لمياء الهرمودي (الشارقة) 
أكد الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدولة الخليج، أهمية اللغة العربية، وضرورة أن يكون هناك ولاء تام لها من قبل أفراد المجتمع كافة، باعتبارها أمانة ومسؤولية وطنية ودينية ومجتمعية وتاريخية، فهي حفظت العلوم والمعارف والمفاهيم والتاريخ، لذلك فهي لغة علوم، وعلينا أن نحافظ ونصون اللغة من الأخطاء، فهي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
قال مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في حواره مع «الاتحاد»: يعد المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج جهازاً متخصصاً في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها، ويتخذ من إمارة الشارقة مركزاً له، حيث إن له شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة ضمن موازنة المكتب. وهو يهدف بشكل أساسي إلى تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها على أسس تربوية وعلمية ومهنية متميزة، مع الأخذ بأفضل الوسائل التقنية والالتزام بمعايير الجودة العالمية. 

مناهج اللغة العربية
وأضاف: يسعى المركز إلى تحقيق عدد من الأهداف، أهمها تطوير مناهج اللغة العربية واستراتيجيات تدريسها وتوفير بيئة تعليمية عربية متميزة، وتقديم الاستشارات للدول الأعضاء لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها، بالإضافة إلى إعداد وتأهيل وتدريب العناصر البشرية للعمل على تطوير اللغة العربية في مجال التعليم بالدول الأعضاء، وإعداد المصادر العلمية لها، وتطوير برامج القياس والتقويم بجودة عالية.
وأكد الحمادي: يعتبر المركز منظمة خليجية تربوية معنية بتطوير تعليم اللغة العربية، وتعلمها على أسس تربوية علمية ومهنية بأسس وجودة عالمية، ويقوم المركز بإعداد الدراسات والبحوث التي تلبي الاحتياجات المنشودة، وتطوير سياسات وتقويم اللغة العربية وتعليمها والإسهام في تطوير المعلمين في جانب تعليم اللغة العربية، وإكسابهم المفاهيم الجديدة المهارات والاستراتيجيات الجديدة في مجال التنمية المستدامة والذكاء الاصطناعي، وأيضاً تقديم استشارات للجهات والمؤسسات المعنية في مجال التعليم في اللغة العربية، وانطلق المركز في 2007، بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، المركز قدم كل ما يمكن من دعم، من تأسيس إلى الدعم المادي واللوجستي، وعلى المستوى الإقليمي وفي 2013 بدأ المركز في مزاولة نشاطه بشكل فعلي.
وقال: نحن معنيون هنا بالمرحلة التعليمية من الصف الأول حتى الثاني عشر، ونبدأ بتنفيذ البرامج عبر الدورة، من خلال التخطيط والتواصل مع الجهات وعمل الدراسات في مجال تعليم اللغة العربية، كما يقوم المركز بتنظيم المؤتمرات، وإقامة الدورات وورشات العمل والشراكات الدولية والمحلية، فيما يختص اللغة العربية. 
تدريب المعلمين
وحول أهم ما قدمه المركز من دراسات قال الحمادي: أعد المركز دراسة متكاملة من 8 أجزاء بعنوان «معايير إعداد المناهج من الصف الأول إلى 12» ومقسمة للمهارات الأربع لكل مرحلة دراسية، وتم خلالها تدريب عدد من دول الأعضاء لحضور الورش التدريبية، وتمكين المعلمين من مختلف المهارات التي تدعم عملية التعليم والتدريس. هناك أكثر من 25 حقيبة تدريبية ينفذها المركز، حيث قدم المركز دراسة متكاملة في معايير تعليم اللغة العربية، وهي مرجع لذوي الاختصاص في الوزارة، وإكساب المعلمين استراتيجيات حديثة في علمية التعليم. كما يقدم المكتب عدداً من البرامج التي تُعنى بتعليم العربيَّة للناطِقِينَ بغيرها، وتأتي في إطار اهتمام مكتب التربية العربيّ لدول الخليج بخدمة اللُّغة العربيَّة، ونشرها في مختلف أنحاء العالَم، وبين الجاليات الأجنبيَّة المقيمة في دول المكتب.  وأضاف: هناك أكثر من 120 إصداراً قمنا بترجمتها، ليُسهِم بها في سدّ النقص في الممارَسات التربويَّة الحديثة، والأدوات والوسائل المُعِينة، وفي البحوث والأدلة التطبيقيَّة باللُّغة العربيَّة. كما نظَّم الكثيرَ من الندوات التي تخدم اللُّغة العربيَّة في شتَّى المجالات، حيث نظم ما يقارب الـ 35 ندوة، وشارَك في نحو 41 ندوة وملتقى ومحاضرة وورشة عمل مؤخراً. وأكد مدير المركز التربوي للغة العربية  أن ظهور المفردات التي باتت تستخدم عبر منصات التواصل الاجتماعي أصبح تحدياً يواجه اللغة العربية، لذلك كان لابد من نشر الوعي، خاصة أن هناك منافسة للغات أخرى لتدريس المفاهيم العلمية للطلبة في المدارس، وهذا ما ضيق على اللغة العربية، فقد اكتسب الطلبة تلك المفاهيم بلغات أخرى، ما صعب عليهم عملية فهم ومعرفة المفاهيم بلغتهم الأم. 
تحدي القراءة
أضاف مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج: إن إطلاق أكبر مبادرة على مستوى الوطن العربي والمستوى الإقليمي، وهي مبادرة تحدي القراءة لتعلم اللغة العربية ونشرها في مختلف دول العالم ورصد آلاف المشاركين فيها، يعتبر بحد ذاته جهداً جباراً للدولة لنشر اللغة العربية وتكريم محبيها. ويعد مؤتمر اللغة العربية الدولي في دبي، وندوة الثقافة أيضاً لهما جهود واضحة في مجال الاطلاع على مختلف التحديات التي تواجه اللغة العربية، ونشر البحوث والدراسات.