سعيد أحمد (أبوظبي)
تبذل الجهات الأمنية في مختلف مناطق الدولة، جهوداً حثيثة لمكافحة ظاهرة التسول، من خلال حث وتوعية الجمهور بعدم التعاطف مع المتسولين، وإبلاغ الجهات المختصة عنهم، باعتبارهم مخالفين للقوانين ويحتالون على الناس لأخذ أموالهم، وقد نجحت في جعل الظاهرة تتراجع بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان.
وأكد العقيد جاسم بن طليعة، رئيس فريق لجنة ضبط المتسولين والباعة الجائلين في شرطة الشارقة، أنه تم وضع خطة شاملة على مدار العام، تهدف إلى مكافحة الظواهر السلبية، خصوصاً في الأعياد والمناسبات وخلال شهر رمضان، مؤكداً أنه يتم توزيع أفراد الشرطة حسب التحليل الاحصائي والمكاني للإمارة.
وقال: إن شرطة الشارقة، متمثلة في إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالتعاون مع لجنة مكافحة التسول، أطلقت حملة «التسول جريمة والعطاء مسؤولية» خلال شهر رمضان، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع، وحفاظاً على أمن المجتمع واستقراره.
وأضاف: إن الحملة تأتي استكمالاً للحملات التوعوية التي تطلقها الشرطة للحد من الظواهر السلبية ومكافحتها، والتي تتزايد خلال الشهر الفضيل، كظاهرة التسول والباعة الجائلين في الأماكن السكنية والمراكز التجارية، الذين يستغلون شهر الرحمة لجني الأموال بطريقة غير مشروعة. 
وحذر العقيد جاسم بن طليعة، الجمهور بعدم التعامل مع المتسولين حتى لا يقعوا في عملية نصب واحتيال، مؤكداً أن المتسولين يستغلون عطف أفراد المجتمع ورغبتهم في فعل الخير، كما دعا أفراد المجتمع إلى الإسهام في القضاء على هذه الظواهر من منطلق المسؤولية المجتمعية، والتبرع عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعتمدة بصورة رسمية من قبل الجهات الحكومية، والتعاون مع أجهزة الشرطة في حال رصد أي من حالات التسول بالإبلاغ الفوري عبر الرقم المجاني 901 أو عبر خدمة «حارس» المتوفرة في التطبيق الذكي لشرطة الشارقة أو موقعها الإلكتروني.
بدوره، أكد العقيد أحمد سعيد النعيمي، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة عجمان، أن معظم المتسولين أصبحوا يسلكون أساليب مختلفة في عملية التسول، تتمثل بعضها في الوقوف أمام منافذ البيع وعرض مواد غذائية أو مياه معدنية من دون تصريح، لمحاولة استعطاف الجمهور، وأخذ أموالهم، مؤكداً أن هذه السلوكيات تشوه المنظر العام وتسيء للدولة.
وقال: إن شرطة عجمان لم تتوان على مدى السنوات الماضية في تنظيم حملات مكافحة التسول، لافتاً إلى إن الحملة التي اطلقتها خلال شهر رمضان، جاءت بهدف التكاتف مع جميع المواطنين والمقيمين والجهات المختلفة من المؤسسات في الإمارة، للحد من المتسولين الذين يعكسون صورة غير حضارية للمجتمع.
وأشار العقيد حمد النعيمي، إلى أنه تم إعداد خطة لإنجاح الحملة، بجهود رجال شرطة عجمان في تكثيف التواجد الأمني، والتثقيف التوعوي، ووضع برنامج للعمل، يتضمن تكوين فريق تحر لرصد ومتابعة المتسولين وتشديد الرقابة في المواقع التي يستهدفها المتسولون، مثل الأسواق التجارية والأحياء السكنية والمساجد ومواقع البنوك والمصارف، كما تم وضع أرقام المؤسسات والجمعيات والهيئات الخيرية المختصة لإرشاد المتبرعين للتبرع بطرق منظمة، إضافة إلى تخصيص رقم هاتفي للتواصل مع الشرطة للإبلاغ عن المتسولين.
ولفت مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة عجمان، إلى أن إمارة عجمان تزخر بالجمعيات الخيرية التي تقوم بمساعدة الفقراء والمحتاجين، والمرضى، وبإمكان أي شخص اللجوء إلى تلك الجمعيات للحصول على المساعدات، إذا ثبت فعلياً احتياجه لها، ما ينفي الحاجة إلى التسول، لذلك لن تتهاون الشرطة في معاقبة كل من يثبت عليه التسول واستجداء الناس.

وقال المواطن كايد عبيد سرور: إن ظاهرة التسول تراجعت بشكل ملحوظ، حيث لم يشاهد أي متسول خلال شهر رمضان، مثمناً جهود الجهات الأمنية في مكافحة هذه الظاهرة، والحد من انتشارها، وكذلك جهودها في نشر الوعي بين أفراد المجتمع وحثهم على عدم التعامل أو التعاطف مع المتسولين، لافتاً إلى أن الدولة تضم الكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية المعتمدة، التي تقدم المساعدة المالية والعينية للمحتاجين وفق الاشتراطات.

ضرورة تشديد العقوبات 
وقال المواطن خلفان علي بن صرم: إن معظم المتسولين يمارسون أسلوب الدراما الحزين الكاذب، من أجل استعطاف الجمهور، وخصوصاً مع العنصر النسائي، الذي يتأثر بسرعة مع هذه الحالات، لافتاً إلى ضرورة تشديد العقوبات والإجراءات القانونية بحق المتسولين، للحد من سلوكياتهم والحفاظ على الصورة الحضارية للدولة، والحفاظ على أموال الناس.