أبوظبي (وام)
أكد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً متفرداً في تشجيع وتعزيز ونشر قيم التعايش والتسامح بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.
وقال بمناسبة مرور 10 أعوام على تأسيس المجلس: إن إنشاء المجلس جاء في وقت حرج للغاية من تاريخ الأمة والعالم تعالت فيه أصوات العنف والحروب والصراعات واصفاً المجلس بأنه يشكل منصة عالمية للحكمة والوسطية والاعتدال في مواجهة خطابات التعصب والكراهية والتمييز.
وأوضح أن مجلس حكماء المسلمين أحدث حراكاً كبيراً على مستوى الحوار بين الأديان توج بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية في أبوظبي، مشيراً إلى أن المجلس يقود جهوداً كبيرة لتوحيد صف الأمة ولم شملها من خلال حوار شامل لجميع مكونات المجتمع المسلم.
وقال: «لقد عانت الأمة كثيراً خلال العقود الأخيرة بسبب ما تشهده بعض المجتمعات المسلمة من حالات اضطراب واحتراب، وتصاعد خطابات العنف والتطرف والإرهاب، فضلاً عما يشهده عالمنا اليوم من تحديات ونزاعات وصراعات كانت نتيجتها ملايين اللاجئين والمشردين والمعوزين، وظهور تحديات عالمية جديدة لم يكن العالم الإسلامي بمنأى عنها مثل قضايا الأمن المائي والغذائي، والتغيرات المناخية والتحديات البيئية، وتصاعد خطابات الكراهية والعنصرية والتمييز، وظهور ما يسمى (الإسلاموفوبيا والدينوفوبيا) وغيرها من القضايا الدينية والاجتماعية والإنسانية».
وأضاف: «لذا كانت هناك حاجة ملحة لتدخل عاجل وضروري سعياً لوقف حال الاحتراب وحقن دم الإنسان، والعمل على استعادة الأمة ريادتها ووحدتها، وتجنيبها عوامل الانقسام والتشرذم».
قرار
أكد أنه في هذا السياق جاء قرار إنشاء مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي في 21 رمضان عام 1435 هجرية - الموافق 19 يوليو 2014 ميلادية، باعتباره هيئة دولية مستقلة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وعضوية نخبة من حكماء الأمة وعلمائها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والوسطية، وذلك للعمل على لم شمل هذه الأمة، وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها، ومواجهة ما يهدد القيم الإنسانية ويشيع شرور الطائفية والعنف، والعمل على نشر مبادئ الإسلام السمحة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات العالمية، وتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.
وتابع: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد نموذجاً متفرداً في تشجيع التعايش والتسامح بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة على كافة المستويات الداخلية والخارجية، فعلى الصعيد الداخلي تعد دولة الإمارات نموذجاً رائداً للتعايش الإنساني بين جميع البشر، فعلى أرضها الطيبة المباركة يعيش أشخاص ينتمون إلى 200 جنسية حول العالم في تسامح وأمان وسلام.. فالتسامح والتعايش المشترك من القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي الأصيل، والتي يستمدها من وسطية الدين الإسلامي الحنيف، ومن العادات والتقاليد العربية النبيلة، ومن حكمة وإرث زايد الخير.