هدى الطنيجي (أبوظبي)
يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة مثالية للإقلاع عن التدخين، لاسيما أنه يتعين على المدخنين خلال ساعات الصيام الامتناع عن التدخين، بما يتيح لأجسامهم التخلص تدريجياً من الإدمان على النيكوتين، وهذه الاستراحة من التدخين مع التركيز على الصبر وضبط النفس تمثل عوامل قوية تحفز المدخن على الإقلاع، كما أن الدعم الاجتماعي خلال الشهر الفضيل يساعد أيضاً في رحلة الإقلاع عن التدخين.
فوائد صحية
وقال الدكتور زيد زعمط، مدير قسم طب الرئة بمعهد الجهاز التنفسي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: يقدم الإقلاع عن التدخين فوائد صحية كبيرة على المدى القصير والبعيد، بدءاً بالدقائق العشرين الأولى، حيث ينخفض ضغط الدم ومعدل نبضات القلب، وبعد 8 ساعات يعود مستوى أول أكسيد الكربون في دم الشخص إلى وضعه الطبيعي، وترتفع في ذات الوقت مستويات الأوكسجين، مما يؤدي إلى تحسن في وظيفة الجهاز التنفسي وتعزيز أداء الرئة.
وأضاف: وبعد يوم واحد من التوقف عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بالأزمة القلبية، وفي غضون 72 ساعة، تسترخي القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى تحسن ملحوظ في عملية التنفس.
وذكر أنه خلال الأسابيع والأشهر التالية تتحسن الدورة الدموية والقدرة على ممارسة التمارين الرياضية، وتقل تدريجياً أعراض الجهاز التنفسي، مثل السعال وضيق التنفس، وتزداد الفوائد على مر السنين، وبعد 10 سنوات، ينخفض بشكل كبير خطر الإصابة بسرطان الرئة والأمراض المرتبطة بالتدخين، مقارنة بأولئك الذين يستمرون بالتدخين، لذلك فإن الإقلاع عن التدخين أحد أفضل القرارات لتحسين الصحة والعافية عموماً.
وأشار إلى أن الإقلاع عن التدخين يبدأ في شهر رمضان بفترة انسحاب تتسم بالرغبة الشديدة بالتدخين وشعور كبير بعدم الارتياح وأعراض أخرى، إلا أن هذه الأعراض ما هي إلا دليل على تعافي الجسم، وتكون مؤقتة، وعادة ما تهدأ خلال 10 إلى 14 يوماً، لذلك فإن التركيز على سبب الإقلاع وما سيقدمه من فوائد والاهتمام بالفائدة الروحانية للشهر الفضيل يمكن أن يعزز من الإرادة والصبر على عملية الإقلاع.
وقال: «يقدم الشهر الفضيل دعماً عملياً عبر النشاطات المجتمعية، ويشجع الصيام بحد ذاته الشخص على الاستمرار بالإقلاع، ويخفف من الشعور برغبة شديدة بالتدخين، وإضافة لذلك، فإن التركيز على ضبط النفس والصبر خلال شهر رمضان يمثل حافزاً قوياً للتخلص من إدمان النيكوتين».
وأضاف: «يعتبر إدخال النشاط البدني المنتظم في روتين الحياة اليومي مفيداً للغاية خلال رحلة الإقلاع، حيث إن النشاط البدني يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية والمزاج، ويقلل من التوتر، ويزيد قدرة الشخص على التعامل مع أعراض انسحاب النيكوتين، كما أن الحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضراوات واللحوم قليلة الدهون يدعم العافية الشاملة ويساعد في رحلة الإقلاع».
وذكر أنه من خلال التركيز على الرعاية الذاتية وتبني عادات صحية، يتحسن الأداء البدني والنفسي بعد الإقلاع عن التدخين وهذه التغييرات الإيجابية في أنماط الحياة لا تدعم فحسب جهود الإقلاع عن التدخين، بل تساهم أيضاً في تعزيز العافية العامة للشخص.
تأثير إيجابي
أشار إلى أنه من خلال الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان، تتحسن صحة الأفراد عموماً ويؤثرون إيجاباً على عائلاتهم ومجتمعاتهم وعلى البيئة ككل، ويساهمون في عالم أكثر صحة ونظافة واستدامة ويتحول الشخص الذي أقلع عن التدخين لقدوة للأطفال وأفراد الأسرة، إذ يعزز إقلاعه من البيئة الصحية في المنزل ويجنب المحيطين به خطر التعرض للتدخين السلبي. ويؤسس ذلك ثقافة العافية، ويشجع على تبني عادات صحية بين أفراد الأسرة.