حقن دواء خاص في شرايين القلب للكشف عن مثل هذه الحالة.
واستفادت مريضة تبلغ من العمر 61 عاماً وتدعى ماري كريستين من هذا البرنامج المبتكر، وهي من جنوب أفريقيا وتقيم حالياً في أبوظبي. وبدأت رحلة كريستين مع الذبحة الصدرية بأعراض بسيطة على ما يبدو، لكنها سرعان ما تفاقمت إلى ألم مزمن في الصدر أثر بشدة على حياتها اليومية. واستذكرت كريستين معاناتها بالقول: «غيرت التشنجات من حياتي في غضون لحظة واحدة. فقد كان الألم شديداً ومستمراً، وعجزت بسببه عن المشي أو النوم، وبدأت تراودني المخاوف من مخاطر تعرضي لنوبة قلبية. أتذكر أنني كنت في يوم ما أمشي في المركز التجاري وشعرت فجأة بألم شديد في الصدر، واعتقدت حينها أنه بسبب حرقة في المعدة. هدأ الألم حينها لكنه استمر بالحدوث بشكل متكرر».
وبعد معاناتها لفترة طويلة من هذا الألم وشعورها بعدم الارتياح لأشهر طويلة، وخضوعها لفحوص القلب الروتينية دون التوصل لسبب دقيق لآلامها، تمت إحالة كريستين إلى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لإجراء فحوص متطورة أكثر دقة. وخضعت في المستشفى لفحص جراحي لأمراض الأوعية الدموية الدقيقة والتشنج لتقييم حالتها.
وحول حالتها، قال الدكتور أشرف العزوني استشاري طب القلب والأوعية الدموية بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «كانت أعراض كريستين مثيرة للقلق، نظراً لنمط حياتها النشيط جداً. وقد كشف فحصنا الشامل عن تشنج شديد في الشرايين التاجية النخابية، بما أكد لنا التشخيص ومكننا من تصميم الخطة العلاجية المناسبة لحالتها».
وشدد الدكتور العزوني على أن التشخيص بحد ذاته هو التفصيل الأكثر صعوبة في هذه الحالة، إذ لا يمكن كشفه بالعين المجردة ويحتاج أدوات متخصصة وتقنيات دقيقة. وطور مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي هذا البرنامج في إطار منهجيته الطبية الشاملة لجعل رعاية الحالات الصحية الأكثر تعقيداً متاحة لسكان المنطقة والعالم.
وقال الدكتور روني شنتوف، استشاري طب القلب والأوعية الدموية بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «هدفنا من هذا البرنامج هو تعزيز الوعي وجسر فجوة التشخيص في مجال رعاية أمراض القلب، وتقديم التشخيص الدقيق والعلاج الشخصي لأصحاب هذه الحالات، سعياً لتحسين جودة حياتهم».