آمنة الكتبي (دبي)
حقق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» إنجازات غير مسبوقة، ومن المقرر أن يتم تمديد المهمة لمدة عام إضافي قابل للتجديد وذلك بحسب حالة مركبة المسبار، ونجح المشروع في دراسة الغلاف الجوي للمريخ، والعلاقة بين الطبقتين العليا والسفلى فيه، وتساعد البيانات التي يرصدها العلماء والباحثين والمهتمين بعلوم الفضاء ودراسة الكواكب على تقديم رؤية شاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة وطوال المواسم المختلفة للمريخ، والتي تهدف إلى الإسهام بشكل كبير في تعميق فهمنا للأشفاق القطبية للمريخ.
وأكمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» 1375 يوماً منذ انطلاقه إلى الكوكب الأحمر، ويدور المسبار في مدار بيضاوي بين 20 ألف كم، و43 ألف كم، مع ميلان نحو كوكب المريخ بزاوية 25 درجة، ويكمل دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، حيث يسجل مجموعة متكاملة من البيانات لكوكب المريخ كل 9 أيام، في إطار مهمته لرسم خرائط للغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
ويدعم «المدار الإهليلجي» الفريد لـ«مسبار الأمل» هذه الاستكشافات الفريدة من نوعها، ما يوفر صورة كاملة لديناميكيات الغلاف الجوي للكوكب كل 9 أيام، والتي أتاحت فرصة تصوير مذهل لتغيرات الغلاف الجوي للمريخ ليلاً ونهاراً، وعبر المواسم، وعلى مدار عام مريخي كامل.
وأطلق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» الدفعة العاشرة من البيانات العلمية، والتي تضم 4.1 تيرابايت من البيانات والملاحظات العلمية للكوكب الأحمر، حيث تم التقاطها بوساطة المقياس الطيفي بالأشعة الفوق بنفسجية في 16 يوليو من أعماق الجانب الليلي، حيث كان لدى المسبار منظور قريب جداً لـ«المريخ الجديد»، وهو مشابه للقمر الجديد، عندما كانت الأدوات العلمية موجهة بزاوية لا تتجاوز 28 درجة عن الشمس.
ويعمل «مسبار الأمل» من خلال بياناته العلمية على تحقيق 3 أهداف علمية رئيسة لمهمة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، تشمل فهم عوامل الغلاف الجوي السفلي، وفقدان الغلاف الجوي العلوي، والرابط بين الاثنين، وستساعد هذه الأهداف في الكشف عن أسرار الغلاف الجوي المريخي وكيف يفقد غلافه إلى الفضاء.
وتأتي الصور والبيانات العلمية التي ينشرها «مسبار الأمل» بصورة مستمرة بعد تمديد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ لمهمته العلمية في الكوكب الأحمر، وتضاف هذه البيانات إلى قائمة الإنجازات التي قدمها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ للمجتمع العلمي الدولي، حيث ساهم في نشر عشرات الأوراق العلمية والبحثية في مجلات علمية عالمية ومرموقة، تدعم دراسات الباحثين والعلماء حول العالم، وتعزز نمو الأبحاث التي يجريها الطلاب والعلماء والباحثون الإماراتيون.
ويحمل مسبار الأمل ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة هي كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI التي تلتقط صوراً ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، كما تشمل المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، والمقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، ويقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ.
ويبلغ وزن «مسبار الأمل» حوالي 1350 كيلوجراماً، أي ما يعادل سيارة دفع رباعي صغيرة وقد قام بتصميمه وتطويره مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع شركاء أكاديميين بما في ذلك مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو في مدينة بولدر جامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي.