إبراهيم سليم (أبوظبي)

«قمة كليفلاند كلينك العالمية للابتكار في رعاية مرضى الأورام» التي ينظمها مستشفى كليفلاند كلينك - أبوظبي، جزء من شبكة M42، بفندق فور سيزونز أبوظبي - جزيرة المارية، بمشاركة نخبة كبيرة من الخبراء والمختصين والمتحدثين داخل الدولة، ومن مختلف أنحاء العالم.
وتسلط القمة الضوء على التحديات والتطورات في رعاية السرطان حول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط، والاطلاع على أحدث تكنولوجيا التشخيص والعلاج والعلاج الإشعاعي في مختلف تخصصات الأورام، وذلك عبر 9 جلسات علمية.
ويشارك في القمة خبراء من مؤسسة كليفلاند كلينك، منهم الدكتور ستيفن غروبماير، رئيس معهد طب الأورام وأمراض الدم بمعهد الأورام في «كليفلاند كلينك أبوظبي»، والدكتور أليكس أدجي، رئيس معهد السرطان في «كليفلاند كلينك الولايات المتحدة»، والدكتور فادي جيارة، رئيس قسم علاج الأورام بالإشعاع، معهد الأورام في «كليفلاند كلينك أبوظبي»، والدكتورة منى تارين، طبيب استشاري بمعهد الأورام في «كليفلاند كلينك أبوظبي»، والدكتورة هولي بيديرسون، طبيبة اختصاصية ومديرة خدمات الثدي الطبية في مركز الثدي في «كليفلاند كلينك الولايات المتحدة»، والدكتور ديفيد ليسكا، اختصاصي جراحة القولون والمستقيم في «كليفلاند كلينك الولايات المتحدة».
وكشفت قمة كليفلاند عن أحدث مستجدات الطب الحديث في اكتشاف الأمراض السرطانية، عبر فحص الدم للتنبؤ بإمكانية الإصابة بأي من أنواع السرطان في المستقل.
الحمض النووي
قال الدكتور فادي جيارة، رئيس قسم علاج الأورام بالإشعاع، في مركز فاطمة بنت مبارك، إن هذه التكنولوجيا الجديدة لا تزال في طور الدراسة والتقييم بالولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عبر تحليل عينة الدم لأي شخص واكتشاف بعض جزئيات الأورام في الحمض النووي DNA والتي تدلل على إصابة هذا الشخص في المستقبل من عدمه، لافتاً إلى أن التقييمات الأولية لهذا الإجراء الطبي حققت نجاحاً مهماً، وأظهرت النتائج الأولية أن النتيجة السلبية كشفت عن إمكانية معرفة عدم الإصابة بالأورام السرطانية بنسبة 99%، وفي حالة النتيجة الإيجابية كشفت عن أن نصف هؤلاء الناس الذين أظهروا إيجابية للإصابة بالأورام يصابون بالسرطان في المستقبل.
وأشار الدكتور جيارة إلى طريقة أخرى حديثة في مجال العلاج بالإشعاع البروتيني، وهو نوع من أنواع العلاج الإشعاعي يستخدم أشعة عالية الطاقة لعلاج الأورام السرطانية وغيرها، وكيف يمكن تطبيقها في مجال الأورام السرطانية للحصول على نتائج دقيقة، حيث يعتمد هذا العلاج على تسليط الأشعة بشكل موجّه ودقيق على مكان الورم، بشكل يتيح الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، ما يقلّل بدوره من مضاعفات العلاج الجانبية ويسهم بتحقيق نتائج علاجيّة فعّالة.
وقال إن القمة العالمية بحثت أيضاً الطفرة الجديدة في علاج الأورام من خلال فحص الجينات الوراثية، وذلك في حال عدم استجابة المريض للعلاج التقليدي أو فشله، ومن ثم يتم توجيه العلاج الصحيح للمرضى وفق معطيات التحليل الجيني، وبالتالي الحصول على نتائج أكثر دقة وفعالية، مشيراً إلى أنه في الماضي، كانت هذه التكنولوجيا مكلفة ومحدودة، ولكن هذه الطريقة تتوسع حالياً بصورة أكبر في مختلف أنحاء العالم؛ نظراً لنجاحها الكبير. 
رعاية الأورام
أضاف أن مركز فاطمة بنت مبارك التابع لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي منذ انطلاقه بدأ بعمل بروتوكولات ودراسات معمقة في مجال أورام الثدي والمبيض والرئة، وذلك بالتعاون مع مختلف المؤسسات البحثية في الولايات المتحدة الأميركية. 
تطورات
أكد الدكتور باسل جلاد، استشاري الأورام وأمراض الدم بمعهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك - أبوظبي، ظهور تطورات طبية كبيرة حدثت خلال السنوات القليلة الماضية في مجالات التشخيص والعلاج والإجراءات الجراحية الخاصة بأمراض السرطان، مشيراً إلى أن مستشفى كليفلاند كلينك  أبوظبي، عبر العديد من المؤتمرات والندوات، يستهدف إطلاع الأطباء والمختصين على مستجدات الطب في مجال آخر تطورات علم الإشعاع وعلم الجينات ورعاية الأورام، وإطلاعهم على أحدث التكنولوجيات التشخيصية والعلاجية والجراحية، وفي الوقت نفسه لفت الانتباه إلى الأمراض السرطانية وتوعية وتثقيف المجتمع بأهمية الفحص المبكر لاكتشاف المرض، باعتباره حجر الزاوية للعلاج والشفاء التام.
وأشار إلى أن القمة ركزت في اليوم الأول على الطرق الجديدة في علاج السرطانات بصورة مبكرة، والسيطرة على المرض عبر مجموعة من الإجراءات الطبية للوصول إلى الشفاء منه، لافتاً إلى أنه خلال العامين الماضيين، حدثت تطورات كبيرة خاصة في مجالات أورام الثدي والرئة والقولون، وهذه الأمراض تعد الأكثر انتشاراً حول العالم، ونحن في الإمارات أجرينا العديد الأبحاث والدراسات حول هذه الأمراض، لنكون جزءاً من المهمة السامية في علاج تلك الأورام.
33 محاضراً
قال الدكتور فائق الجمالي، استشاري جراحة عامة بمعهد أمراض الجهاز الهضمي في «كليفلاند كلينك» أبوظبي، رئيس اللجنة العلمية، إن القمة استقطبت حوالي 33 محاضراً من معظم دول العالم، معظمهم من «كليفلاند كليفك أوهايو» في الولايات المتحدة الأميركية، وقدمت دولة الإمارات حوالي 10 أوراق عالمية، إلى جانب المساهمات الإقليمية والعالمية.
وأشار إلى أن القمة تركز بصورة أساسية على موضوع الاكتشاف المبكر الذي يؤدي إلى نجاح وسرعة العلاج، وبما أن الطب يتطور بصورة متزايدة، فمن المتوقع أن يكون لفحص الدم عامل كبير في كشف الأورام السرطانية في المستقبل من خلال إجراء أخذ عينة من الشخص الدم كل عام، بعيداً عن الفحوص والأشعة التقليدية.